الدائرة تدور على القذافي..الثوار يتقدمون غربا ويصدرون النفط خلال أسبوع

ثوار ليبيون يقفون على إحدى دبابات قوات القذافي المدمرة
اعلن متحدث باسم الثوار الليبيين اليوم أن ان حقول النفط الواقعة في المناطق التي يسيطر عليها الثوار من البلاد تنتج ما بين 100 الى 130 الف برميل في اليوم، وتتوقع المعارضة تصدير النفط من الان "حتى أقل من أسبوع".
وقال علي طرحوني ممثل الثوار المكلف الشؤون الاقتصادية والمالية والنفطية في مؤتمر صحافي في بنغازي (شرق) "نقوم بانتاج ما بين 100 الى 130 الف برميل يوميا، وفي امكاننا بسهولة زيادة هذه الوتيرة حتى 300 الف برميل يوميا". واضاف ان الهيئة السياسية التي تمثل الثوار كانت وقعت اتفاقا مع قطر يتيح لهذه الامارة بيع النفط الخام، متوقعا ان تستأنف عمليات التصدير خلال "اقل من
اسبوع". ينوي الثوار الليبيون دفع القوات الموالية للعقيد معمر القذافي الى التراجع مجددا باتجاه الغرب بعد سيطرتهم على مدينتي اجدابيا والبريقة الاستراتيجيتين في شرق البلاد. وهو اول انتصار مهم منذ التدخل العسكري الدولي في 19 مارس.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان وتيرة العمليات لم تتراجع السبت موضحة ان 160 طلعة جرت مقابل 153 الجمعة. واوضحت الوزارة ان 96 من هذه الطلعات اي ثلثي المهام الجوية هي ضربات جوية اما الباقي فهي طلعات لفرض احترام منطقة حظر جوي. وشنت قوات التحالف الدولي غارات جديدة على قوات القذافي. واعلن متحدث باسم النظام الليبي ان الائتلاف الدولي شن مساء السبت غارات جوية مكثفة على القوات الموالية لمعمر القذافي على امتداد الطريق المؤدي من اجدابيا الى سرت (شرق).
وقال متحدث باسم نظام القذافي ان "الضربات الجوية استمرت (السبت) ساعات وساعات من دون توقف على الطريق التي تربط اجدابيا وسرت على الساحل بطول نحو 400 كلم". واضاف ان "الكثير من المدنيين قتلوا بمن فيهم عائلات كانت تهرب من الضربات الجوية بالسيارة". وافاد التلفزيون الليبي وشهود عيان ان الائتلاف الدولي شن ايضا مساء السبت غارات جوية على مدينتي سبها وسرت (شرق) مسقط رأس القذافي حيث تحدث احد السكان عن اطلاق نار من مضادات للطيران وانفجارين. واعلنت هيئة الاركان الفرنسية ان المقاتلات الفرنسية وجهت ضربات عدة في منطقتي الزنتان ومصراتة المدينتين الواقعة في الغرب ويسيطر عليهما الثوار لكنهما محاصرتان من قبل قوات القذافي، موضحة انها دمرت سبع طائرات ليبية "على الاقل".
من جهة اخرى، اعلن متحدث باسم الثوار الليبيين وطبيب ان مدينة مصراته (200 كلم شرق طرابلس) تعرضت مجددا "لقصف عنيف" من القوات الموالية للزعيم الليبي ما ادى الى سقوط ثلاثة قتلى على الاقل. وبذلك يرتفع الى 117 عدد الاشخاص الذين قتلوا منذ 18 مارس في هجوم القوات الموالية للقذافي على مصراتة ثالث اكبر مدن البلاد واهم المدن التي يسيطر عليها الثوار في الغرب الليبي.
