رصد كواليس موقعة ماسبيرو

أعمال العنف بين المسيحيين والجيش
مدونة بانوراما: أسفرت أحداث ماسبيرو التي اندلعت مساء امس الأحد، بين الأقباط وأفراد الشرطة، إبان مسيرة الغضب النبيل، عن استحضار سيناريو "التقسيم" المحتمل، بعيدا عن خسائرها التي تمثلت في سقوط "حوالي 30 قتيلا، و244مصابا "موزعين على مستشفيات "قصر العيني"، و"معهد ناصر"،و"المنيرة"و"المستشفى القبطي"، إلى جانب إحراق ما يقرب من "10 سيارات" من بينهم مدرعة، تابعة للقوات المسلحة في حيز منطقة ماسبيرو فقط، إضافة إلى إحراق بعض السيارات أمام المستشفى القبطي بشارع رمسيس، وانتهاء بحظر التجول الذي فرضه المجلس العسكري من الثانية وحتى
السابعة صباحا.
تداعيات الاشتباكات الدامية، وردود الفعل الرسمية التي لخصها بيان الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء مساء أمس، واصفا أحداث ماسبيرو بأنها ليست فتنة طائفية، إنما المقصود منها "إسقاط الدولة"، مضافا إليه إعلان الكنيسة عن اجتماع طارئ للمجمع المقدس برئاسة البابا شنودة الثالث، ثم دخول الخارجية الأمريكية على خط الأحداث بعرض المساعدة على المجلس العسكري في حماية دور العبادة المسيحية، ولطم أقباط المهجر الحاضر عقب كل حدث طائفي، هي أمور تقليدية اعتاد عليها الوطن والمواطن كلما هبت رياح نزاع أحد أطرافه قبطي، الأخطر من ذلك هو نبوءة الباحث القبطي عماد جاد بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام، والتي نشرتها "الوفد" بتاريخ 13مايو، وجاء فيها نصا" أن الأصعب من أحداث إمبابة لم يأت بعد، لافتا إلى أن الجسد المصري كلما تعافى ضد الضربات الطائفية، لابد ان يستعد لضربات أقوى"، الأخطر من ذلك تصريحاته " أن الأجيال الجديدة من المسيحيين مستعدة لحمل السلاح، وهو ما يدفع الوطن ناحية حرب اهلية، محذرا من تكرار سيناريو يوغوسلافيا ".
حضرت تلك العبارة، أثناء  تحول مسيرة "الغضب النبيل" التي شارك فيها آلاف الأقباط أمام "ماسبيرو"، بين طرفة عين وانتباهتها، إلى حرب شوارع، استمرت قرابة 3 ساعات متواصلة بين شباب الأقباط، وأفراد الشرطة العسكرية، في مشهد أقسى من جمعة الغضب 28يناير .
ومرت الكلمات ذات الـ"5" أشهر"، دون أن يتوقف عندها أحد، وتلخص توقعات الباحث القبطي، إجابة موجزة للأسئلة التي تدور في الشارع المصري، الآن حول "أسباب الحادث "، ومدى مصداقية حيازة الأقباط لأسلحة إبان الاشتباكات، انتهاء بسيناريو "يوغسلافي"يتمدد بنعومة تحت الجلد المصري، منتظرا لحظة مناسبة للإعلان عن نفسه، لكن تفاصيل الأحداث قرينة مهمة قبل التطرق إلى سيناريو "التقسيم".
رصدت "بوابة الوفد " حرب الشوارع بين الأقباط، وافراد الشرطة العسكرية مساء أمس، والتي بدأت عقب سريان شائعة تعرض "المسيرة القبطية" القادمة من دوران شبرا إلى ماسبيرو للاعتداء من قبل بعض المواطنين، قرابة السابعة والنصف مساء اقترب شباب الأقباط من قوات الشرطة العسكرية التي غادرت أماكنها فور وصول مسيرة دوران شبرا إلى "ماسبيرو"، بعد ان كانت تلتصق بشباب الأقباط المتظاهرين، لتسيير عملية السيارات والمارة حفاظا على عدم غلق الشارع.
بادر قلة من المتظاهرين بـ"رشق " الشرطة العسكرية بـ"الحجارة"عقب هتافات مستمرة معادية للمجلس العسكري، وتدخل عدد كبير من شباب الأقباط المشاركين في المسيرة لوقف التراشق دون جدوى، مما دفع أفراد الشرطة العسكرية إلى إطلاق أعيرة نارية كثيفة في الهواء، ودخلت النساء والفتيات المشاركات في المسيرة في وصلات صراخ ودموع لم تنقطع حتى وضعت الاشتباكات أوزارها.
