كوريا الشمالية تطلق "قذائف مدفعية" على جزيرة جنوبية

سيول: في مؤشر خطير على احتمال نشوب حرب جديدة في شبه الجزيرة الكورية، أعلن الجيش الكوري الجنوبي الثلاثاء مقتل ثلاثة من جنوده وإصابة 17 آخرون بجروح جراء اطلاق كوريا الشمالية عشرات من القذائف المدفعية قبالة جزيرة يونبيونج في البحر الغربي ، في الوقت الذي اعلن فيه رئيس كوريا الجنوبية لي ميونج باك انه يسعى إلى الحيلولة دون الصراع .

ونقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية عن ميونج باك قوله " انه يحاول الحيلولة دون تصاعد تبادل اطلاق نيران المدفعية بين الكوريتين الشمالية والجنوبية الى صدام أكبر".

وعقد  ميونج باك اجتماعا للطوارئ مع الوزراء المختصين بالشئون الأمنية ، لبحث تداعيات الموقف بعد الإطلاق المدفعي الكوري الشمالي نحو الأراضي الكورية الجنوبية وقبل أن يعقد اجتماعا مع وزرائه.

وقالت كيم هي جونج المتحدثة باسم رئاسة الجمهورية: "إن الحكومة الكورية الجنوبية تبحث الآن في الدوافع الحقيقية وراء الهجوم الكوري الشمالي المفاجئ ".

وأكدت كيم أن البحرية كانت تنفذ اليوم مناورات بالقرب من الحدود في البحر الغربي ، وقد أرسلت كوريا الشمالية رسالة احتجاج على تلك المناورات ، مشيرة إلى أنه يتم دراسة احتمال وجود رابط بين ذلك الاحتجاج والإطلاق المدفعي .

ومن جانبه، قال وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تيه يونج : "انه امر بنشر طائرات حربية الى البحر الغربي لاحتواء اطلاق القذائف الكورية الشمالية ".

وأضاف : "أن الجانب الكوري الجنوبي سيرد بشدة ضد كوريا الشمالية في حال قيام الجانب الكوري الشمالي باستفزازات إضافية ودعا كوريا الشمالية إلى التوقف الفوري عن الاستفزازات".

وقال الوزير: "إن بعض الجنود الكوريين الجنوبيين أصيبوا بجروح ، واندلعت الحرائق بسبب سقوط قذائف المدفعية على المواقع التي يقيم فيها المواطنون".   مضيفا: "أن الجيش الكوري الجنوبي يتأهب لاستفزازات إضافية من كورية الشمالية بواسطة تعزيز حالة التأهب وتشغيل نظام إدارة الأزمة حاليا".

وفي أول ردود الافغال المتوالية على الحادث ، عبرت الصين عن قلقها من اندلاع حرب جديدة بين الكوريتين .
وقال هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي ان على الجانبين "بذل مزيد من الجهد لاقرار السلام" وطالب بضرورة العودة الى المحادثات السداسية التي تهدف لانهاء البرنامج النووي لكوريا الشمالية
ومن جانبها، طالبت روسيا الطرفين بضبط النفس وحذرت من تداعيات التصعيد.

وكان التليفزيون الكوري الجنوبي قد اعلن الثلاثاء ان كوريا الشمالية أطلقت عشرات من القذائف المدفعية قبالة جزيرة يونبيونج في البحر الغربي .

واضاف التليفزيون ان نحو 200 قذيفة على الأقل سقطت على الجزيرة الواقعة إلى الشمال الغربي من كوريا الجنوبية قرب الحدود المشتركة بين الكوريتين ، مما دفع قوات المدفعية الكورية الجنوبية إلى الرد.

وقال المتحدث باسم هيئة الاركان الكورية الجنوبية المشتركة لي بونج وو إن القذائف المدفعية الكورية الشمالية سقطت في المياه الكورية الجنوبية قبالة جزيرة يونبيونج، وسقط بعض منها على الجزيرة مباشرة وردت القوات الكورية الجنوبية باطلاق مدفعيتها.

