طرابلس مستعدة للحوار بشروط والاطلسي يتعهد بفعل "كل شيء" لحماية سكان مصراتة

مقاتلان من الثوار يؤديان الصلاة قبيل مغادرة اجدابيا الى خطوط الجبهة الثلاثاء
مدونة بانوراما: اعلن نظام العقيد معمر القذافي انه مستعد للحوار مع الثوار في حال سلموا اسلحتهم، في حين تعهد حلف شمال الاطلسي الاربعاء بفعل "كل شيء" لحماية المدنيين في مصراتة (غرب) التي اتهمه الثوار بترك سكانها المحاصرين يموتون دون التدخل لانقاذهم.
وقال وكيل وزارة الخارجية الليبية خالد الكعيم مساء الثلاثاء ان الثوار "يجب ان يسلموا الاسلحة. بامكانهم بعد ذلك المشاركة في العملية السياسية".
وبعد ان اشار الى ان المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله الثوار "لا يمثل القاعدة الشعبية في ليبيا"، اوضح انه "ستكون هناك ضمانات لاية عملية سياسية عبر مراقبين من الاتحاد الافريقي والامم المتحدة قادرين كما قال على تبديد اي شك".
ولفت الى ان
اللجنة التي شكلها الاتحاد الافريقي حول ليبيا ستصل الى طرابلس "خلال الاسبوع المقبل".
الى ذلك، اعلنت وكالة الانباء الليبية الرسمية الاربعاء ان العقيد معمر القذافي بعث برسالة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما بعد اعلان واشنطن انسحابها من الحملة العسكرية على ليبيا، من دون ان تكشف عن فحواها.
عبد الفتاح يونس القائد العسكري للثوار الليبيين
وقالت الوكالة ان القذافي "بعث برسالة الى اوباما في اعقاب انسحاب اميركا من التحالف الاستعماري العدواني الصليبي ضد ليبيا".
من جهته اعلن حلف شمال الاطلسي الاربعاء انه "سيفعل كل شيء لحماية المدنيين" في مصراتة، وذلك غداة اتهامه من قبل الثوار الليبيين بترك سكان هذه المدينة التي تحاصرها قوات العقيد معمر القذافي يموتون دون التدخل لانقاذهم.
وقالت مساعدة المتحدث باسم الحلف الاطلسي كارمن روميرو لوكالة فرانس برس ان "حلف شمال الاطلسي لديه تفويض شديد الوضوح" من الامم المتحدة و"سنفعل كل شيء لحماية المدنيين في مصراتة".
كما اتهم حلف شمال الاطلسي الاربعاء القوات الموالية للزعيم الليبي باستخدام المدنيين دروعا بشرية وبالتسلل وسط حركة السير الطبيعية للتقدم الى مواقع الثوار.
وقال الاميرال البريطاني راس هاردينغ معاون قائد عملية "الحامي الموحد" الدولية للصحافيين ان "القوات الحكومية الليبية لجأت في الايام الاخيرة الى تكتيك غير تقليدي وتسلك الطرقات الى جانب السيارات المدنية وتستخدم المدنيين دروعا بشرية للتقدم" الى مواقع الثوار.
وكان عبد الفتاح يونس القائد العسكري للثوار الليبيين اعلن في بنغازي الثلاثاء ان حلف شمال الاطلسي "خيب ظننا فيه" لانه يترك "اهل مصراته يموتون" ولا يتدخل لضرب قوات القذافي التي تقصف هذه المدينة الواقعة على بعد 214 كلم شرق طرابلس والمحاصرة منذ اكثر من شهر.
وقال وزير الداخلية السابق الذي انشق عن النظام الليبي بعيد انطلاقة الانتفاضة الشعبية في 17 شباط/فبراير "اذا انتظر الناتو اسبوعا ثانيا انتهت مصراته ولن نجد فيها احد". واعتبر ان "مصراتة تتعرض للابادة بكل معنى الكلمة".
ثوار ليبيون على مشارف البريقة
وتابع ان الحلف الاطلسي "خيب ظننا فيه (..) حلف الناتو لم يقدم لنا ما نريد (..) كل يوم يموت مدنيون شيوخ ونساء واطفال ليس لديهم ابسط الاحتياجات (..) اهل مصراته يشربون مياه المجاري" وتنقصهم "ابسط الاحتياجات" من المياه والكهرباء وحليب الاطفال.
وردا على هذا التصريح قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه صباح الاربعاء ان الوضع في مصراتة "لا يمكن ان يستمر"، مشيرا الى انه سيبحث هذا الامر مع الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن.
وتعليقا على تصريح جوبيه قالت المتحدثة باسم الاطلسي ان "مصراتة هي بالطبع اولويتنا الاولى"، مكررة في ذلك العبارات التي وردت الثلاثاء على لسان المسؤول العسكري في الحلف الجنرال مارك فان اوم، مؤكدة ان محادثة هاتفية ستجري بين راسموسن وجوبيه حول هذا الموضوع في وقت لاحق من اليوم.
كما اعلن وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه انه سيكون بمقدور الثوار الليبيين ارسال امدادات عن طريق البحر الى سكان مصراتة. واضاف الوزير ان التحالف الدولي "رأى ان سفنا تابعة للثوار يمكن ان تبحر من بنغازي (شرق) لنقل المواد الغذائية والامدادات الاخرى لمصراتة".
ثوار ليبيون عند المدخل الغربي لاجدابيا
