نصر الله: التحقيق الدولي سياسي وليس قضائيا.. وما ندفعه للعائلات أموال إيرانية

نصر الله: التحقيق الدولي سياسي وليس قضائيا.. وما ندفعه للعائلات أموال إيرانية
رحب بزيارة نجاد وأكد استعداد طهران لمساندة لبنان وتسليح الجيش
بيروت: «الشرق الأوسط»
جدد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تأكيده أن «التحقيق الدولي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري هو سياسي وليس قضائيا»، معتبرا أن «المستفيد من القرار الظني إسرائيل ومن يدعمها»، داعيا إلى «حماية لبنان والمقاومة من استغلال المحكمة الدولية لاتهام المقاومة»، وسأل عن «سبب إصرار (المدعي العام الدولي دانيال بلمار) والأمم المتحدة على حماية شهود الزور»، ورحب بزيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى لبنان، مؤكدا أن «إيران مستعدة لمساندة لبنان رغم كل الصعوبات التي تعيشها في كثير من المشاريع وصولا لمسألة المساعدة في تسليح الجيش اللبناني».
وقال نصر الله في كلمة ألقاها أمس لمناسبة افتتاح مشروع «الشجرة الطيبة» وغرس مليون شجرة منذ انتهاء حرب يوليو (تموز) 2006، إن «الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يأتي إلى لبنان كرئيس لإيران وكممثل للثورة الإسلامية المباركة لا ليعبر عن فترة رئاسته بل عن تاريخ الثورة منذ انتصارها على نظام الشاه»، مشيرا إلى أنه «منذ انتصار الثورة في إيران تقدم هذه الجمهورية المواقف الحاسمة والمتقدمة إلى جانب الحكومات العربية في الصراع العربي - الإسرائيلي»، مشددا على أن «الثورة الإسلامية حذفت أقوى حليف لإسرائيل في المنطقة وهو نظام الشاه». معتبرا أن وجود أحمدي نجاد في الرئاسة ساعد على أن يكون مستوى الدعم الإيراني للمقاومة في المنطقة أكبر بكثير.
وأشار نصر الله إلى أنه «تمنى على الإيرانيين خلال حرب تموز مساعدتنا نقديا»، معتبرا أن هذه «الأموال لو أعطيت للدولة كان مصيرها سيكون كمصير بعض الهبات التي قدمت، وكنا سندخل ببيروقراطية وببطء»، لافتا إلى أن «ما أنجز بعد حرب تموز لا نظير له في تاريخ الحروب في العالم»، مؤكدا أننا «ما زلنا ندفع للعديد من العائلات التي لم يكتمل إعادة بناء منازلها، وهذه الأموال هي إيرانية»، ذاكرا أن «بعض الناس لم تأخذ حتى الآن بدل ترميم من الدولة»، مشيرا إلى أن «إيران قدمت أموالا كثيرة من خلال الدولة أو من خلالنا وما زالت تقف إلى جانبنا»، سائلا: «بماذا يجب أن يقابل اللبنانيون الدولة التي تقف إلى جانب لبنان بمواجهة أكبر تداعيات لحرب حصلت على لبنان»؟.
وأوضح أن «نجاد ضيف لبنان الرسمي ولا يأتي إلى هنا بدعوة من طائفة أو جهة بل من لبنان الرسمي وعلينا التعاطي بالأخلاق وحسن الضيافة اللبنانية وأن نكون كبارا في التعاطي مع مسائل بهذا الحجم». وشدد على أن «إيران مستعدة لمساندة لبنان رغم كل الصعوبات التي تعيشها»، مشيرا إلى أنه «نتيجة المحبة والتقدير للبنان، نجد أن الإيرانيين مستعدون للمشاركة في مشاريع وصولا لمسألة المساعدة في تسليح الجيش».
وحول موضوع المحكمة الدولية وشهود الزور واتهام أفراد من حزب الله وما شابه، أشار نصر الله إلى أن «البلد كان مستقرا وحكومة الوحدة الوطنية كانت (ماشية وشغالة)، رغم الاختلاف داخل الحكومة حول موقف لبنان من العقوبات ضد إيران». وجدد تأكيده أن رئيس الحكومة سعد الحريري زاره وأبلغه أن بلمار سيصدر قرارا ظنيا يتهم كذا وكذا، واتفقنا على استمرار التواصل، وقال نصر الله: «اشكنازي خرج في الإعلام وبشر الإسرائيليين بأنه سيكون هناك اتهام لحزب الله وبأن لبنان سيواجه أياما صعبة، وبعد كلام اشكنازي الموضوع صار له منحى آخر، فبالدرجة الأولى الإسرائيلي هو أول من بدأ بتوظيف قرار ظني صادر عن بلمار».
