قوات القذافي توقف تقدم الثوار الليبيين نحو سرت

 أفاد شاهد ان منطقة الجبل الغربي التي تقع على بعد 120 كلم جنوب غرب طرابلس تعرضت في الساعة 20:15 (18:15 ت غ) لقصف جوي من قوات التحالف. وافاد شاهد عيان في غريان في اتصال مع وكالة الأنباء الفرنسية ان "القصف استهدف مدينتي غريان ومزدة الواقعتين في الجبل الغربي" على مقربة من الحدود مع تونس.
وتبعد غريان نحو 120 جنوب غرب طرابلس.واضاف الشاهد ان هناك معسكرات للقوات العسكرية الليبية النظامية في هاتين المدينتين. مشيراً انه "سمع انفجارا قويا تبعته انفجارات عدة" قرابة الساعة 20:15 (18:15 ت غ) من دون ان يكون قادراً على تحديد ما اذا كانت
الانفجارات المتتالية ناتجة من قصف او من انفجار ذخائر.
من جهته بث التلفزيون الليبي الرسمي مساء الاثنين صوراً ظهر فيها "مستشفى مزده" وقد اصيبت ابوابه ونوافذه باضرار والزجاج متناثر في غرفه.كما عرض صورا لاسرة داخل المستشفى وقد ظهرت اثار دماء عليها. ووصف التلفزيون القصف بانه "استعماري صليبي على مستشفى في مزده".
المواقف السياسية للدول
وعلى الصعيد السياسي، اعترفت قطر، اول دولة عربية تشارك في التحالف الدولي في ليبيا، بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، هيئة قيادة الثوار، واصبحت بذلك الدولة الثانية بعد فرنسا التي تعلن اعترافه به.
وكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في اعلان مشترك عشية اللقاء "خلال مؤتمر لندن، سيكون امام المجتمع الدولي برمته فرصة للتعبير عن دعمه للشعب الليبي في نضاله لاسقاط ديكتاتورية عنيفة ولتأمين الظروف الملائمة التي تتيح له تقرير مستقبله".
واعتبرا ان "النظام الحالي فقد اي شرعية كما نص قرار الجامعة العربية، وعلى القذافي اذا ان يرحل فورا".
ودعا زعيما البلدين اللذين شاركا الولايات المتحدة في التدخل في ليبيا، المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا المؤلف من 31 ممثلا عن ابرز مدن البلاد، الى "اجراء حوار سياسي وطني من شانه ان يؤدي الى عملية انتقالية ذات طابع تمثيلي، واصلاح دستوري واجراء انتخابات حرة".
واعلنت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس نيكولا ساركوزي تشاور مساء الاثنين مع نظيره الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل حول الازمة في ليبيا.
وقالت الرئاسة ان هذه المشاورات التي تمت بواسطة الدائرة التلفزيونية المغلقة استغرقت اربعين دقيقة وخصصت للوضع في ليبيا عشية اجتماع "مجموعة الاتصال" الثلاثاء. وسيدافع باراك اوباما مساءً في خطاب متلفز عن قرار مشاركة الولايات المتحدة في العمليات العسكرية في ليبيا، امام مواطنيه المتحفظين بالنسبة الى فائدة هذا التدخل.
وعرض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وساطته بين الزعيم الليبي معمر القذافي والثوار بهدف تجنيب تحول البلاد الى "عراق جديد او افغانستان جديدة"، وذلك في مقابلة نشرتها صحيفة بريطانية الاثنين.
وقال اردوغان لصحيفة الغارديان انه اذا طلب طرفا النزاع من تركيا ان تتولى دور الوساطة، "فاننا سنتخذ خطوات للقيام بذلك" في اطار حلف شمال الاطلسي والجامعة العربية والاتحاد الافريقي. واضاف "لا يمكننا ان نتجاهل مطلقا الحقوق الديموقراطية والحريات التي يطالب بها الشعب الليبي، ولا يمكن تاجيل او تاخير التغيير او التحول".
ووعد المجلس الوطني الانتقالي ان يرأف بانصار القذافي الذين يعلنون تخليهم عنه واكد رئيسه مصطفى عبد الجليل ان القذافي سيحاكم في ليبيا "بعد انتصار" المتمردين، وذلك في مقابلة عرضتها القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي الاثنين.