وما زال الثوار الليبيون يسيطرون اليوم الاحد على مدينتي اجدابيا (160 كلم جنوب بنغازي معقل المعارضة) والبريقة (80 كلم الى الغرب) وهم يواصلون تقدمهم غربا كما ذكر صحافيون على الارض. وفي اجدابيا اسفرت المعارك عن سقوط تسعة قتلى وتسعة جرحى حسب الثوار بينما تم نقل جثث 21 من مقاتلي قوات الزعيم الليبي على الاقل من خارج المدينة كما ذكر مصدر طبي. وفي البريقة اخلت قوات القذافي المدينة تاركة قطع مدفعية وسيارات بيك آب. وكانت ضواحيها هادئة اليوم لكن تبدو فيها آثار المعارك واضحة.
وكان احد الثوار عبد السلام المعداني قال في اتصال هاتفي مع فرانس برس "نحن في وسط البريقة بعد انسحاب قوات القذافي منها". من جهته قال متحدث باسم الثوار طالبا عدم كشف اسمه "كما يحصل يوميا قصفت قوات القذافي بشكل عشوائي مدينة مصراتة كما يواصل قناصون ترهيب السكان". واكد ان "عشرات القناصة ارسلوا" الى مصراتة حيث اخلت القوات الموالية للقذافي بالقوة منازل تقع في غرب المدينة، داعيا الى "تدخل عاجل للمجتمع الدولي لحماية السكان".
الى ذلك سمع دوي ثلاثة انفجارات في الجنوب في سبها احد معاقل القذافي وقبيلته حيث استهدفت الغارات الجوية موقعا عسكريا بحسب شاهد تم الاتصال به هاتفيا. وقال الناطق باسم هيئة الاركان الفرنسية الكولونيل تياري بوركار ان "الاتجاه انقلب مع السيطرة على اجدابيا". وردا على الاتهامات بالتسبب بمقتل مدنيين اتهم وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس قوات القذافي بنقل جثث لضحايا يسقطون في هجماتها الى المواقع التي تتعرض لضربات الائتلاف للايحاء بانهم ضحايا قصف الحلفاء.
واكد ان طياري الولايات المتحدة وباقي الدول المشاركة يظهرون "حيطة قصوى" لتفادي سقوط مدنيين لكنه اعترف في الوقت نفسه بان التحالف "يجد صعوبة في التحديد بدقة ما اذا كنا مسؤولين عن سقوط ضحايا مدنيين". من جهة اخرى، يعقد في حلف شمال الاطلسي اليوم اجتماع وزاري للبت في مسألة نقل قيادة العمليات في ليبيا الى الحلف. وفي لندن اعلن متحدث باسم الحكومة البريطانية ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني سيشاركان في اجتماع لندن الذي تعقده الثلاثاء مجموعة الاتصال السياسية حول العملية العسكرية في ليبيا.
وكانت باريس اعلنت انه دعي الى هذا الاجتماع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والدول المشاركة في التحالف الدولي في ليبيا والاتحاد الافريقي والجامعة العربية والدول الاوروبية الراغبة في المشاركة. وفي واشنطن اشادت الولايات المتحدة بمبادرة الاتحاد الافريقي الذي نظم الجمعة في اديس ابابا اجتماعا تشاوريا حول "خارطة طريق" لمحاولة انهاء الازمة في ليبيا، معتبرة ان "الاتحاد الافريقي يضطلع بدور مهم في حل الازمة الليبية".
وتدعو "خارطة الطريق" التي اعلنها الاتحاد الافريقي الى وقف فوري للاعمال الحربية واطلاق حوار بين الليبيين تمهيدا "لعملية انتقالية" ديموقراطية. وقد اكد الوزير الجزائري المكلف الشؤون المغاربية والافريقية عبد القادر مساهل الذي شارك في اجتماع الاتحاد ان بلاده تريد "تشاورا اوسع" بين الاتحاد الافريقي والجامعة العربية في شأن الازمة الليبية. وشدد على اهمية ان "يتشاور" العرب والافارقة "للسير نحو حل في اسرع وقت" معتبرا ان "الازمة الليبية هي قضية داخلية ويعود الى الليبيين انفسهم ان يجدوا الحل".

