إسرائيل تهتز خوفاً من سيطرة الثوار في مصر

تحت عنوان " بعد مبارك سلام مع وقف التنفيذ" شنت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في تقرير لها هجوما على ما اسمته حالة السلام التي تشهدها حاليا العلاقات بين القاهرة وتل أبيب بعد اسقاط نظام الرئيس السابق حسني مبارك واحتمال قيام "حكومة معايدة لتل ابيب " بعد اجراء الانتخابات بعد شهور .  

وقالت الصحيفة الاسرائيلية في تقريرها  أنه لا يمكن للمرء أن يعرف ماذا ستكون عليه طبيعة النظام الذي سيقوم في مصر بعد شهور  وبالرغم من رغبة الإدارة الأمريكية  ومطالبتها لمصر  "بانتخابات حرة في أقرب وقت ممكن" لكنها في اعماقها تتمنى أن يحكم الجيش هناك إلى الأبد معتقدة ان الجيش سيطبق "طريق مبارك" والتي تعتمد بالأساس على صراع لا هوادة فيه ضد الجماعات الإسلامية  غير أن هذا لن يحصل  فالحكم العسكري سيضطر   في نهاية الأمر   للخضوع لضغوط الشارع والحركات الإسلامية وسيجري انتخابات.

 ونقلت يديعوت عنا اسمته  خبراء اسرائيليين في الشأن المصري قولهم  أنه لا يوجد احتمال في أن تسيطر الحركات الإسلامية كنتيجة لتلك الانتخابات على الحكم في مصر لكن برغم ذلك  فإنه من المؤكد  أن تلك الحركات وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين  سيحظون بنصيب من السلطة  وعلى نحو نشط ومؤثر على عكس الوضع في عهد الرئيس السابق  وهنا تكمن المشكلة  ـ تضيف الصحيفة ـ لأن أحد مواضيع الخلاف المرتقبة بين الأقلية الإسلامية والأغلبية السائدة إذا ما كانت هذه بالفعل نتيجة الانتخابات سيكون في مسألة استمرار علاقات السلام مع تل أبيب .

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أنه  "منذ زمن بعيد طالبت المعارضة الإسلامية بتعليق بل وبإلغاء اتفاق السلام بسبب المأزق في علاقات إسرائيل والفلسطينيين" مشيرة إلى أن القاهرة لن تلغي بالضرورة اتفاق السلام  فلديها أسباب أكثر وجاهة في ألا تفعل ذلك لكن  الخوف هو ابتعاد القاهرة عن محور المفاوضات الإسرائيلية  الفلسطينية    إذا حدث هذا  ستجد تل أبيب نفسها في وضع خطير لأن قدرتها على إدارة مفاوضات مع الفلسطينيين ستتضرر وتنهار.

ودعت الصحيفة الإسرائيلية حكومة تل ابيب في نهاية تقريرها الى  التوقف عن سياسة الانتظار لما سيحدث في الجارة الجنوبية بعد شهور واجراء الانتخابات والتوجه الآن الى الشريط الفلسطيني موضحة ان خطوة مثل تلك ستستبق ظهور " جبهة معادية محتملة " ضد تل ابيب تظهر بمصر بعد الانتخابات   مضيفة أن مبارك لم يعد موجودا  وعلى تل أبيب أن تفهم شيئا واحدا وهو  أن الزمن كف عن العمل في صالح إسرائيل .

حتى سقوط نظام مبارك   لغير قليل بفضل سطحية أمريكية   أدت مصر دورا غير جوهري في سياق المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية. مبارك أراد جدا التسوية السياسية: برأيه   التسوية مع الفلسطينيين ستؤدي أيضا إلى إنهاء النزاع الإسرائيلي – العربي والى توفير الاستقرار في الشرق الأوسط. في بلاده أيضاً   مصر   سيقل جدا الانتقاد الداخلي على الحكم   الذي يقيم علاقات مع (اسرائيل) رغم "ترك الأخوة الفلسطينيين لمصيرهم".

ولكن مبارك لم يوافق أبدا على استعباد العلاقات الإسرائيلية – المصرية للتقدم في مثل هذه التسوية: مثل سلفه   السادات   اعتقد مبارك بأن مصر سددت دينها لـ "القضية العربية". في عدد من اللقاءات معه   شاركت فيها   سمعت على لسانه غير مرة كم سيساعد السلام الإسرائيلي - الفلسطيني في تقدم السلام الإسرائيلي – المصري   ولكنه لم يقل أبداً   ولم يلمح بأن المأزق بين (اسرائيل) والفلسطينيين يعرض للخطر مجرد وجوده. وبالفعل   على مدى السنين   حتى عندما احتدمت المواجهة العنيفة مع الفلسطينيين   درج مبارك في احتجاجه على "تبريد" السلام البارد أصلا   فشجب   وأعاد السفير إلى الوطن   ولكنه نفذ بحرص اتفاق السلام. الجبهة الجنوبية كانت هادئة.

0 مشاركات:

إرسال تعليق