جنوب افريقيا تفتتح اول مونديال في القارة السوداء

افتتحت جنوب افريقيا الجمعة اول بطولة لكاس العالم في كرة القدم في القارة السوداء مع انطلاق مباراة تجمع منتخبها مع نظيره المكسيكي، الا ان الزعيم التاريخي نلسون مانديلا تغيب عن حفل الافتتاح اثر مصرع حفيدة ابنته في حادث سير بعد عودتها من حفل موسيقي خاص بالعرس الكروي العالمي.
واعتبر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر بان الحلم اصبح حقيقة وذلك قبل دقائق من انطلاق المباراة الافتتاحية لنهائيات كأس العالم التاسعة عشرة في جنوب افريقيا 2010.
وقال بلاتر على ارض ملعب سوكر سيتي والى جانبه رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما "يا اصدقائي، ها نحن في افريقيا، ها نحن في جنوب افريقيا" وسط تصفيق حاد في المدرجات.
واضاف "قد لا يكون نلسون مانديلا معنا جسديا في الملعب، لكن روحه موجودة في ارجاء ملعب سوكر سيتي".
اما زوما فقال "كان ماديبا يريد المجيء اليوم، لكن وقعت مأساة في عائلته". واضاف "لكنه اوكل الي ان انقل اليكم الرسالة التالية +العرض يجب ان يبدأ، استمتعوا به+".
واطلق على حفل الافتتاح اسم "اهلا وسهلا بكم عندنا في افريقيا" علما بان جنوب افريقيا نالت شرف احتضان اول كأس عالمية تقام في القارة السمراء في ايار/مايو عام 2004، وانتظرت ست سنوات ليصبح الحلم حقيقة.
ويستقطب هذا الحدث العالمي على مدى شهر كامل انظار مئات الملايين من المشاهدين في كل انحاء المعمورة.
وبعد انطلاق المباراة الافتتاحية، يتواجه الفريقان الاخران اللذان يكملان عقد المجموعة الاولى وهما فرنسا والاوراغواي في مدينة كايب تاون.
وحضر حفل الافتتاح حشد من الشخصيات يتقدمهم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ونائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى جانب حوالى عشرين رئيس دولة.
لكن نلسون مانديلا، رمز النضال ضد نظام التمييز العنصري السابق، الذي كان يفترض ان يحضر الحفل الى جانب زوما، تغيب عنه بسبب الحادث الاليم الذي اصاب العائلة.
واعلنت مؤسسة مانديلا في بيان "علم السيد نلسون مانديلا هذا الصباح بخبر الوفاة المأساوية لابنة حفيدته زيناني مانديلا في حادث سير. سيكون من غير اللائق بالتالي ان يحضر شخصيا احتفالات افتتاح كأس العالم".
واضافت المؤسسة "نحن متأكدون من ان الجنوب افريقيين والعالم بأجمعه سيتضامنون مع السيد مانديلا وعائلته في هذه المأساة".
ولقيت زيناني مانديلا (13 عاما) مصرعها حين كانت عائدة الخميس في سيارة من حفل موسيقي بمناسبة افتتاح كأس العالم في ملعب اورلاندو بسويتو. وتم توقيف سائق السيارة وهو من افراد العائلة، ويتوقع ان توجه اليه تهمة القتل غير المتعمد والقيادة بحالة السكر.
وقبل ساعات من انطلاق الحفل، شبه الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة داني جوردان اجواء انتظار انطلاق كأس العالم مثل "اليوم الذي اطلق فيه سراح نلسون مانديلا من السجن" قائلا "كل شيء في البلاد سيتوقف".
