رحل محمد مساعد الصالح شيخ الكتّاب سيبقى ضمير الكويت

رحل محمد مساعد الصالح شيخ الكتّاب سيبقى ضمير الكويت
 
.. وهوى نجم ساطع لامع في سماء الكويت.
رحل شيخ الكتّاب وكبيرهم محمد مساعد الصالح، غاب الكاتب الظريف اللطيف، غادر الكاتب الساخر الساحر، غادر الكاتب الوطني بطرحه والقومي بتوجهه والإنساني في قصده، دون عودة.
أبو طلال ضمير الكويتيين الصاحي دائماً الى درجة الأرق، ولسانهم اللاذع بمحبة، وسوط حقوقهم الذي يلذع ولا يلسع، والرقيب الصارم على الموظف الفاسد والمسؤول المرتشي، والسد المنيع أمام الفتنة.
محمد مساعد يرى ما لا يراه الآخرون، لذلك يحق له ما لا يحق لغيره، يؤمن ان الابتسامة أصدق إنباء من السيف، صال صريحاً، وجال بليغاً في كل حدب وصوب من شؤون الوطن والأمة وشجونهما.
كان صدراً رحباً عندما ضاقت صدور الآخرين، فانتقد من دون أن يحقد، ولامس القضايا لمساً مهذباً، فكان يقترب منها بلطف ويقاربها بعمق، ظله خفيف أينما حل، وحضوره طاغ أينما حضر.
كل منا يجد شيئا يخصه في «الله بالخير»، المواطن حاضر في كل كلمة من كلمات مقاله، فالليبرالي يجد له مكاناً، والإسلامي حاضر فيها من دون لبس، والقومي لا يغيب اصلاً الا في زحمة القضايا المحلية. وقد حرص، رحمه الله، في غمرة انشغالنا بمصائب بعض مسؤولينا وعبث بعض نوابنا وقلة مسؤولية بعض وزرائنا، على شد انتباهنا الى ما يحيط بنا في الخليج ودنيا العرب وبلاد المسلمين وعالم المظلومين، ليقول لنا ان هناك ما يستحق الاهتمام، وان هناك ما يتطلب المتابعة، وان هناك أولويات في الخارج لا تقل أهمية عن أولويات الداخل، بالنسبة الى حاضرنا ومستقبلنا ومصيرنا.
لقد كان فقيدنا الكبير رصينا في سخريته، وساخراً في جديته، لكنه كان ساحراً في الحالتين.. والله من وراء القصد.
القبس


• ص 6 - 7


في ذكرى الراحل


محمد مساعد في ذمة الله

وقد شيّع جثمانه عصر أمس

0 مشاركات:

إرسال تعليق