التطورات الميدانية
والاثنين كانت قوات النظام تسير دوريات في سرت، المدينة الساحلية التي تعد نحو 120 الف نسمة وتقع على الطريق الرئيسي المؤدي الى طرابلس (360 كلم شرق) ولا تزال تحت سيطرة القوات النظامية. وهزت المدينة سلسلة انفجارات مساء الاحد وصباح الاثنين وفرت عشرات العائلات من المدينة الاحد بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وكان الثوار سيطروا الاحد على بن جواد (على بعد 140 كلم شرق سرت) بعد ان استعادوا مصب راس لانوف النفطي الذي يبعد عنها نحو 50 كلم شرقا في اطار زحفهم. الا انهم تعرضوا صباح الاثنين لنيران رشاشات قوات القذافي التي جاءت في سيارات بيك اب واوقفت تقدم الثوار باتجاه سرت.
والاثنين قصفت قوات التحالف الدولي مواقع في مدينتي سبها (جنوب) ومزدة جنوب طرابلس، بينما دوى انفجاران كبيران في تاجوراء، الضاحية الشرقية للعاصمة طرابلس، كما افادت مصادر رسمية ليبية وشهود عيان.
واكدت طرابلس ان القصف على سبها اسفر عن وقوع ضحايا مدنيين بينهم اطفال اصيبوا بحروق بالغة. وقال شاهد عيان لوكالة الأنباء الفرنسية انه سمع صباح الاثنين دوي انفجارين في منطقة تاجوراء، الضاحية الشرقية للعاصمة، مرجحا ان يكون مصدرهما قصف من التحالف الدولي.
وفي سبها، معقل القذافي في جنوب البلاد، افاد شاهد وكالة فرانس برس ان المدينة تعرضت اعتبارا من الساعة الرابعة من فجر الاثنين لقصف "عنيف" و"كثيف جدا" من قبل التحالف الدولي، موضحا انه "تم اجلاء سكان من بيوتهم الى المزارع المحيطة بالمدينة.
واعلن النظام الليبي انه وضع حدا الاثنين لهجومه على مصراتة (غرب) ثالث كبرى مدن البلاد (210 كلم شرق طرابلس). واعلنت وزارة الخارجية الليبية ان "الامن" عاد الى المدينة من دون توضيح ما اذا كانت القوات الموالية للنظام استعادت سيطرتها عليها.
واستهدفت غارات جوية جديدة مساء الاحد طرابلس حيث سمع دوي نيران المضادات الارضية، كما افادت وكالة الأنباء الفرنسية، بينما اكد التلفزيون الليبي الرسمي تعرض طرابلس وسرت لغارات التحالف.
واعلن الجيش الفرنسي ان غارات جوية استهدفت الاحد مدرعات ليبية و"مستودع ذخيرة كبيرا" في كل من مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) والزنتان (145 كلم جنوب غرب العاصمة). وستتواصل الضربات برعاية التحالف الدولي طيلة 48 ساعة اخرى قبل ان يتولى الحلف الاطلسي قيادته الفعلية للعمليات، كما اعلن الحلف الذي قامت طائراته باول مهمة لها في ليبيا الاحد.
وتشارك نحو 40 دولة الثلاثاء في لندن في الاجتماع الاول ل"مجموعة الاتصال" حول ليبيا المكلفة "القيادة السياسية" للضربات العسكرية التي باتت بقيادة الحلف الاطلسي، واعداد "مستقبل افضل لليبيين" اي مرحلة ما بعد القذافي. والاجتماع الذي يستمر يوما واحدا سيضم وزراء خارجية الدول المشاركة مباشرة في العمليات العسكرية اضافة الى "اصدقاء" التحالف وربما المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا.
حذرت مسؤولة في الامم المتحدة الاثنين في دبي من ازمة في المواد الغذائية والادوية والوقود في ليبيا، مطالبة بوجود انساني في هذا البلد الذي يشهد تمردا على نظام معمر القذافي. وقالت فاليري اموس منسقة الامم المتحدة للاغاثة في الحالات الطارئة ان "المواد الغذائية باتت نادرة. نخشى ان يتم قطع انابيب النفط". وابدت ايضا خشيتها من "ازمة طبية" تنتج من مشكلة في تأمين "الادوية".

0 مشاركات:

إرسال تعليق