في ظل مزادات الجوائز والأرقام والأخبار الوهمية
انشغال نجوم الغناء في مصر بالألقاب، والجوائز، ونشر الأخبار التي تتحدث عن بطولاتهم، أصبح أمرا مثيرا للدهشة، والتعجب. فالمطرب أو المغني في أي مكان في العالم يتواجد في مكانين فقط إما فوق خشبة المسرح للغناء أو في استوديوهات تسجيل الأغاني. لكن في مصر الأمر مختلف دخل معظم نجوم الغناء في سباق آخر بما بين نجم الجيل، والهضبة والإمبراطورية أو الترشيح للميوزك أوود الإفريقية أو M.T.V العالمية ولا مانع من تسريب أخبار تقول ان أجر المطرب وصل إلي 40 مليون جنيه عن قيامه ببطولة مسلسل في رمضان كما حدث مع عمرو دياب الذي تناقلته كل المواقع الإخبارية المنتشرة علي الإنترنت ونقلتها عنهم الصحف خبر حصوله علي 40 مليون جنيه كأجر عن بطولته لمسلسل رمضاني. وأخذ الخبر أكثر من شكل ولون وطعم منها انه سيكون في رمضان القادم 2011 ثم نشر خبر آخر يقول ان المشروع سيتم تأجيله إلي 2012 لان عمرو مشغول خلال رمضان القادم بمشروع تقديم برنامج. وفي الطريق تم نشر أخبار عن الاستعانة بمخرج عالمي هو Michel Bay الذي أخرج أفلام Arma Geddon و»Pearl Harbor« و»Badpoys« وغيرها وهو متخصص في أفلام الخيال العلمي. وفي نفس الخبر نشر كلام حول الاستعانة بسلمي حايك للمشاركة في ست حلقات طبعاً هذا الكلام قد لا يكون عمرو دياب وراءه لكن صمته حول هذه النوعية من الأخبار يعطي انطباعا انه وراءها وبالتالي كان ولابد علي عمرو ان يخرج لينفي أو يؤكد. لان هذه النجوم العالمية لن تتحرك في اتجاه مصر بهذه السهولة. خاصة ان الخبر يقول ان »مايكل باي« سوف يخرج المعارك الموجودة في المسلسل، وجري العرف ان تكون الاستعانة بمخرج أجنبي للمعارك لكن علي قد حالنا أو علي قد أيدينا. واعتقد ان هذا الخبر لن يمر مرور الكرام علي المنافس الأول لعمرو دياب، وهو نجم الجيل تامر حسني الذي دخل المزاد وخرجت أخباره أيضا لم يكذبها ولم يؤكدها تقول انه مرشح لبطولة مسلسل رمضاني مقابل أجر 80 مليون جنيه. وهو شيء مزعج لان هذه النوعية من الأخبار تثير سخط الناس. ثم ان العرف في الوسط الفني ان الفنان دائما يقوم بتوقيع عقدين الأول يقدم للضرائب بمبلغ متواضع، والثاني يذكر فيه الرقم الحقيقي حتي لا يدفع مبلغا كبيرا للضرائب، وبالتالي فخروج هذه الأخبار بهذه المبالغ يعني أنها أخبار غير حقيقية لكن المطرب يستغلها في الترويج لنفسه. تامر أيضا لم يترك الفرصة خلال الفترة الماضية وأعلن عن ترشيحه لجائزة الميوزك أوورد الإفريقية رداً علي الأخبار التي خرجت عن ترشيح محمد حماقي، وخالد سليم لجائزة M.T.V العالمية. هذان الخبران لا يفصل بينهما سوي يومين فقط تقريبا. وقبلها نشرت أخبار أيضا تقول ان هناك عرضا أمريكيا لتامر لإنتاج أغان، وبطولة فيلم، وفي السكة سوف يدرس الإخراج في أمريكا. محمد حماقي في حواره مع الوفد ذكر انه كان مرشحا لجائزة M.T.V قبل سنوات ولكن في اللحظات الأخيرة ذهبت الجائزة لكارل ولف وأمر يدعو للدهشة. لان هذه الجائزة تعتمد علي التصويت الجماهيري علي المستوي العالمي، وبالتالي لا علاقة لكارل ولف، وجماهيره بالأخ حماقي. لان الخواجات في أوروبا وأمريكا وبلاد ما وراء البحار لا يعرفون الأستاذ محمد حماقي. وكنت أتصور أن يقول حماقي ان عمرو دياب أو تامر حصلا منه علي الجائزة بفارق بسيط هنا سوف تكون المقارنة او الحكاية أقرب إلي ان نصدقها. ثم ان M.T.V لها قسم عربي تم استحداثه للمنطقة العربية والشرق الأوسط. وهذا موجود في الموقع الرسمي للجائزة. لذلك علي السادة نجوم الغناء، والطرب ان يتحلوا بالواقعية فانتشار، ونجاح أغنية أفضل مليون مرة من الدخول في أمور ليس لها علاقة بالغناء. وبالتالي فالاهتمام من قبل هذه الأسماء ذات الشعبية الكبيرة بفنهم أفضل. لان الناس ليست بهذه السذاجة التي يتصورونها. الأطفال الآن يجوبون العالم عن طريق الإنترنت. وبالتالي تستطيع ان تعلم خطة المخرج العالمي الفلاني أو النجم كذا حتي سنوات قادمة. ولعبة الأخبار التي تجذب انتباه الناس أصبحت موضة قديمة وانتهت. واخشي ان نجد خلال الأيام القادمة خبرا يقول ان عمرو أو تامر أو حماقي مرشحون لجائزة نوبل في الغناء بمناسبة إعلان الحاصلين علي هذه الجائزة خلال الأيام الماضية. والحمد لله ان السيد نوبل مات قبل أن يظهر نجوم الغناء المصري الحاليين وإلا أدرجوا قسما خاصا بالغناء في نوبل وكل شيء ممكن في هذا الزمن. بطبيعة الحال نحن لسنا ضد ان يحصل أي مطرب مصري علي أعلي جائزة عالمية، وسوف نكون أول المستقبلين له في المطار حاملين صوره، والورود. لكننا نريد جوائز حقيقية. لان حتي جائزة الميوزك أوود عندما حصل عليها عمرو دياب لأول مرة كنا سعداء بها. ولكن سرعان ما اكتشفنا إنها جائزة تذهب لمن يدفع أكثر للجهة المنظمة لهذا الحدث، وهذا الكلام قاله الكثير من المطربين من الذين عرضت عليهم الجائزة. لذلك أصبحنا الآن نشك في كل ما ينشر من كلام حول هذه الجوائز التي أصبحت شو إعلامي سرعان ما يفقد بريقه. ورحم الله أيام ثومة وحليم والأطرش وكل ما أثروا ساحة الغناء العربي دون ان يرددوا ما نسمعه الآن. رغم ان فنهم وصل قبل أوروبا. ليس للجاليات العربية فقط ولكن للفرنسيين والإنجليز والألمان والأيطال. والتاريخ هو الذي يؤكد صدق كلامي
0 مشاركات:
إرسال تعليق