ونقل تلفزيون "وا.تي.ان" في سيول عن شاهد عيان قوله ان ما بين 60 و70 منزلا اندلعت فيها النيران بعد القصف ، فيما ترددت أنباء عن انقطاع التيار الكهربائي عن الجزيرة، وانهيار عدد من المباني واصابة عدد من المدنيين و14 جنديا بينهم أربعة جراحهم خطرة.

واعلنت السلطات الكورية الجنوبية حالة الطوارئ في البلاد ، فيما تم اجلاء سكان الجزيرة المستهدفة إلى الملاجئ ، بينما تحلق مقاتلات كورية جنوبية في أجواء الجارة الشمالية .

يذكر ان هناك نزاع بين الكوريتين منذ ان اتهمت سيول بيونج يانج بمهاجمة احدى سفنها في مارس /اذار مما ادى الى مقتل 46 بحارا ، الا ان بيونج يانج رفضت هذا الاتهام وقالت انها سترد بالقوة اذا فرضت كوريا الجنوبية عقوبات.

وقطع الحوار تقريبا بين البلدين منذ ان تولى الرئيس الكوري الجنوبي لو ميونج باك السلطة في 2008 واعلانه انه لن يتم ارسال مساعدات الى بيونج يانج الا بعد ان تتخلى كوريا الشمالية عن برنامجها للاسلحة النووية.

النووي الأمريكي

وعلى صعيد متصل،  صرح رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الكوري الجنوبي الثلاثاء إن اعادة نشر اسلحة نووية تكتيكية أمريكية في كوريا الجنوبية سيكون مناقضا لكل ما فعلته سيول والمجتمع الدولي لمحاولة انهاء الطموحات النووية لكوريا الشمالية.

وقال وون يو تشول: "اذا سمحنا باعادة نشر اسلحة نووية تكتيكية في كوريا الجنوبية فانها ستكون ضربة خطيرة لهدف أعظم بكثير" ،مضيفا: "جهود حكومتنا والمجتمع الدولي لجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الاسلحة النووية كلها ستضيع سدى".

وقال وون وهو عضو بارز بالحزب الحاكم انه تحدث في وقت متأخر يوم الاثنين الي وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تاي يونج الذي أبلغه ان تعليقاته انتزعت من سياقها وانه كان يعني ان كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تجريان مشاورات بشأن مختلف الخيارات المتاحة للتصدي للتهديد النووي لكوريا الشمالية.

واضاف وون قائلا "لم تكن هناك قط اي مناقشات بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لاعاد اسلحة نووية تكتيكية ولم تكن هناك ايضا أي دراسة لذلك الخيار."

وفي 1992 وقعت كوريا الجنوبية اتفاقية مع كوريا الشمالية تعهد فيها البلدان بعدم التسلح باسلحة نووية بعد ان اعلنت الولايات المتحدة ازالة الاسلحة النووية التكتيكية من الجنوب.

سلوك سئ

وأكدت الولايات المتحدة الأمريكية الاثنين مجددا أنها لن تكافئ كوريا الشمالية على سلوكها السيئ ، وذلك على خلفية التقارير التي أشارت إلى أن بيونج يانج قد أقامت منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم.

جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي حيث شدد على أن بناء مثل تلك المنشأة يعتبر مصدر قلق مؤكد وواضح ، ولكنه لا يعتبر أزمة .

وأضاف :" أن تلك الخطوة من جانب كوريا الشمالية لم تدهش واشنطن ، بل وربما لا تكون أكثر من "فرقعة إعلامية".
ودعا المتحدث الأمريكي بيونج يانج إلى اتخاذ خطوات كاملة وقابلة للتحقق ولا رجعة فيها نحو التجريد النووي . كما أوضح أن بلاده سوف تستمر في تنفيذ سياساتها الراهنة تجاه الدولة الشيوعية .

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في العام 1991 أنها سحبت جميع أسلحتها النووية التكتيكية من كوريا الجنوبية وفقاً لمبادرة واشنطن لنزع السلاح . وكانت الأسلحة النووية التي تم نشرها في 16 منشأة عسكرية كورية جنوبية بعد 5 سنوات من نهاية الحرب الكورية (1950-1953)، مصممة لوضعها على صواريخ أو رؤوس حربية اصطناعية كردع ضد كوريا الشمالية .

0 مشاركات:

إرسال تعليق