سيارات بأنظمة إضاءة ذكية

بانوراما: علوم: تعكف شركات السيارات على إنتاج جيل جديد من المصابيح الأمامية من متطلباتة أن يعزز القدرة على الرؤية ليلا نظرا لما تشكله هذه الفترة بالذات من صعوبة على السائقين. ويقول في هذا السياق أوي كوستانزر، خبير المصابيح الأمامية في شركة مرسيدس
:"احتمال وقوع حادث تتضاعف عند القيادة أثناء الليل".
وقد تمكن المهندسون خلال السنوات القليلة الماضية من تحقيق طفرات نوعية كبيرة على طريق تحسين أداء المصابيح الأمامية للسيارات بفضل نظم الإضاءة التي تعتمد على مصابيح "زينون" و"إل إي دي" أو المصابيح ذات الصمامات الثنائية الباعثة للضوء (آل.دي.أي). وأصبحت "بي إم دبليو" أول شركة سيارات تعلن أنها ستقدم خلال السنوات الثلاث المقبلة أول إضاءة ليزر في سيارتها الرياضية "آي 8". ويصف فولكر ليفرينج، صاحب الفكرة في شركة بي إم دبليو، المصابيح الجديدة بأنها "أصغر وأخف وأقل استهلاكا للطاقة وأكثر سطوعا في الوقت نفسه من مصابيح إل إي دي". ولم تكشف الشركة الألمانية عن تكلفة نظام الإضاءة الأمامية، غير أنه من المتوقع أن تطرحه في الأسواق قريبا، لكن ليفرينج يشكك في أن يحل النظام الجديد محل جميع نظم الإضاءة التقليدية. ويقول: "مادام لا يوجد تشريع يحظر استخدامها، ستظل هناك سيارات تعتمد على المصابيح الزجاجية (العادية) لأنه من غير الممكن منافسة سعرها" في الوقت الحالي.
بيد أن نظم الإضاءة الذكية لن تكون ذات فائدة إذا لم يستخدمها قائد السيارة لسبب من الأسباب، لعل أهمها خوفه من أن تصيب أعين سائقي السيارات القادمة في الاتجاه المقابل بالبهر. وقد كشفت دراسة أمريكية عن أن 25 بالمائة فقط من قائدي السيارات يستخدمون الإضاءة القوية عندما تكون ذات جدوى، ومن ثمة فإن كثيرا من السيارات الحديثة تأتي مزودة بأنظمة مساعدة للإضاءة الأمامية أو أدوات مساعدة إلكترونية تنشط المصابيح القوية، أو الضعيفة تلقائيا.
يشار إلى أن الفئة "ايه" الجديدة من مرسيدس تتقدم خطوة عن "بي إم دبليو" في هذا الشأن، إذ أن شعاع الضوء القوي ينشط نفسه تلقائيا. وبالتالي فإن الضوء ينشط بقدر كاف وفي نفس الوقت لا يصيب عين سائق السيارة المقابلة ببهر.
وتعمل "بي إم دبليو" على تطوير نظام مساعدة للإضاءة غير مبهر، بحيث تخفت المصابيح الأمامية بشكل جزئي ليسطع الضوء على جوانب الطريق فقط. كما تعكف كلا الشركتين الألمانيتين "بي إم دبليو" و"مرسيدس" على تطوير نظام يربط بين المصابيح الأمامية ونظام التعرف والإنذار بواسطة كاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء لترصد الأشخاص على جانبي الطريق، بحيث يحذرهم ضوء إضافي من مسافة 63 مترا مقارنة بالمسافة التقليدية التي لا تتجاوز 29 مترا. وعليه سيكون لسائق السيارة وقت إضافي لا يتعدى الثانية لاتخاذ رد الفعل المناسب إذا كان يقود بسرعة 100 كيلومتر في الساعة.




0 مشاركات:

إرسال تعليق