واشنطن بوست: خالد سعيد أشعل نيران الثورة الإلكترونية في مصر

واشنطن بوست: خالد سعيد أشعل نيران الثورة الإلكترونية في مصر
واشنطن بوست: خالد سعيد أشعل نيران الثورة الإلكترونية في مصر
أكدت الكاتبة المصرية، مني الطحاوي في مقال لها بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن مصر تشهد حاليا نوعا من الثورة التكنولوجية التي.. لم يعتادها المجتمع المصري الخاضع لسيطرة محكمة منذ وقت طويل، ورأت أن خالد سعيد، شهيد الشرطة، ربما يكون أحد أهم أسباب قيام هذه الثورة، فمنذ مقتله، ولم يكف الشباب عن استخدام المواقع الإلكترونية مثل الفيس بوك وتويتر واليوتيوب للتعبير عن استيائهم لما حدث.

وأضافت في مقالها المعنون "تويتر يتفوق علي التعذيب" "إذا كانت وسائل الإعلام الاجتماعية في العالم العربي مجرد أداة للتنفيس عن "الضغط"، مثلما يدعي الاستبداديون، لانتهي مصير سعيد عند التعليقات الغاضبة التي نشرت علي الفيس بوك، أو بنزول المصريين إلي الشوارع مرة أو مرتين للتعبير عن غضبهم حيال النظام.. ولكن ما حدث كان عكس ذلك كليا، فبفضل تزايد شعبية وسائل الإعلام الحديثة، تمكن النشطاء من الاتصال بعموم المصريين، بل اعترض المصريون علي وحشية الشرطة بأعداد لم يسبق لها مثيل. وبالفعل أذعنت الحكومة لمطالب المتظاهرين، وأدانت المحكمة في 27 يوليو المخبرين الذين عذبا سعيد حتي لفظ أنفاسه الأخيرة ووجهت لهما تهم القبض غير القانوني، واستخدام القوة المفرطة، وإذا تمت إدانتها، سيواجهان عقوبة الحبس لمدة 15 عاما.

ورأت الطحاوي أن وسائل الإعلام الاجتماعية لم تخترع الشجاعة، فالنشطاء لطالما اعترضوا علي النظام الذي أبقي علي قانون الطوارئ وطبقه منذ عام 1981، غير أن الشبكة العنكبوتية مكنت المصريين من الاتصال ببعضهم في الأشهر الأخيرة، ومنحت أصواتهم الصدي اللازم للفت انتباه المسئولين وإثارة قلقهم. وأشادت بوجود مواقع لمكافحة التعذيب، مثل مركز النديم لإعادة تأهيل ضحايا العنف الذي وثق أكثر من 200 قضية تعذيب وإساءة منذ شهر فبراير المنصرم.

ولفتت الطحاوي إلي ضلوع الشرطة في قضية تعذيب أخري هذا الأسبوع كانت بطلتها منتقبة ظهرت علي شاشات التليفزيون لتتهم ضباط الشرطة باغتصابها وسرقتها، وانتشر الفيديو التي تظهر فيه السيدة باكية فورا علي موقع اليوتيوب.

ومع أن القادة العرب يرون أن هذه المواقع ليست سوي أحدث المنصات التي يستخدمها العرب "غير المبالين" لتغيير دفة الأمور، فالفيس بوك لم ينجح حتي الآن في الإطاحة بحاكم عربي واحد، وتويتر لم ينجح في الإطاحة كذلك بأي نظام. ولكن يمكن تقدير أهمية هذه الأدوات في ضوء تأثيرها علي شباب العالم العربي، وقدرتهم علي استخدامها لتخفيف القيود والضوابط الراسخة.

وأشارت الطحاوي إلي أنه وفقا لشركة "سبوت أون" للعلاقات العامة، يشترك أكثر من 3.4 مليون مصري علي موقع الفيس بوك، مما يجعل مصر تتصدر قائمة مستخدمي هذا الموقع الشهير في العالم العربي، وتحتل رقم 23 علي الصعيد الدولي. وما يقرب من 2 مليون مستخدم لم تتجاوز أعمارهم الـ25 ربيعا.

واختتمت الطحاوي مقالها بواشنطن بوست قائلة، إن المصريين الذين يدركون أنهم ربما يواجهون نفس مصير خالد سعيد، حصلوا بالفعل علي فرصة نادرة متمثلة في وسائل التكنولوجيا الحديثة لتحدي النظام واحتكاره طويل المدي للغة الحوار، ورغم وجود اختلاف واضح بين العالم الحقيقي وعالم الإنترنت، مكنت هذه المواقع الشباب المصري من التعبير عن آرائه المهمشة من قبل النظام منذ وقت طويل.

0 مشاركات:

إرسال تعليق