حمامة مسجد العثمان

حمامة مسجد العثمان
 
عندما يتوارث الناس نبل الطباع والقيم الفضيلة فلا تأتي منهم إلا محاسن الأخلاق وطهارة النفس وصدق المواقف، فهكذا عرفنا العم حمد محمد بودي، رحمه الله.
وقبل ايام جاءت وفاته ختاما لحياة امضاها بالالتزام التام بحسن الاخلاق والتعامل الطيب، ولله ما اعطى ولله ما اخذ، وكل شيء عنده بأجل، وكل نفس ذائقة الموت فالدنيا فانية وكل شيء فيها زائل ما عدا الله عز وجل ذو الجلالة والاكرام.
وما اكثر ما تحث آيات الذكر الحكيم، واحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام على حسن التعامل، فكانت شخصية «بو محمد» نقية اتسمت بالطرح الراقي وحسن التعامل، واحترام الجميع من كبير وصغير وغني وفقير لا يفرق بين أحد، فكان دائما يشعر ان احترام الناس وتقديرهم هو احترام للذات وسمة من سمات الانسان.
وتألمنا من الفراق وتعذبنا من رحيل الاحباب، افتقدوه اهله ومحبوه واصدقاؤه وجيرانه، رحل مثلما يرحل طائر السلوى في فصل الشتاء، فكان يحرص على صلة الرحم واحترام الجار ويقدر معنى الصداقة، مستقيما يخاف الله لا يترك فرضا، يؤدي صلاته في المسجد، ويلقب بحمامة مسجد العثمان الواقع في ضاحية عبدالله السالم.
افتقدناك كثيرا يا بو محمد وافتقدنا طيبة قلبك التي تحلت في نشر السلام والتسامح والابتسامة التي لا تفارق وجهك، وقد طبقت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق» رواه مسلم.
رجل من أغلى الرجال، ومهما تمر السنون فان ذكراه ستظل باقية لما له من الاثر الطيب الذي لا يمكن أن ينسى، وسوف تستذكر شخصيته النقية في قلوب احبائه، وقد غرس مبادئه وصفاته في أبنائه (محمد وعبدالعزيز ويوسف) ليكونوا خير خلف لخير سلف لوالدهم المغفور له باذن الله تعالى الذي تحلى بحسن التعامل وطيبة القلب، وقوة ايمانه وارادته على تحمل الصعاب اثناء تلقي العلاج.
ونسأل الله العلي القدير ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان انه سميع مجيب.

0 مشاركات:

إرسال تعليق