واندفعت مدرعات القوات المسلحة ذهابا وإيابا وسط المتظاهرين الذين استمروا في رشقهابالأحجار، وامتدت الاشتباكات إلى الشوارع الجانبية بمنطقة ماسبيرو، وطوقت قوات الأمن المركزي شارع بولاق أبو العلا، ومبنى الإذاعة والتيلفزيون، وأقامت جدارا عازلا بين شباب الأقباط والشرطة العسكرية، بينما احتدمت الاشتباكات في شارع كورنيش ماسبيرو، حتى اسفل كوبري 6أكتوبر، ولجأ المتظاهرون إلى إحراق السيارات الخاصة بسكان العقارات المجاورة، تمكن شباب الأقباط من استعمال مدخل احد العقارات المجاورة لمبنى ماسبيرو، كعيادة ميدانية، لإسعاف الجرحى، وافترش القتلى خلف باب العقار، فيما غطت الدماء أرضية المبنى، واستقل الأقباط إحدى السيارات المتواجدة داخل جراج خاص بالعقار "تحطم زجاجها"في نقل 6مصابين، في ظل غياب سيارات الاسعاف طوال فترة الأحداث.
بلغت الاشتباكات مداها، عقب انفجار مدوي لـ"المدرعة" التابعة للقوات المسلحة، وتراجع المتظاهرون فور إطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع، وانضم عدد من شباب الحركات الثورية في مسيرة اتجهت إلى التحرير تطالب بـ"اسقاط" المجلس العسكري، لكن قوات الجيش تمكنت من فضها، واعتلى مئات المواطنين كوبري 6 أكتوبر معلنين تضامنهم مع الجيش.
ونفى داود ماجد أحد المصابين، قيام المتظاهرين بإطلاق النار على أفراد الشرطة العسكرية، وقال لـ"الوفد"، ان شباب الأقباط تمكنوا من الاستيلاء على رشاش متعدد من أحد الجنود، لكنهم لم يطلقوا الرصاص على أحد، فيما حمل أحد المتظاهرين عصا مغطاة ببدلة جندي من القوات المسلحة.
ومع انحسار الاشتباكات قرابة العاشرة مساء، توافد عشرات المتظاهرين من المنتمين للتيارات الإسلامية، وأهالي بولاق أبو العلا، ورددوا شعارات مؤيدة للمجلس العسكري، والجيش، واستمرت المظاهرة لمدة 45دقيقة.
انتقلت الاشتباكات إلى المستشفى القبطي بشارع رمسيس، حيث يتواجد عشرات المصابين، وبعض القتلى .وأسفرت الاشتباكات التي استمرت مايقرب من 45 دقيقة، عن إشعال النيران في عدد من  السيارات الخاصة  فيما لم يتمكن المصابون ذو الاصابات السطحية من الخروج، إلا بعد انتهاء الاشتباكات تماما قبيل موعد فرض حظر التجول.
إلى ذلك قال شهود عيان إن شباب الأقباط المشاركين في مسيرة الغضب النبيل أثناء قدومها من دوران شبرا إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون، اشتبكوا مع أهالي منطقة القللي، وهاجموا مبنى صحيفة الأهرام، ورددوا هتاف "الإعلام الفاسد"، وأضاف أن المسيرة كانت سلمية حتى نفق أحمد حلمي، لكن ارتداء بعض المتظاهرين لأكفان مكتوب عليها "شهيد تحت الطلب"، استفز عددا من الأهالي الذين شكلوا لجانا شعبية على ممتلكاتهم أثناء مرور المسيرة.
وكان أعضاء الاتحاد القبطي المصري، قد نظموا وقفة احتجاجية بالشموع، أمام ماسبيرو قبل وصول مسيرة الغضب النبيل، وتبادل المشاركون الأحاديث الجانبية مع قيادات الشرطة العسكرية، وقال أحد القادة لــ"هاني الجزيري "منسق حركة أقباط من أجل مصر، متخافوش احنا هنا علشان نحميكم".
ورغم خروج عدد من المحتجين عن إطار الوقفة التي عرفت بأنها "صامتة"، وترديد هتافات معادية للمجلس العسكري، إلا أن الشرطة العسكرية التزمت حتى وصول مسيرة الغضب النبيل بدورها في تأمين المظاهرة، لكن دخان الاشتباكات المتصاعد أطفأ "شموع" الاحتجاج السلمي.
توقعات أحداث طائفية اشد، عقب أحداث إمبابة، واستعداد الأقباط لحمل السلاح، وسيناريو يوغوسلافيا،التي تنبأ بها د.عماد جاد، ظهرت قبيل وقوع الاشتباكات في تصريحات أدلى بها أحد الكهنة لـ"الوفد" ممهورة بعبارة"احذروا غضب الأقباط"، ثم الخطوة التالية للمسيرة، في حال استمرار المجلس العسكري والحكومة في ترك أزمة"الماريناب" للنيابة، كانت وفقا لتصريحات أحد القيادات القبطية"التظاهر أمام الأمم المتحدة"، وإذا لم تؤثر هنعمل اللي ميقدروش عليه..اللي هو "تدويل القضية".



0 مشاركات:

إرسال تعليق