مصادر أمنية إسرائيلية: اغتيال الكرمي يهدف لإحباط نشوة حماس بكشفها للعملاء

مصادر أمنية إسرائيلية: اغتيال الكرمي يهدف لإحباط نشوة حماس بكشفها للعملاء
أبو زهري: نتنياهو سيعزي جنوده قريبا كما هنأهم باغتيال قائدي القسام
رام الله: كفاح زبون
أكدت مصادر في إسرائيل أن أجهزتها الأمنية حرصت على توجيه ضربة قوية لحركة حماس في الضفة الغربية، لتخريب وإحباط وضرب «حالة النشوة» التي تعيشها الحركة بغزة بعد الكشف عن عدد من عملاء جهاز المخابرات العامة «الشاباك» في قطاع غزة.
وبحسب ما قالته المصادر للإذاعة الإسرائيلية، فإن اغتيال مسؤول كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس في جنوب الضفة، نشأت الكرمي ومساعده مأمون النتشة في الخليل، أول من أمس، كان يهدف إلى إحباط حماس، ورد الصاع لها صاعين.
في غضون ذلك، أكد الدكتور سامي أبو زهري، الناطق باسم حماس، أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو سيقدم التعزية لجنوده قريبا، كما هنأهم باغتيال الكرمي والنتشة.
وشدد أبو زهري في بيان صحافي على أن «فترة عدم معاقبة الاحتلال على تنفيذه هذه العملية لن تطول، وعليه ألا يفرح كثيرا»، مشيرا إلى أن «كتائب القسام عودتهم على الرد على عمليات كهذه حتى في أصعب وأحلك الظروف».
واعتبر أبو زهري العملية العسكرية في الخليل «تصعيدا خطيرا»، وثمرة من ثمار التعاون الأمني بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والإسرائيلية، وثمرة للمفاوضات.
كانت حماس قد أعلنت عن اعتقال عدد من العملاء الخطيرين الذين أسهموا وشاركوا في تنفيذ اغتيالات في قطاع غزة في الانتفاضتين الأولى والثانية، وهو ما أثار جهاز الشاباك الإسرائيلي الذي اعتبر ذلك مسا بقدراته.
ونقلت الإذاعة العبرية الرسمية عن المصادر الأمنية ذاتها، قولها: إن عمليات المطاردة لخلايا حماس في الضفة مستمرة على قدم وساق، ولن تتوقف. ووفق المصادر فإن العمليات تتركز الآن على شخصية مركزية عسكرية وصلت إلى الضفة المحتلة من سورية.
واتهمت المصادر هذه الشخصية، من دون أن تسميها أو تعطي تفاصيل إضافية عنها، بأنها هي التي توجه العمل العسكري لحماس بالضفة، بما في ذلك محاولات إعادة هيكلة الأجهزة العسكرية للحركة.
وتخوض إسرائيل من جهة والسلطة من جهة أخرى سباقا مع الزمن لمنع حماس من إعادة بناء قدراتها العسكرية في الضفة. وقال مصدر أمني فلسطيني لـ«الشرق الأوسط»: إن الحركة تحاول فعلا بناء قدراتها العسكرية بين الفينة والأخرى.
وتفتحت أكثر العيون على قدرات حماس العسكرية في الضفة بعدما نفذت الحركة عملية قتل فيها 4 مستوطنين نهاية أغسطس الماضي في الخليل. وهو ما فاجأ إسرائيل والأجهزة الأمنية الفلسطينية التي كانت تعتقد أنها فككت تماما بنية حماس بعد حرب استمرت حوالي 3 سنوات.
وتعهدت حماس بمواصلة المقاومة من الضفة، وقالت: «إن التصعيد الأخير ضد المقاومة في الضفة المحتلة سواء أكان من العدو الصهيوني أم من أجهزة الأمن (الفلسطينية) إنما يعكس حالة من الهوس الكبير جدا والرعب من تحرك المقاومة من جديد لمواجهة الاحتلال وذيوله».
وقال صلاح البردويل، القيادي في الحركة والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني: «سيفشلون، ولن يستطيعوا القضاء على المقاومة الفلسطينية، وسيثبت الزمن المقبل أن المقاومة هي الأبقى».
وأرسلت حركة حماس رسائل قصيرة عبر الهواتف الجوالة إلى أرقام عشوائية لمواطنين فلسطينيين في الخليل، تتعهد من خلالها بالثأر لدماء الكرمي والنتشة.
وقالت الرسالة في نبرة تحدٍّ للسلطة: «يا أسود الخليل.. الثأر.. فلنشعل الأرض لهيبا تحت أقدام الصهاينة وأذنابهم. حماس».
ووترت عملية الخليل التي أدانتها السلطة من الأجواء في الضفة التي تشهد تصعيدا إسرائيليا رسميا ومن قبل المستوطنين هذا الأسبوع.
وأكد تقرير، أصدره أمس المكتب الوطني للدفاع عن الأرض، أن الجيش الإسرائيلي ومجموعات المستوطنين ارتكبت جرائم بشعة، خلال الـ7 أيام الماضية، أبرزها قتل 5 مواطنين ودهس 4 آخرين وإحراق مسجد وعشرات أشجار الزيتون.
وقالت حركة فتح أمس، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: إن الرد الأمثل على الجرائم الإسرائيلية المتتالية والمتصاعدة ضد كل ما هو فلسطيني، يكمن بتكريس الوحدة الوطنية بين أبناء شعبنا الفلسطيني الواحد وإنهاء حالة الانقسام.
وأضاف المتحدث باسم الحركة، أسامة القواسمي: «إن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة من عمليات اغتيال وحرق للمساجد وللمحاصيل الزراعية ما هي إلا حلقة من سلسلة اعتداءات ضمن برنامج ممنهج يستهدف الوجود الفلسطيني، خاصة في القدس الشرقية». وطالب القواسمي حماس بـ«الكف عن سياستها المعهودة بتوزيع التهم جزافا وتبرئة الاحتلال الإسرائيلي في كل جريمة تقترف بحق أبناء شعبنا»، داعيا إياها «إلى مصارحة شعبنا بالكشف عن ملابسات اغتيال المبحوح والشيخ عز الدين عجلين وعبد العزيز الرنتيسي والشيخ أحمد ياسين وعماد عقل والعشرات ممن استهدفتهم أجهزة الاحتلال الإسرائيلي». وأكد القواسمي أنه في كل مرة تصدر حماس الاتهامات غير المبررة يثبت أن هناك اختراقا أمنيا إسرائيليا في صفوفها.
ودعت فتح الفلسطينيين إلى «أخذ الحيطة والحذر من المخططات الإسرائيلية التي تحاول أن تستغل حالة الانقسام والدماء التي تسفك لخلق فتنة داخلية بين أبناء الشعب الواحد، تحت عناوين مختلفة لتمرير مشاريعها الاستيطانية واستكمال مشرو

0 مشاركات:

إرسال تعليق