سرت المحاصرة تعاني من أوضاع "مزرية" والسكان يحتضرون

الثورة الليبية
مدونة بانوراما: أعلن ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر مساء السبت (1/10) أن وضع السكان في سرت "مزر", وذلك بعد زيارته هذه المدينة التي تعتبر أحد آخر معاقل الرئيس الليبي المخلوع معمر القذافي. وقال هشام خضراوي لوكالة "فرانس برس" إن السكان المحاصرين في هذه المدينة يحتضرون بسبب عدم توفر الخدمات الطبية الأساسية, مشيرا إلى أنه زار سرت على رأس وفد من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وقدم للفريق الطبي في المدينة "300
وحدة إسعافات لمعالجة جرحى الحرب"، إضافة إلى 150 كيسا لحفظ الجثث. وأضاف أن مستشفى ابن سينا المستشفى الرئيسي في المدينة، قصف بالصواريخ أثناء زيارته إياه مع وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
يومان كمهلة لمغادرة سرت
وكان مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي، الذي أطاح بنظام معمر القذافي في طرابلس, أمهلوا المدنيين في سرت يومين لمغادرة المدينة. وقال رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل خلال مؤتمر صحافي في بنغازي السبت: "أعطى الثوار المدنيين في سرت فرصة من يومين للخروج من المدينة" مشيرا إلى أن هذه المهلة "بدأت الجمعة".

ومع أن هجومهم على سرت بدأ قبل أسبوعين، فإن مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي لم ينجحوا حتى الساعة في السيطرة على مسقط رأس العقيد القذافي حيث يواجهون مقاومة شرسة من القوات الموالية له والتي لا تزال تدافع عن هذه المدينة الساحلية الواقعة على بعد 360 كلم شرق طرابلس. وتسيطر قوات المجلس الوطني الانتقالي على مرفأ سرت ومطارها لكنها لم تتمكن من السيطرة بصورة دائمة على بقية أنحاء المدينة.
وتغادر عائلات المدينة بوتيرة شبه يومية, ويؤكد الخارجون منها أن الأوضاع الإنسانية فيها تشهد تدهورا كبيرا وأن هناك نقصا كبيرا في الكهرباء ومياه الشرب. وحسب أرقام أعلنها الصليب الأحمر فقد بلغ عدد النازحين من سرت التي يسكنها حوالي 80 ألف نسمة نحو 18 ألف نازح، ومن بني وليد 25 ألف نازح, علماً بأن هذه الأعداد مرشحة للزيادة. ويتهم الموالون للقذافي وبعض السكان الغارات الجوية التي يشنها حلف شمال الأطلسي والقصف الذي تقوم به قوات المجلس الوطني الانتقالي بقتل مدنيين. وينفي الحلف والمجلس الانتقالي ذلك ويقولان إن القوات الموالية للقذافي تعدم المدنيين الذين تشك في أنهم متعاطفون مع المجلس الوطني الانتقالي.
ويواجه المجلس الوطني الانتقالي ضغوطا كي يحقق التوازن بين المعركة الطويلة التي قد تؤخر جهوده لحكم البلاد وبين تحقيق انتصار سريع لو سفكت من أجله دماء غزيرة سيؤدي إلى تعميق الانقسامات الإقليمية وإحراج الحكومة وحلفائها في الخارج. واعترف عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي اليوم بأن عدم التنظيم في صفوف قواته يعرقل جهودهم للسيطرة على سرت وبني وليد المعقل الثاني للقذافي الذي ما زال صامدا. ولكن عبد الجليل أكد أن المجلس الوطني سيكون صارما في مواصلة الخطط لتحرير سرت وبني وليد.

"دير شبيغل": ألمانيا منعت تحقيقات بحق نجل القذافي
من ناحية أخرى، ذكرت مجلة "دير شبيغل" في عددها الصادر السبت (1/10) أن السلطات الألمانية تدخلت مرارا مع القضاء بين 2006 و2010 لمنعه من مواصلة ملاحقات كان بدأها بحق سيف العرب نجل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي, وذلك خوفا من تدهور العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وبحسب المجلة فإن وزارة الخارجية الألمانية أبلغت في خمس مناسبات مختلفة وزارة العدل في مقاطعة بافاريا أن المضي قدما في تحقيقات قضائية بحق سيف العرب, الذي درس في ميونيخ عاصمة المقاطعة, قد يؤدي إلى مشاكل دبلوماسية بين برلين وطرابلس.
وبين 2006 و2010 فتحت الشرطة الألمانية 11 تحقيقا بحق سيف العرب في قضايا تهريب أسلحة وممارسة العنف ضد أشخاص والقيادة دون رخصة وإهانة شرطي, ولكن أيا من هذه الملاحقات لم يكمل طريقه إلى النهاية، وكان يتوقف ما أن يبلغ "مرحلة ما", كما أكدت المجلة.




0 مشاركات:

إرسال تعليق