أزمة محروقات خانقة في طرابلس

تعاني العاصمة الليبية طرابلس من ازمة خانقة في المحروقات تجبر البعض على النوم امام محطات الوقود او ترك سياراتهم امامها على امل الحصول على ما يمكن ان يتوفر منه في اليوم التالي. وتشكلت طوابير طويلة من السيارات امام محطات الوقود، منذ ان تحدثت معلومات في الايام الاخيرة عن نقص في المحروقات في العاصمة الليبية. ونفت السلطات الليبية وجود نقص وقالت الجمعة ان شركات توزيع المحروقات تملك "كميات كبيرة" من المحروقات "تكفي لتغطية الاحتياجات المطلوبة بالكامل من الوقود". لكن طوابير تمتد الى مسافة كيلومترين في بعض المناطق، تشكلت امام محطات الوقود التي كان بعضها مغلقا امس وفتح ابوابه مجددا اليوم. واكدت سالمة الغرياني وهي سيدة في الثلاثين من العمر تعمل مدرسة وتنتظر في الطابور "منذ اربع ساعات"، ان "الحصول على الوقود اصبح كابوسا يلاحق سكان طرابلس". من جهته، قال فؤاد العربي وهو طبيب يعمل في احد مستشفيات طرابلس "منذ ثلاثة ايام اقف في طابور الوقود وفي كل مرة لم اتمكن من الحصول على وقود لسيارتي". واضاف ان "المسافة بعيدة بين بيتي وعملي في المستشفى، اذا لم اتمكن اليوم من الحصول على الوقود لن اتمكن من الذهاب الى العمل". وكثيرون هم الذين اضطروا لترك اعمالهم والوقوف في الطابور ساعات ليتمكنوا من ملء خزانات سيارتهم. وقال فيصل شامي وهو مهندس في الخمسين من العمر "توقفت سيارتي تماما لذلك انني مضطر لتركها امام المحطة حتى غد". واضاف "انها الحرب"، معبرا عن تخوفه من ان "تسوء الامور اكثر وتنعكس ازمة الوقود على اسعار المواد الغذائية وترتفع الاسعار". ويبلغ سعر ليتر البنزين رسميا 0,15 دينار (الدولار 1,30 دينار) في بلد يبلغ انتاجه النفطي في الاحوال العادية 1,6 مليون برميل يوميا وتراجع الى 400 الف بعد اندلاع التمرد فيه، حسب مؤسسة النفط الليبية. واشار شامي الى ان البعض "يبيعون البنزين باسعار مضاعفة في السوق السوداء"، حيث يبلغ سعر الليتر 0,60 او 0,70 دينار. وبينما يمضي البعض ليلتهم في سياراتهم امام محطات الوقود التي تغلق ابوابها من الساعة 20,00 الى الساعة 10,30 بالتوقيت المحلي، يقف مسلحون امام محطات لفض اي شجار محتمل بين المواطنين. وادت الازمة الى نقص في سيارات الاجرة ايضا. وقال سائق سيارة اجرة انه يخشى ان يدفع به نقص المحروقات الى التوقف عن العمل. وقال لفرانس برس "اعتقد انني ساتوقف عن العمل ولا اعرف كيف اصرف اموري". واضاف "انا رب اسرة مكونة من تسعة اشخاص واذا توقفت كيف لي ان اعيل هذه الاسرة؟". الا ان يوسف باش امام (75 عاما) يرى انها "ازمة وستمر"، معتبرا ان "الدنيا لن تنتهي بدون بنزبن". واضاف "يمكننا ان نعود كما كنا نعيش في الزمن البعيد والمهم ان يحفظ ربي البلاد واهلها". وكانت السلطات الليبية اكدت الجمعة ان "شركات توزيع الوقود افادت بان الكميات الكبيرة المتوفرة لديها تكفي لتغطية الاحتياجات المطلوبة بالكامل من الوقود". ودعت "اصحاب شركات توزيع الوقود الاهلية والخاصة" الى "الالتحاق بالعمل والانتظام في تسلم الكميات المطلوبة كالمعتاد وبطاقتها المعهودة لتلبية احتياجات المواطنين في اي وقت".


0 مشاركات:

إرسال تعليق