مصر: فتوى دينية تعتبر البرادعي خطرا على الإسلام

قيادي في الحزب الحاكم ألبسه عباءة نجاد والإخوان
القاهرة: محمد مصطفى
في وقت ألبس فيه قيادي في الحزب الحاكم، المرشح المحتمل للرئاسة المصرية في مصر الدكتور محمد البرادعي، عباءة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد وجماعة الإخوان المسلمين، أصدر الداعية الإسلامي الشهير الشيخ يوسف البدري، فتوى دينية اعتبرت البرادعي خطرا على الإسلام، لأنه دعا لفتح محافل للماسونيين والبهائيين في البلاد، وهذا أمر «يساعد على تدمير الإسلام وتخريب عقائده».
وكشف حديث المهندس أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، لشبكة «سي إن إن» الأميركية، فيما يشبه المناظرة مع الدكتور البرادعي، عن شكل المواجهة التي يمكن للحزب أن يخوضها مع البرادعي، بعد أن تفرغ عقب تقاعده من عمله كمدير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، للدعوة إلى التغيير السياسي في مصر، من خلال رئاسته للجمعية الوطنية للتغيير التي أسسها مع معارضين آخرين قبل نحو شهرين. وتدور تكهنات في مصر عن أن البرادعي في حال تمكنه من تحقيق الشروط الصعبة للترشح للرئاسة، سوف ينافس مرشح الحزب الحاكم، سواء كان الرئيس مبارك، أو نجله جمال، أو غيرهما من أعضاء الهيئة العليا للحزب.
وعند ظهوره في حلقة «مستقبل مصر»، التي أذاعتها شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية مساء أول أمس الأربعاء، وقدمتها المذيعة الأميركية كرستين أمانبور، طرح المهندس عز، الذي يعتبر من أقرب المقربين إلى جمال مبارك نجل الرئيس المصري، بعض التلميحات التي أراد أن يرسم بها صورة لدى الغرب للبرادعي، باعتبار الأخير منافسا محتملا على الرئاسة في مصر، ومن هذه التلميحات إشارة عز إلى أن البرادعي «حليف الإخوان»، و«يصل للحكم على طريقة (الرئيس الإيراني) أحمدي نجادي».
وبحسب مراقبين مصريين، فإن هذه الكلمات الموحية التي استخدمها عز تحمل معاني تتناسب مع الجمهور الأميركي الموجه إليه البرنامج بالأساس، قائلين إن اختيار المهندس عز، كمتحدث من الحزب الحاكم جاء موفقا إلى حد كبير، أو كما علق أحد المراقبين بأنه «الرجل المنسب للمكان المناسب».
أما الدكتور البرادعي فقد أشار في البرنامج نفسه، إلى ضرورة توفير ضمانات للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2011، التي تتمثل في الشفافية والرقابة الدولية وتوافر فرص متكافئة للمرشحين كافة في وسائل الإعلام.
ومن جانبها، استغلت الجبهة الشعبية لحماية مصر، التي تضم 8 أحزاب معارضة، تصريحا منسوبا إلى الدكتور البرادعي في وسائل الإعلام حول مطالبته بفتح محافل للماسونيين والبهائيين في مصر، وأرسلت في طلب فتوى حول هذه التصريحات من الشيخ يوسف البدري. وجاء في فتوى البدري المعتمدة منه، التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها قوله: «إن دعوة محمد البرادعي لوجود محفل للبهائية والماسونية في مصر لا بد أن تقابل بالرفض، وإذا ما رشح نفسه بناء على هذه الأفكار وجبت مقاطعته حتى يتوب ويستغفر، ويرجع عن ذلك».
وتابع البدري في فتواه قائلا بأن دعوة البرادعي للاعتراف بهذين المحفلين تحت زعم الحرية الدينية الكاملة والمواطنة «دعوة باطلة لأن هذين المحفلين ليسا دينا، وإنما ارتداد عن الدين وحرب للإسلام وهدم للمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، وتحويل الحج إلى يافا ومساعدة في هدم عقائد المسلمين». وشدد البدري على أن «مَن يدعو إلى الاعتراف بالمحفل الماسوني والبهائي يكون مساعدا على تدمير الإسلام وتخريب عقائده ودينه في خطر عظيم إن كان يظن أن هذا من الحرية».
وعقدت الجبهة الشعبية لحماية مصر، الأحزاب الثمانية، مؤتمرها الثاني أول من أمس تحت شعار «لا للبرادعي»، وأعلن أمينها العام الدكتور سامي حجازي أنه تم تأسيس الجبهة لمواجهة الأخطار الشرسة التي تحاك، ويتم التخطيط لها ضد الشعب المصري في هذه الفترة العصيبة.
على صعيد آخر، تصاعدت أزمة السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق مع حزب مصر العربي الاشتراكي، المعارض، الذي أعلن الأشعل قبل أيام نيته للترشح عن طريقه لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات القادمة، حيث أعرب رئيس الحزب، وحيد الأقصري، عن بالغ دهشته من تصريحات الأشعل بهذا الخصوص، قائلا إن مساعد وزير الخارجية الأسبق ليس عضوا بالحزب، ولم يجر أي اتصالات مع الحزب، كما قال إن الأشعل لم يبد أيضا مساعي حيال هذا الأمر.

0 مشاركات:

إرسال تعليق