وتابع: «إننا جميعا نريد الحقيقة ويجب ألا يتهم أحد الآخر بعكس ذلك، فكلنا يريد العدالة، والطريق إلى العدالة هو الحقيقة ودون الحقيقة سيكون هنالك ظلم كالظلم الذي طال عددا من الموقوفين والضباط الأربعة وحلفاء سورية، وأريد أن أسأل سؤالا هادئا: هل التحقيق الدولي يوصل إلى الحقيقة التي تؤدي إلى العدالة»؟. ولفت إلى أن «النقاش بيننا ليس: من يريد الحقيقة ومن لا يريدها، بل أدعي أن الحقيقة التي أنا أفترضها أن إسرائيل هي التي اغتالت الحريري ولنا مصلحة كبيرة جدا في معرفة الحقيقة، ولكن هل يوصل هذا التحقيق للحقيقة؟»، مشيرا إلى أن «التجربة التي رأيناها حتى الآن، من موضوع شهود الزور، تجربة مؤلمة جدا وفي النهاية، سعد الحريري توجه بكلام إلى (الشرق الأوسط) حول شهود الزور وهو مشكور عليه».
وسأل نصر الله: «لماذا يصر بلمار على ألا يسلم شهادات شهود الزور إلى اللواء جميل السيد؟ لماذا هذا الإصرار على حماية شهود الزور من قبل السيد بلمار والأمم المتحدة، فنحن كنا نطالب بمحاكمتهم، ولكنهم اليوم يحمونهم، بلمار يحمي شهود الزور غير الحماية الداخلية، هل هذا الطريق يوصلنا إلى الحقيقة أو إلى التزوير وإلباس الجريمة وتبرئة القاتل وتجريم الأخ والصديق وبغطاء ومطالبة من بعضكم؟».
ورأى الأمين العام لحزب الله أن «المماطلة في ملف شهود الزور كانت واضحة»، مؤكدا أن «خطوة الرئيس (مجلس النواب نبيه) بري الأخيرة كانت موقفة متقدمة (تلويحه بمقاطعة جلسات الحكومة ما لم تناقش ملف شهود الزور) وقامت بصدمة إيجابية بالبلد»، لافتا إلى أنه «في الثلاثاء المقبل سيناقش الملف في الحكومة، فهنالك من يريد أن يماطل، وجلسة الحكومة المقبلة يجب أن تدرس هذا الموضوع ويجب عدم المماطلة»، وأكد أن «موقف وزراء كتلة (التنمية والتحرير) هو موقف كل وزراء المعارضة ويجب أن يبت هذا الأمر في الجلسة المقبلة للمصلحة الوطنية، وعلينا أن نتابع ألا تحصل مماطلة في القضاء عندما ينتقل إلى القضاء». أما على صعيد التحقيق الدولي فقال: «لدينا كل الشواهد التي تقول إن التحقيق الدولي سياسي وليس مسيسا لأن المسيس يعني أنه قضائي ثم جرى تسييسه، وعلى العكس إنه تحقيق سياسي ألبس لباس التحقيق القضائي».
وردا على اتهام البعض في «14 آذار» أن حزب الله يخطط للانقلاب على الدولة وتسلم السلطة، قال: «لو كنا نريد إمساك السلطة في لبنان لكنا فعلنا ذلك في 2005 أو في 15 أغسطس (آب) 2006 ولكننا لم نفعل ذلك». وشدد على أن «المستفيد الوحيد من موضوع القرار الظني هو الإسرائيلي ومن يدعمه ومن يزود إسرائيل بأحدث طائرات لتغيير المعادلات في المنطقة ومن يضغط على الفلسطينيين وعلى العرب لكي يتحملوا المهانة والمذلة التي شاهدناها في الأيام الأخيرة، سواء مشهد الأسيرة التي يرقص إلى جانبها الإسرائيلي، أو الطفل الصغير الذي صدمته سيارة المستوطن أو الغارة على بيوت المجاهدين، أو ما يجري في القدس». وأكد نصر الله أنه «يجب أن نرى كيف نمنع هذا العدوان على المقاومة، وكيف نمنع أميركا وإسرائيل من استغلال المحكمة لاتهام المقاومة، فلنناقش هذا الموضوع بدلا من الاستسلام للإدارة الدولية، ومن يقول إن التداعيات والآثار سأتحكم بها أنا وأنت؟». داعيا «إلى مقاربة موضوع القرار الظني بهذه المنهجية لأنها صحيحة وسليمة».

0 مشاركات:

إرسال تعليق