واضاف "انه مثل اليوم الذي اطلق فيه سراح مانديلا من السجن: كل شيء في البلاد سيتوقف". وتابع "في 11 شباط/فبراير 1990 كل جنوب افريقيا كانت مسمرة امام شاشات التلفزيون في انتظار اللحظة التي سيفتح فيها باب السجن".
ويشارك في البطولة 32 فريقا قسمت على ثماني مجموعات. وتقام المباريات على عشرة ملاعب ستكتظ بالمتفرجين حيث ينتظر وصول نحو 300 الف شخص من الخارج لمؤازرة منتخبات بلدانهم.
والجمعة نشرت قوات الامن اعدادا كبرى من عناصرها لمنع حصول اي خلل امني في ملعب "سوكر سيتي" حيث ينتظر حضور 85 الف مشجع.
وقال قائد الشركة بيكي سيلي "نحن في حالة تاهب قصوى" مشيرا الى ان حوالى 34 الف عنصر امن نشروا في المكان فيما يمكن استدعاء حوالى عشرة الاف عسكري من الاحتياطي كتعزيزات.
وتعني هذه البطولة، وهي التاسعة عشرة منذ قيام المسابقة، الكثير لشعوب القارة السمراء التي تعاني من الفقر والجوع والمآسي وستشكل متنفسا لها ولو لفترة محدودة، وفرصة لاثبات قدرتها على تنظيم احداث رياضية ضخمة بحجم كأس العالم.
والى جانب جنوب افريقيا البلد المضيف تاهلت خمسة منتخبات افريقية اخرى للبطولة هي غانا والكاميرون وساحل العاج ونيجيريا والجزائر، ممثل العرب الوحيد الذي وضعته القرعة في المجموعة نفسها مع انكلترا، الولايات المتحدة وسلوفينيا.
ومنذ ان نالت جنوب افريقيا في ايار/مايو عام 2004 شرف استضافة كأس العالم، واجهت اللجنة المنظمة انتقادات عدة خصوصا في ما يتعلق بالنقل وقلة الفنادق المتوافرة. وتم التشكيك في قدرات هذا البلد على استضافة البطولة خصوصا في ما يتعلق بتوفير الامن للفرق المشاركة والجماهير.
لكن المنظمين عبروا عن ثقتهم في قدرة جنوب افريقيا على مواجهة التحدي.
وعلى رغم معدل الاجرام المرتفع في هذه الدولة الافريقية وصعوبة المواصلات، فقد نجحت في تخطي هذه العوائق لتكون على اهبة الاستعداد لاستقبال اسرة كرة القدم العالمية.
وتفخر جنوب افريقيا، التي عادت الى الاسرة الدولية في اوائل التسعينات بعد فترة طويلة من العزلة اثر زوال نظام التمييز العنصري، انها تملك البنى التحتية الاساسية والضرورية لتنظيم حدث بحجم كأس العالم لكرة القدم.
وقد بلغت الكلفة الاجمالية لتنظيم كأس العالم ملياري دولار.
وتملك جنوب افريقيا 3 مطارات دولية في جوهانسبورغ وكايب تاون ودوربان، ومطارات داخلية في المدن المستضيفة للمباريات، وشبكة غنية من السكك الحديدية والطرق السريعة، وفيها نحو 500 فندق من الدرجة الاولى وهي من الدول المتقدمة نسبيا على صعيد السياحة اذ يزورها سنويا اكثر من 10 ملايين سائح.
وستتنافس المنتخبات المشاركة على احراز الكأس المرموقة التي تزن 4,970 كلغ
ويبلغ طولها 36 سنتم وهي من الذهب الخالص عيار 18 قيراطا.
وتعتبر كل من منتخبات اسبانيا بطلة اوروبا 2008، والبرازيل حاملة الرقم القياسي في عدد الالقاب (5 مرات) والارجنتين وانكلترا وبدرجة اقل فرنسا وايطاليا حاملة اللقب حاليا والمانيا وهولندا، مرشحة لاحراز اللقب الغالي الا ان المنتخبات الافريقية مصممة على قلب التوقعات لابقاء الكاس في القارة السوداء.

0 مشاركات:

إرسال تعليق