حان الوقت لتقديم مزيد من كلمات الثناء لشركة أبل

حان الوقت لتقديم مزيد من كلمات الثناء لشركة أبل




لوسي كيلاوي

في الأسبوع الماضي، في الوقت نفسه الذي كنت أكتب فيه عمودا يشيد بطريقة شركة أبل الواضحة في استخدام الكلمات، كان ستيف جوبز يتبادل مع امرأة شابة رسائل إلكترونية ارتقت بالوضوح إلى مستوى جديد كليا.

اتصلت تشيلسي إيزاك، وهي طالبة في جامعة لونج آيلاند، مع المكتب الصحافي لشركة أبل للحصول على بعض المعلومات المتعلقة بجهاز iPad لإدراجها في بحث لها. وحاولت ست مرات، لكن لم تجد ردا؛ لذا أرسلت رسالة إلكترونية إلى الرئيس التنفيذي لتقديم شكوى.

''سيد جوبز، أتساءل بكل تواضع لماذا تهتم شركة أبل بشكل رائع باحتياجات الطلاب، سواء من حيث أحدث وأعظم الابتكارات أو خط خدمة العملاء المفيد للشركة؟، ومع ذلك، من السخرية أن قسم العلاقات الإعلامية لم يرد على أي من أسئلتي التي هي، كما أخبرتهم مرارا وتكرارا، ضرورية لأدائي الأكاديمي''.

وأجاب جوبز: ''لا تشمل أهدافنا مساعدتك على الحصول على علامة جيدة. آسف لذلك''.

وكتبت تشيلسي رسالة طويلة أخرى قالت فيها ''إنه كان ينبغي أن ترد عليها أبل من باب المجاملة''.

وهذه المرة رد بالقول: ''لا. لدينا أكثر من 300 مليون مستخدم، ولا يمكننا الرد على طلباتهم، إلا إذا كانت تتعلق بمشكلة من نوع ما. آسف''.

وعليه أرسلت إليه رسالة قالت له فيها ''إنها عميلة وإن لديها مشكلة بالفعل''.

ورد عليها: ''الرجاء دعينا وشأننا''.

من الممكن أن جوبز لم يكتب هذه الرسائل الإلكترونية بنفسه. في الواقع، فإن قسم العلاقات الإعلامية لشركة أبل لم يرد على أي استفسارت بهذا الخصوص مثلما فعل مع تشيلسي.

ولكن سواء كان فعل ذلك أم لا، فإن العالم يحكم عليه بشدة. فقد نشرت صحيفة جارديان: ''غير مفيد على الإطلاق''. وأرسل لي عديد من القراء الذين يكرهون أبل الرسائل الإلكترونية المتبادلة بينهما، وطلبوا مني التراجع عن مديحي لها.

ولكني لن أتراجع، بل سأقدم المزيد من كلمات الثناء. فربما يكون ستيف جوبز شخصا بغيضا ومخيفا ومغرورا، لكن إذا كانت هذه الرسائل له، أهنئه على وضوحه، وأساليبه، وعلى كونه محقا.

ويجب تهنئة تشيلسي أيضا. فعن طريق تحدي رئيس شركة أبل، وقعت مصادفة على موضوع لمادتها الصحفية أفضل من موضوع من الكلام الفارغ حول جهاز iPad.

الدرس الأول هو عن الإيجاز. فقد كانت رسالتها الأولى تتكون من 473 كلمة. وكان رده 12 كلمة فقط. وكانت كلماته قصيرة وحادة وسهلة الفهم. ولم تكن كلماتها بالقدر نفسه من الإيجاز والحدة والسهولة. وحتى في الجملة المذكورة أعلاه، ارتكبت ثلاثة أخطاء أساسية. فهي تستخدم كلمة ''تواضع'' في حين أنها ليست كذلك. وهي تشير إلى المفارقة في حين ليس هناك مفارقة. ثم إن السخرية دائما تكون غلطة في الرسالة الإلكترونية، خاصة إذا كنت تحاول الحصول على ما تريد.

والدرس الثاني هو أنه لا بأس أن يكون المدير التنفيذي لشركة ما فظا تجاه عميل ما. فليس بالضرورة أن يكون العميل دائما ملكا، خاصة إذا كان يتصرف مثل طفل مدلل ممل. وطالما أن الفظاظة لا تنطوي على فقدان الكرامة ولا يتم استخدامها، على غرار مايكل أوليري، كحيلة للفت أنظار الناس إلى الخطوط الجوية ''راين اير''، فلا بأس بها إذن.

علاوة على ذلك، وفي هذه الحالة بالذات، كان سلوك جوبز الفظ يصب في المصلحة العامة. فقد كان يؤكد وجهة نظر ضرورية، وإن كانت غير رائجة، حول الأولويات. ولو كنت مساهمة في أبل، سأشعر بالاطمئنان لمعرفتي أن الأولوية الأولى للشركة لا تشمل مساعدة تشيلسي.

ولا بد من توضيح وجهة النظر هذه بقسوة؛ لأن الطلاب في العصر الحديث لا يفهمون ذلك ببساطة. فغالبا ما تصلني رسائل إلكترونية منهم تقول: ''أنا أكتب مقالا عن التسويق. هل يمكن من فضلك أن ترسلي لي كل شيء كتبته عن هذا الموضوع؟'' في المرة المقبلة سأقول لهم بصراحة: ''لا. لا أستطيع. فتلك ليست وظيفتي''.

حين كان جوبز طالبا، أظن أنه حين كان يحتاج إلى المساعدة، كان يفعل ما كنا جميعا نفعله آنذاك: أن نسأل الأستاذ، أو معرفة ذلك بأنفسنا. إلا أن جيل تشيلسي انخدع بحركة تقدير الذات بحيث يعتقد أن تطوره محط الاهتمام العام، ثم انخدع أكثر من قبل الإنترنت، الذي علمه أن العالم ديمقراطي وأن بوسعه الحصول على كل شيء الآن.

للأسف، هذه المعتقدات راسخة للغاية، بحيث إن رسائل جوبز القوية لم تصب الهدف: كانت تشيلسي الأسبوع الماضي لا تزال تنتظر بسخط لكي يعتذر لها الرئيس المشغول لإحدى أهم الشركات في العالم.

وهي تقول برحابة صدر: ''ليس لدي شيء ضده. آمل أن يتصل بي''.

أنا على ثقة أنها ستنتظر إلى الأبد هذا الاتصال الهاتفي، وفي هذه الأثناء ستكبر وتحصل على وظيفة وتكتشف أن حياة العمل ليست ديمقراطية وأن هناك تسلسلا هرميا، وأن كونها مجرد شخص متواضع ليست طريقة سيئة للبدء.

0 مشاركات:

إرسال تعليق