ترحيب عربي بموافقة سوريا على الورقة العربية والمعارضة تتهم النظام بالمناورة

بانوراما: رحبت جامعة الدول العربية بموافقة الحكومة السورية على ورقة العمل المقدمة من قبل اللجنة الوزارية العربية بشأن الوضع في سورية. وأكد مجلس الجامعة، في دورته غير العادية على المستوى  الوزاري المنعقد بمقر الأمانة العامة الأربعاء (الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر 2011) "ضرورة الالتزام بالتنفيذ الفوري والكامل والدقيق لما جاء في تلك الورقة من بنود". وكلف المجلس اللجنة الوزارية بتقديم تقارير دورية إليه حول مدى إحراز التقدم في عملية تنفيذ تلك الورقة. كما تم تكليف اللجنة بمواصلة
مهمتها في إجراء المشاورات والاتصالات مع الحكومة والمعارضة السورية لضمان عملية التنفيذ.
وأكد المجلس في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) نسخة منه أنه سيبقى في حالة انعقاد دائم لمتابعة الموقف وتطوراته. وقد وافقت الحكومة السورية، بحسب البيان، على وقف كافة أعمال العنف من أي مصدر كان حماية للمواطنين السوريين  والإفراج عن المعتقلين بسبب الأحداث الراهنة. كما وافقت على إخلاء المدن والأحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة. ووافقت سورية أيضا على فتح المجال أمام منظمات جامعة الدول العربية المعنية ووسائل الإعلام العربية والدولية للتنقل بحرية في جميع أنحاء البلاد للاطلاع على حقيقة الأوضاع ورصد ما يدور فيها من أحداث.
المجرم بشار الأسد
من جانبه ، قال السفير يوسف أحمد، مندوب سوريا الدائم لدى جامعة الدول العربية وممثلها فى الاجتماع، إن بلاده "قبلت الجهد العربي بايجابية ومرونة وانفتاح انطلاقا من قناعتها بحتمية أن يكون الدور العربي مبنيا على الحرص على أمن سورية واستقرارها ووحدة أرضها وتجنيبها أشكال التدخل الخارجي الذي تسعى بعض الأطراف العربية اليه بكل توحش واستغلال". وكشف أحمد أنه خلال الساعات القادمة سيصدر قرار رئاسي بتشكيل لجنة عليا لإدارة الحوار الوطني باعتباره الخيار الوحيد الذي يضمن التوصل لحلول وخيارات سورية خالصة تؤدي إلى إعادة الأمن والاستقرار وتحقيق الإجماع السوري.

المعارضة في انتظار رد فعل النظام على التظاهرات
بسام جعارة الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في أوربا، رحب في حوار خاص مع موقع دويتشه فيله، بأي "حل عربي للمسالة السورية لكي لا يكون هناك أي تدخل أجنبي. فنحن لا نحبذ بالأساس أي تدخل أجنبي"، متمنيا أن يكون "الحل سوريا بالأساس". جعارة شدد على أن "النظام السوري مضى في عمليات القتل منذ ثمانية أشهر وحتى الآن ". وأبدى المعارض السوري تفاؤله  الحذر جدا بشأن قبول النظام السوري للورقة العربية المطروحة من قبل الدول العربية حيث "أننا سمعنا من قبل المتحدثين باسم النظام بأنه لن يكون هناك أي تظاهر في الشارع وأن النظام سيتابع ملاحقة من يطلق النار. بمعنى أوضح أن النظام يريد أن يقول أنه لن يسحب الجيش من الشارع".
ويفسر جعارة، عضو المجلس الوطني المعارض، قبول النظام السوري لهذه الورقة رغم المظاهر التي تشير على عدم جديته لتطبيق بنود هذه الورقة بأن "النظام في البداية رفض هذه المبادرة العربية وتحفظ عليها ثم حاول رفضها ولكنه عندما علم بحجم الضغوط وأن ملفه سيحال إلى مجلس الأمن وكذلك بعد الضغط الروسي والصيني قبل هذه الورقة على أمل أن يفاوض على تنفيذ هذه المبادرة. فهو يريد أن يماطل والكسب المزيد من الوقت. سننتظر غدا وبعد غد لنرى كيف سيتعامل النظام مع المظاهرات السلمية وإذا ما كان سيسحب الجيش والأمن والشبيحة من الشارع".

واشنطن تجدد دعوتها الأسد للتنحي
يأتي ذلك، فيما كرر البيت الأبيض اليوم دعوته للرئيس السوري بشار الأسد للتنحي رغم إعلان الجامعة العربية بأن دمشق قبلت خطتها التي تستهدف إنهاء حملة عنيفة لقمع المحتجين. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحفيين "موقفنا ما زال هو أن الرئيس الأسد فقد شرعيته ويجب أن يتنحى... نؤيد كل الجهود الدولية التي تستهدف إقناع النظام بوقف مهاجمة شعبه. بدورها طالبت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، الذي يزور برلين، بتشديد الضغوط على دمشق. وقالت ميركل "نرغب، وأعني ألمانيا على الأقل، في إدانة اقوي (لسوريا) ولا سيما من الأمم المتحدة".
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي يزور ليبيا إن على الرئيس السوري بشار الأسد "تطبيق الاتفاق بالسرعة الممكنة كما تم الاتفاق عليه"، مضيفا "لقد عانى الشعب الكثير لفترة طويلة وهذا وضع غير مقبول". وذكر المسؤول الأممي بحصيلة العنف التي بلغت بحسب الأمم المتحدة أكثر من 3000 قتيل. وفي لبنان دعت المعارضة اللبنانية الحكومة إلى "التوقف الفوري عن دعم النظام السوري"، معتبرة أن "المخاطر الأمنية تزداد" في لبنان مع "المنعطف الذي تدخله أزمة النظام السوري".




0 مشاركات:

إرسال تعليق