واوضح انه "في وقت سابق كان الحظر يقضي بعدم السماح لاي سفينة بامداد اي مدينة"، ولكن "اليوم اعدنا فتح الممرات البحرية الى طبرق (شرق) وبنغازي وبالتالي ستتمكن سفن تبحر من بنغازي من نقل امدادات الى مصراتة رغم وجود بحرية القذافي، لان التحالف سيمنع اي عمل عسكري ستحاول هذه البحرية القيام به".
من جهة اخرى، ذكرت صحيفة كومسومولسكايا برافدا الروسية الاربعاء، ان مئات المرتزقة من بيلاروسيا يساعدون نظام معمر القذافي على مواجهة ضربات حلف شمال الاطلسي، وهو ما سارعت السلطات البيلاروسية الى نفيه نفيا قاطعا.
وفي الطرف الاخر من ليبيا، تواصلت عمليات القصف صباح الاربعاء قرب مدينة البريقة النفطية (800 كلم شرق طرابلس) على بعد نحو 40 كلم من اجدابيا بحسب الثوار. وتعذر على الصحافيين والمدنيين التوجه الى المكان.
وقال شريف محمد وهو جندي سابق انضم الى الثوار من على حاجز تفتيش في المدينة انه حتى اللحظة "لا توجد معارك بل فقط ضربات جوية من الجانبين". واضاف "نعتقل الشبان الذين يأتون مسلحين. ماذا سيمكنهم ان يفعلوا مع اطلاق القذائف؟".
ومن جهته قال خالد صالح الجندي السابق الذي انضم الى الثوار "الوضع كان افضل بكثير مع الولايات المتحدة وفرنسا (خلال توليهما قيادة العمليات العسكرية). لقد قصفوا القوات الموالية للقذافي. الاطلسي لا يقوم الا بالتحليق فوق المنطقة".
وكان الثوار تراجعوا الثلاثاء على جبهة البريقة نحو ثلاثين كلم شرقا امام ضربات القوات الموالية للقذافي، بحسب مراسل فرانس برس.
لكن بالنسبة لمصطفى الغرياني المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي فإن "الشعب سينتصر (...) اننا مصممون على محاربة هذا الطاغية، إما ان نطرده، او انه سيقود بلدا فارغا".
وعلى الصعيد الدبلوماسي، بدأ السفير كريس ستيفنز مبعوث الولايات المتحدة لدى الثوار مشاورات مع المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي معقل الثوار في الشرق.
وتفكر الولايات المتحدة في امكانية الاعتراف بالمجلس كمحاور شرعي على غرار ما فعلت سابقا فرنسا وقطر وايطاليا.
جريح من ليبيا وصل على متن عبارة الى تركيا الثلاثاء
واعلن جوبيه ان اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا سيعقد في 12 او 13 نيسان/ابريل على الارجح في الدوحة.
من جهتها اعلنت وزارة الخارجية الدنماركية الاربعاء ان الدنمارك سترسل موفدا خاصا لدى المجلس الوطني الانتقالي الليبي في بنغازي لتعزيز اتصالاتها مع الثوار.
وقالت وزيرة الخارجية الدنماركية لين اسبرسن في بريد الكتروني لوكالة فرانس برس "قررت انه يتعين علينا في الجانب الدنماركي تعزيز اتصالاتنا مع المجلس الوطني الانتقالي لتكوين معرفة افضل لعمله وخططه".
كما وجه البابا بنديكتوس السادس عشر خلال مقابلته العامة الاسبوعية في الفاتيكان الاربعاء، نداء "الى كل الاطراف المعنية" في ساحل العاج وليبيا "للبدء ببسط السلام والحوار وتجنب اراقة دماء جديدة".
ونظام الزعيم الليبي، الذي يواجه منذ 15 شباط/فبراير انتفاضة شعبية تحولت الى حرب اهلية بين الثوار والقوات الموالية للقذافي، عين مساء الثلاثاء نائب وزير الخارجية للشؤون الاوروبية عبد العاطي العبيدي وزيرا للخارجية خلفا لموسى كوسا الذي استقال وانشق عن النظام.
وعلى الصعيد الاقتصادي، بحرت ناقلة نفط الاربعاء من مصب قريب من مدينة طبرق في شرق ليبيا حاملة اول شحنة نفط يتم تصديرها من منطقة تخضع لسيطرة الثوار، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس في المكان.
والناقلة التي ترفع علم ليبيريا وتملكها شركة مقرها اليونان، شحنت النفط بعد الظهر، بحسب هذا المراسل. وغادرت المصب القريب من طبرق (130 كلم من الحدود الليبية) الى جهة غير محددة.
من جهته اعلن مسؤول الشؤون المالية والاقتصادية في المجلس الوطني الانتقالي الليبي في حديث لصحيفة المانية ان الدول التي دعمت الحركة المعارضة لنظام القذافي منذ البداية ستجني فوائد اقتصادية من ذلك.
وقال علي الترهوني لاسبوعية "داي تسايت" في عددها ليوم الخميس "اعتقد ان دولا مثل فرنسا وقفت الى جانبنا في وقت مبكر جدا ستجني فوائد من هذا الموقف"، متحدثا عن المستقبل الاقتصادي لبلاده في حال انتصار الثوار.
كما اعلنت مصادر نفطية ليبية لوكالة فرانس برس الاربعاء ان ازمة البنزين التي عانت منها طرابلس لاسابيع حلت اخيرا بعدما استوردت السلطات الليبية شحنة بنزين بحرا.
وقالت المصادر ان "الحكومة الليبية استوردت شحنة بنزين عن طريق سفينة اجنبية رست في المياه التونسية وتم نقلها هناك الى سفينة ليبية قامت بدورها بنقل الشحنة الى ليبيا وافرغتها في مرفأ الزاوية غرب طرابلس".

0 مشاركات:

إرسال تعليق