"المجهولون"فيلم يفجر جدلا حول الهوية الحقيقية لشكسبير

بانوراما: يعتبر رولاند إمريش من أشهر المخرجين الألمان المعاصرين. خلافا لأفلامه السابقة التي تناولت مواضيع عن الطبيعة وأفلام الحركة، يطرح في فيلمه الجديد "المجهولون" السؤال: من كان وليام شكسبير؟. في

هذا الفيلم يعيد إمريش نقاشا عمره قرنين من الزمن موضوعه هوية شكسبير الحقيقية، إذ يدافع في فيلمه عن الأطروحة التي تقول إن شكسبير المزداد سنة 1564 والمتوفي سنة 1616 لم يكن شاعرا مرموقا بل معاصره إدوارد دفري الذي كان ذلك. العديدون يعتبرون إدوارد دفري المبدع الحقيقي لأغلب أعمال شكسبير.


المحاور: في مجال البحث يدور نقاش حاد وانفعالي حول الهوية الحقيقية لشكسبير، ما تفسيركم لذلك؟
رولاند إمريش: إنه جدال مشحون بالعاطفة لأن كل جهة تدعي أنها تعرف الكاتب الحقيقي. أنا أخذت مسافة بيني وبين هذا الجدال لكنني في المقابل أعتقد أنه لم يكن الشخص المنحدر من مدينة ستراتفورد أبون أفون. رغم ذلك أظن أن النقاش يدور بدون تعصب وكل توجه له مرشح يدافع عنه. طالما بقي هذا النقاش مستمرا حول شخصية شكسبير فهذا أمر جيد، فالمهم على الإطلاق هو الحديث عن شكسبير، فهذا الرجل لا زال يبهر العالم رغم مرور 400 سنة على وفاته.


قبل هذا الفيلم الجديد إرتبط إسمكم بأفلام الحركة الباهضة الكلفة. "المجهولون" فيلم يبرز فيه أداء الممثلين، الأدب وكذا المسرح. هل يمكن إعتبار هذه العناصر هي التي شدت إهتمامكم إلى هذا الموضوع؟
أسعد في كل مرة أعمل فيها مع الممثلين وأقوم بتصوير الحوارات. إنها لحظات تغمرني فيها سعادة كبيرة. عندما أصور مشاهد الحركة فالمسألة تكونا إحساسا على منوال "يا ربي، ليس مرة أخرى". ففي مشاهد الحركة يتعلق الأمر بتصورات وبعناصر تم إعدادها مسبقا. فالمسألة مسألة عمل تقني مثابر. في هذا النوع من الأفلام يصعب كذلك تحفيز الممثلين أن يقوموا بأدوارهم بشكل جيد وجدي. هذا هو الشغل الرئيسي في أفلام الحركة.
الممثلة فنيسا ريدكافي في دور الملكة إليزابيت الأولى
الإنتقادات الموجهة للفيلم
ماهي الإنتقادات التي إطلعتم عليها بخصوص الفيلم الجديد. نحن سمعنا كثيرا عن النقد الصادر عن المدافعين عن شكسبير المنحدر من مدينة ستراتفورد أبون أفون؟
طبعا هم يشجبون الفيلم، لكنني أعتقد، إلى حد ما، أنه لا يمكن النيل من الفيلم خصوصا على المستوى الترفيهي. أعرف جيدا أن التعامل مع الأفلام ذات الشحنة التاريخية لا يحدث دائما على هذا الشكل. سأعطيكم مثالا لفيلم من بين الأفلام العزيزة علي وهو "جسر على نهر كواي" (فيلم بريطاني من إخراج دافيد لين سنة 1957مقتبس من رواية بيير بوليه تحمل نفس العنوان)، فالجسر التاريخي الذي تم تدميره في الفيلم لا يزال قائما ولم ينفجر يوما !


أين تنتهي الحقيقة في الفيلم وأين يبدأ الخيال؟
قمنا باستثمار العديد من الحقائق التاريخية التي لها مرجعية واقعية. لكن هناك أيضا عناصر تاريخية غير حقيقية تمليها علينا الضرورة الدرامية. أعتقد مثلا أن روبيرات سيسيل (السكرتير الأول للدولة وموضع ثقة إليزابيت الأولى) لم يكن يكره المسرح و أعتقد أن شخصية إسيكس (المتهم بالتآمر ضد الملكة) شخصية أكثر تعقيدا لما عليه في الفيلم. مثال آخر: عشية تمرد إسيكس فالشخصية التي تمت الإشارة إليها فيما مضى هي شخصية ريشارد الثاني وليس ريشارد الثالث، لكن الإشارة إلى ذلك في الفيلم سيعقد الأمور، فالعديد من الأمور التي عالجناها بشكل مختلف في الفيلم فعلنا ذلك لأسباب درامية.


هدف الفيلم
ماهي الفكرة الرئيسية للمشروع؟ هل الهدف هو طرح السؤال عن الهوية الحقيقية لشكسبير أم معالجة قضية التآمر التاريخية في القصر البريطاني؟
في بداية كتابة السيناريو طفى إلى السطح وبدرجات متفاوتة البعد الثلاثي للقصة بين أوكسفورد، شكسبير و بين جنسون (كاتب وشاعر وممثل إنجليزي عاصرشكسبير). كان هذا هو جوهر الفكرة، والسيناريو كان في البداية قريبا جدا لـ"أمندوس" (فيلم حول فولفغانغ أمندوس موزارت أخرجه ميلوس فورمان سنة 1984). في هذا الفيلم تم طرح سؤال إن كان الموسيقار موزار نابغة أم لا. قلت لجون أرلوف وهو كاتب سيناريو فيلمي: " هذا مشابه كثيرا لأمندورس"، حينها أردت أن ننجز فيلما مخالفا فتحدثنا في الموضوع كثيرا حتى إقتنعت أن الفيلم لا يجب أن يذهب في المقام الاول في إتجاه طرح السؤال حول هوية شخصية شكسبير.


مالذي دفع بكم إلى الإعتقاد أن شكسبير لم يكن المؤلف الحقيقي لأعماله الدرامية بل إدوارد ديفيري هو من فعل ذلك؟
المسألة بمثابة أشهر رحلة صيد في ميدان الأدب، لكن لحدود الساعة لا توجد هناك وثيقة واحدة أو على الأقل رسالة ثم العثور عليها تزكي هذه الأطروحة، أي أن الشخص المنحدر من مدينة ستراتفورد أبون أفون هو شكسبيرنفسه! في واقع الامرهذا شيء سخيف: شخص كتب بغزارة ولم يترك أية رسالة!


هل تعتقدون أن الفيلم سيزيد من إهتمام الناس بشكسبير؟
أعتقد أن الفيلم سيدفع الناس إلى الدخول إلى المكتبة أو الأنترنيت وسيقولون: سأرى ذلك بنفسي الآن. بعدها سيحددون بأنفسهم هل سيتوحدون مع الطرح الكلاسيكي أم الطرح الأوكسفوردي أو مع طرح آخر. هذا ما حدث لي شخصيا.




0 مشاركات:

إرسال تعليق