'عقاب غزة': كتاب جديد لجدعون ليفي

رام الله 29-9-2010 وفا ـ أصدرت دار النشر Virso في الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة كتابا بعنوان 'عقاب غزة'. وهذه الدار ذات مكانة مرموقة في عالم النشر وتولي اهتماما خاصا بالشأن الفلسطيني والإسرائيلي، وتحاول تقديم وجهة نظر مغايرة للقرّاء الأميركيين، وقرّاء الإنكليزية بشكل عام.

يقع الكتاب في 160 صفحة من القطع المتوّسط، ويضم 40 مقالة لجدعون ليفي، الصحافي الإسرائيلي المعروف، الذي ينشر مقالة أسبوعية في جريدة هآرتس الإسرائيلية، ويعود تاريخ التحاقه بالجريدة المذكورة إلى ثلاثة عقود مضت.

تغطي المقالات التي يضمها الكتاب الفترة من 1 حزيران (يونيو) 2006 إلى 19 تموز (يوليو) 2009. وقد أضاف ليفي إلى المقالات قائمة بالأحداث والتطوّرات السياسية التي شهدها قطاع غزة منذ الانسحاب الإسرائيلي في أيلول (سبتمبر) 2005 وحتى انتهاء الهجوم الوحشي على غزة، الذي أطلق عليه الإسرائيليون تسمية 'الرصاص المصبوب' في يناير 2009.

في تقديمه للكتاب يقول ليفي إن انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة في العام 2005 لم يكن نهاية للاحتلال، فما حدث هو العكس، إذ أصبح الاحتلال أكثر قسوة وإجراما ولا إنسانية عمّا كان عليه من قبل. وفي ظل هذا الوضع أصبح القطاع أضخم السجون المفتوحة على ظهر البسيطة، وأصبح سكانه عرضة لتجارب لا إنسانية مروّعة.

للتدليل على حجم العقاب الواقع على غزة يقارن ليفي بين الضحايا من الفلسطينيين والإسرائيليين، إذ تبلغ النسبة مائة إلى واحد، فمقابل كل ضحية إسرائيلية يدفع الفلسطينيون مائة من الضحايا. كما ويعالج اللغة التي يستخدمها الإسرائيليون، الذين يغرفون من ترسانة لغوية تبرر دائما البحث عن حلول عسكرية لمشاكل سياسية، وينتقد صمت القضاة والعاملين في مجال القانون في إسرائيل، إزاء التحريض على العنف المُمارس ضد الفلسطينيين من جانب جماعات مختلفة في المجتمع الإسرائيلي.

وأخيرا، يلقي مزيدا من الضوء على العلاقة الخاصة بين إسرائيل وأوروبا 'فهذه الصداقة العمياء تبرر للإسرائيليين أن يفعلوا ما يريدونه.. تملك إسرائيل تصريحا على بياض لتقتل وتدمر وتستوطن'.

وفي معرض تفسير ما يكتبه، وما يوجهه من انتقادات للسياسة الإسرائيلية إزاء الفلسطينيين، يقول ليفي بأنه 'يطلب من الإسرائيليين أن يغضبوا، أو على الأقل أن يفهموا حقيقة ما يُرتكب من فظائع باسمهم، لئلا يزعم أحد منهم في يوم ما بأنه لم يعرف حقيقة ما يجري'.

أما نعوم تشومسكي، المفكر الأميركي الكبير، وأحد كبار منتقدي السياسة الإسرائيلية في الولايات المتحدة، فيقول معلّقا على كتاب ليفي: 'في العالم فظائع أكثر مما يجري للمواطنين السجناء في غزة، ومع ذلك يصعب التفكير في وجود تجليات للقسوة، والجبن، ووحشية الإنسان أكثر مما يحدث هناك، وهذا ينال الدعم الكامل من الولايات المتحدة، وأوروبا التي تسير في ركابها، شهادة جدعون ليفي الغاضبة والكاشفة دعوة بليغة وربما يائسة لوضع حد لهذه المأساة المروّعة، وهذا ليس بالأمر العسير'.

0 مشاركات:

إرسال تعليق