معارضون سوريون: خطاب مخيب للآمال وتسونامي التغيير قادم

وصفت المعارضة السورية خطاب الرئيس السوري بشار الأسد بأنه خطاب مخيب للآمال، وقال الدكتور عبد الرزاق عيد، رئيس المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر، في حوار لدويتشه فيله إن "الخطاب يعكس عقل شيزوفريني لا علاقة له بالواقع". وأضاف عيد أن الخطاب جاء ليقول إن "كل ما تحدثت عنه مستشارته بثينة شعبان من إصلاحات كان وليد اللحظة". وكانت شعبان قد أعلنت الأسبوع الماضي تعهد سوريا بدراسة إنهاء حالة الطوارئ وبحث صياغة قوانين متعلقة بمنح مزيد من الحريات السياسية والإعلامية ورفع مستوى المعيشة .




وفي أول خطاب يلقيه منذ بدء الحركة الاحتجاجية في 15 آذار/ مارس، لم يعلن الرئيس السوري إلغاء العمل بقانون الطوارئ المعمول به منذ 1963 لتهدئة حركة الاحتجاج. كما لم يعلن عن برنامج زمني لسلسلة إجراءات الإصلاح، هذه الإجراءات كانت موضع ترقب شديد بعد التظاهرات والاحتجاجات التي أوقعت 130 قتيلا بحسب منظمات حقوق الإنسان، و30 قتيلا بحسب السلطات.



من جانبه اعتبر هيثم المالح الناشط السوري في مجال حقوق الإنسان متحدثا لوكالة فرانس برس أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس السوري بشار الأسد الأربعاء خيب الآمال بالإصلاح السياسي في سوريا، وأضاف "لم يقل شيئا، سبق وسمعنا هذا الخطاب. يقولون دائما إن هناك حاجة إلى التغيير والقيام بشيء ما، لكن الواقع أنه لا يحصل أي شيء".



وهو ذات الرأي الذي ذهب إليه فراس قصاص، رئيس حزب الحداثة الديمقراطي، في حورا لديوتشه فيله، حينما قال "الخطاب لم يتضمن أي شي يمكن ذكره، سوى أنه شتت الأخبار التي كانت تتحدث عن إصلاحات مرتقبة". و أضاف قصاص، الذي يعيش في المنفى بألمانيا، أن "خيبة الأمل المسجلة من الخطاب كانت متوقعة، باعتبار أن بنية النظام معطلة على مسايرة القيم السائدة في العالم، كقيمة الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان".
المظاهرات السورية

تكرار موضوع "الفتنة"
ومن المواضيع التي تكررت في خطاب الأسد موضوع "الفتنة" في بلد يتألف سكانه من فسيفساء قومية ودينية والذي يشكل السنة أغلبية فيه إلى جانب أقليات علوية ودرزية ومسيحية، عطفا على الأكراد، محذرا من "مؤامرة كبيرة خيوطها تمتد من دول بعيدة ودول قريبة ولها بعض الخيوط داخل الوطن". وأضاف الأسد أن مدبري المؤامرة "خلطوا بين ثلاثة عناصر: الفتنة والإصلاح والحاجات اليومية"، مؤكدا أن "أعداءنا يعملون كل يوم بشكل منظم وعلمي من أجل ضرب استقرار سوريا".

وبهذا الشأن قال عبد الرزاق عيد إن "موضوع الفتنة صار بالنسبة لنا مدعاة للسخرية والتهكم، فلا أحد في سوريا يصدق هذه الأكاذيب، فحتى الإعلام الإسرائيلي يعلن صراحة الآن أن إسرائيل بحاجة إلى نظام بشار الأسد، إذا أن هذا النظام برهن لهم أنه أفضل من الأنظمة الأخرى الصديقة لإسرائيل في المنطقة، إذ عمل على تأمين جبهة الجولان على مدى أربعين عاما، فهي الجبهة الوحيدة التي لم تسمع فيها رصاصة واحدة طوال هذه المدة". من جانبه قال الناشط  السوري هيثم المالح البالغ من العمر ثمانين عاما "إننا دائما تحت ضغط الخارج. هناك إسرائيل والغرب والقوى الأجنبية. ونسمع هذه القصة منذ عهد والده".

"تسونامي التغيير" قادم
وحذر المالح من أن المعارضة السورية "ستباشر حركة إضرابات وستدعو إلى تظاهرات جديدة اعتبارا من الجمعة". وقال "التظاهرات ستتواصل. إننا طالبنا بالتغيير، بالحرية، بالديمقراطية. لم يتغير شيء والآن لا خيار أمامنا سوى النزول إلى الشارع"، مضيفا أن "تسونامي التغيير الذي انطلق من تونس سيطال كل دول المنطقة بما فيها سوريا". ورأى المالح أن التظاهرات قد تصبح عنيفة كما حصل في مدينة درعا (جنوب) الأسبوع الماضي حيث أفادت منظمات حقوقية عن مقتل أكثر من مئة شخص.

بدوره قال فراس قصاص، رئيس حزب الحداثة الديمقراطي، إن "الحركات الاحتجاجية قد حسمت أمرها قبل هذا الخطاب، إذ لم يكن أحد يتوقع أي جديد منه. ومن خلال التظاهرات التي ستنطلق الجمعة سيعبر المتظاهرون عن غضبهم من الرصاص الحي الذي أطلقه الأمن السوري على المتظاهرين سلميا في درعا و اللاذقية وفي مناطق أخرى".

وبعيد إلقاء الرئيس بشار الأسد لخطابه، سمعت طلقات نارية في احد أحياء جنوب اللاذقية على ما أفاد الصحافي عصام خوري مدير مركز التطوير البيئي والاجتماعي في اتصال هاتفي أجرته معه فرانس برس. وأفاد احد الشهود أن قوات الأمن فتحت النار لتفريق متظاهرين كانوا يعربون عن استيائهم من خطاب الأسد، مشيرا إلى إطلاق نار غزير في حي الصليبة، ذي الغالبية السنية.


0 مشاركات:

إرسال تعليق