الثوار يسيطرون على البريقة والعقيلة ورأس لانوف وأجدابيا

بعد أسبوع من الضربات الجوية المتتالية ضد قوات الزعيم الليبي معمر القذافي، حقّق الحلفاء السيطرة على الأجواء الليبية وأصبحت مدن عديدة من بينها أجدابيا ورأس لانوف وبن جواد والبريقة والعقيلة، في أيدي الثوار، لكن المرحلة الأصعب لم تتحقق بعد وهي إسقاط نظام القذافي أو تسهيل الانتصار العسكري للثوار من دون التسبب في انقسام البلاد.
وتمكّن الثوار الليبيون من السيطرة على مدينة بن جواد، التي تقع غربي رأس لانوف في شرق ليبيا، والتي كانت الموقع

الأكثر تقدماً للثوار في الشرق الليبي خلال أول تقدم لهم نحو الغرب في مطلع آذار قبل أن تحتلها قوات القذافي في 6 آذار.
وبعد سيطرتهم على البريقة والعقيلة ورأس لانوف وبن جواد وأجدابيا، يتقدم الثوار الليبيون بسرعة في اتجاه سرت، مسقط رأس العقيد القذافي. 

أحد مقاتلي الثوار في راس لانوف
 وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «برنيق» الليبية، أن الثوار حققوا «إنجازا كبيراً وسيطروا على البريقة والعقيلة بعد انسحاب الكتائب الأمنية نحو رأس لانوف».
وأضافت الصحيفة أن الكتائب الأمنية انسحبت «إلى مواقع دفاعية ولاذت بالفرار غرباً أمام زحف مسلحي الثوار نحو سرت، وهو ما يشير إلى أن المبادرة على الأرض شرق البلاد تتحول مجدداً لمصلحة الثوار».
وفي وقت لاحق، أفاد أحد المعارضين المسلحين بأن المعارضين الليبيين دخلوا بلدة رأس لانوف المصدّرة للنفط. ونقل وليد العربي عن المعارضين العائدين من البلدة قولهم «ليس هناك جيش للقذافي في رأس لانوف». وقال سكان في مدينة سرت (600 كيلومتر شرقي طرابلس) إن قوات التحالف قصفت أمس بعنف هذه المدينة التي بدت أشبه «بكتلة نار».
وفي أجدابيا، أدّت المعارك إلى سقوط تسعة قتلى وتسعة جرحى، حسب الثوار، بينما نُقلت جثث 21 من مقاتلي قوات الزعيم الليبي على الأقل من خارج المدينة، حسبما ذكر مصدر طبي.
وقال المتحدث باسم هيئة أركان الجيوش الفرنسية إنه «مع تولي السيطرة على أجدابيا، انقلب اتجاه الأمور»، مضيفاً أن «الضغط على السكان تراجع في محيط بنغازي وبدأ بالتراجع في أماكن أخرى أيضاً».
ونقلت الصحيفة عن طبيب في مدينة أجدابيا، أنه «عُثر على 30 جثة من قوات القذافي» معظمهم من جنسيات أفريقية على بعد نحو 18 كيلومتراً غربي المدينة، مشيراً إلى أن الجثث دُفنت في مقبرة جماعية في أحد أطراف مقبرة المدينة.
في المقابل، قال متحدث باسم نظام القذافي إن «الضربات الجوية استمرت اليوم (أمس) ساعات وساعات من دون توقّف على الطريق التي تربط أجدابيا وسرت على الساحل بطول نحو 400 كيلومتر».
وأضاف إن «الكثير من المدنيين قتلوا بمن فيهم عائلات كانت تهرب من الضربات الجوية بالسيارة».
وأفاد التلفزيون الليبي وشهود عيان أن الائتلاف الدولي شن أيضاً غارات جوية على مدينتي سبها وسرت (شرق) مسقط رأس القذافي، حيث تحدث أحد السكان عن إطلاق نار من مضادات للطائرات وانفجارين.
من جهة ثانية، أعلن متحدث باسم الثوار الليبيين وطبيب أن مدينة مصراتة (200 كيلومتر شرقي طرابلس) تعرضت مجدداً «لقصف عنيف» من القوات الموالية للزعيم الليبي، ما أدّى الى سقوط ثلاثة قتلى على الأقلّ. 

شعارات الثوار وصلت الى طرابلس
 وبذلك يرتفع الى 117 عدد الأشخاص الذين قتلوا منذ 18 آذار في هجوم القوات الموالية للقذافي على مصراتة ثالث أكبر مدن البلاد وأهمّ المدن التي يسيطر عليها الثوار في الغرب الليبي.
وأعلنت هيئة الأركان الفرنسية أن المقاتلات الفرنسية وجّهت ضربات عدة في منطقتي الزنتان ومصراتة المدينتين الواقعتين في الغرب ويسيطر عليهما الثوار ،لكنهما محاصرتان من قوات القذافي، موضحة أنها دمرت سبع طائرات ليبية «على الأقلّ».
من ناحية ثانية، قال وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، إن ثمّة تقارير استخبارية تشير إلى أن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي تنشر جثث مدنيين قتلتهم في مواقع استهدفتها قوات التحالف الدولي.
وذكر غيتس في مقابلة ضمن برنامج «واجه الأمة» على محطة «سي بي أس نيوز» الأميركية إن التقارير الاستخبارية تشير إلى ان قوات القذافي تنشر جثث مدنيين في مواقع هاجمتها قوات التحالف.
وأوضح غيتس لمحاوره بوب شيفر «لدينا الكثير من المعلومات الاستخبارية عن أخذ القذّافي جثث أشخاص قتلهم ووضعها في مواقع استهدفناها».
وشدّد وزير الدفاع الأميركي على أن قوات التحالف «حذرة جداً في عملها العسكري»، مشيداً بالقوات الجوية التابعة للتحالف قائلاً إنها «أنجزت عملاً مذهلاً».
في موازاة ذلك، يعقد في حلف شمالي الأطلسي اليوم اجتماع وزاري لبتّ مسألة نقل قيادة العمليات في ليبيا الى الحلف.
وفي لندن، أعلن متحدث باسم الحكومة البريطانية أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، سيشاركان في اجتماع لندن الذي تعقده الثلاثاء مجموعة الاتصال السياسية حول العملية العسكرية في ليبيا.
وكانت باريس قد أعلنت أنه دعي الى هذا الاجتماع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والدول المشاركة في التحالف الدولي في ليبيا والاتحاد الافريقي والجامعة العربية والدول الاوروبية الراغبة في المشاركة.
من جهة ثانية، قدم وزير الخارجية الايطالي، فرانكو فراتيني، عرضاً لحل الأزمة الليبية ينص على نفي الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. 

الثوار في بن جواد وسيرت
 وأوضح فراتيني لصحيفة «ريبوبليكا» الايطالية اليسارية، «الآن وقد قالت أوروبا بمجملها والأمم المتحدة إن العقيد ليس محاوراً مقبولاً، لا يمكننا التفكير بحل يتضمن بقاءه في السلطة».
وأضاف الوزير الإيطالي «ستكون الأمور مختلفة في حال نفي القذافي بكل وضوح.. حتى داخل النظام هناك أناس يعملون على هذا الحل».
وأوضح وزير الخارجية الإيطالي «لدينا خطة ونريد ان نرى ما اذا كان بالإمكان ان تصبح عرضاً ايطالياً ألمانياً. ستكون لدينا الثلاثاء ربما وثيقة مشتركة نطرحها على الطاولة» أثناء الاجتماع المتوقع لمجموعة الاتصال السياسية حول ليبيا. 


0 مشاركات:

إرسال تعليق