واشنطن تحث مصر على عدم إبرام اتفاقات جديدة مع إيران

واشنطن تحث مصر على عدم إبرام اتفاقات جديدة مع إيران

المتحدث باسم «الخارجية»: التطور في العلاقات الاقتصادية مختلف عن السياسية

القاهرة: علي جمال الدين
حثت الولايات المتحدة مصر على عدم المضي قدما في اتفاقات أعمال جديدة مع إيران، وذلك على خلفية اتفاق البلدين على استئناف الرحلات الجوية المباشرة فيما بينهما.

وقال مارك تونر متحدثا باسم الخارجية الأميركية أول من أمس: «إننا نواصل حث كافة الدول، بما فيها مصر، على عدم توقيع أي اتفاقات أعمال جديدة ما لم تمتثل إيران لالتزاماتها الدولية». وأضاف: «بالنظر للأجواء الحالية فإننا نحاول ألا نشجع على مثل هذه الارتباطات مع إيران حتى تنصاع (طهران) لإرادة المجتمع الدولي».

تجدر الإشارة إلى أن مصر وإيران اتفقتا مؤخرا على استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين عاصمتيهما لأول مرة منذ ثلاثة عقود، وهو ما اعتبرته طهران نصرا دبلوماسيا.

وبموجب الاتفاقية يجري تسيير ثمان وعشرين رحلة جوية بين القاهرة وطهران أسبوعيا، ولكنها لم تحدد على وجه الدقة تاريخ بدء تسيير تلك الرحلات.

وقد أعلن السفير حسام زكي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية مؤخرا أن التطور الحادث على صعيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين، يختلف تماما عن الأمر على الصعيد السياسي. وأشار أن لكلتا الدولتين مصالح اقتصادية لم تتوقف بغض النظر عن الموقف السياسي، كما نقلت عنه وكالة أنباء رويترز.

وجدير بالذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وطهران مقطوعة منذ أحداث الثورة الإسلامية بإيران عام 1979 على خلفية موافقة الرئيس المصري أنور السادات آنذاك من لجوء الشاه المخلوع محمد رضا بهلوي لبلاده.

وكان أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري قد ربط في تصريحات تلفزيونية في القاهرة قبل يومين بين أن تسلم إيران للقاهرة «مجموعة من المصريين الذين فروا لطهران أو طردهم من البلاد»، وبين تحسين العلاقات بين البلدين. ووصف أبو الغيط، في تصريحاته للتلفزيون المصري إيران وتركيا بـ«القوتين المؤثرتين في العالم الإسلامي» موضحا أن مصر، لأنها تعد مركز النشاط في العالم العربي، فإنها تسعى لأن تكون علاقاتها بهاتين الدولتين عند أفضل مستوى ممكن.

وأشار إلى أن القاهرة تتطلع إلى تحسين العلاقات مع طهران، لو التزمت الأخيرة بتنفيذ هذا المطلب.

وأوضح الدكتور مدحت حماد خبير الشؤون الإيرانية لـ«الشرق الأوسط» أن مصر تطالب طهران بتسليم ثلاثة عشر مطلوبا أمنيا لم يجر تحديد أسمائهم وينتمي بعض هؤلاء المطلوبين لتنظيمي الجهاد والجماعة الإسلامية المصريين والبعض الآخر لتنظيمي القاعدة وطالبان.

وقال حماد إن البعد الأمني يمثل جوهر الخلاف بين القاهرة وطهران وحل هذا الخلاف يمثل مفتاح إعادة العلاقات فيما بين الجانبين، حيث إن إيران متهمة بدعم تنظيمات مناهضة حول الحزام الأمني لمصر سواء في السودان ومصر، كما أنها متهمة بتمويل ودعم المد الشيعي في أرجاء العالم العربي.

وأوضح حماد أن قضيتي تعديل اسم الشارع المسمى باسم خالد الإسلامبولي الذي اغتال الرئيس المصري الراحل والنزاع حول جزر الإمارات الثلاث لا تمثلان جوهر خلاف القاهرة وطهران مهما كثر الحديث حولهما.

0 مشاركات:

إرسال تعليق