إطلاق النار على المشيعين في درعا ومراسل دويتشه فيله في سوريا يتعرض للتعذيب

مدونة بانوراما: شارك الآلاف  من أهالي مدينة درعا وريفها في جنوب سوريا اليوم السبت (09 ابريل/ نيسان) في تشييع قتلاهم ، وتحول الجنازات إلى مظاهرات جديدة ضد النظام بالرغم من تحذير السلطات التي أكدت الجمعة نيتها عدم التهاون في تطبيق القانون والحفاظ على الأمن.

ونقلت رويترز عن شاهدي عيان أن قوات الأمن السورية فتحت النار على المشيعين بالقرب من المسجد العمري في مدينة درعا عقب جنازة ضخمة للقتلى من المحتجين. وأضافا أن قوات الأمن استخدمت الذخيرة الحية وقنابل الغاز لتفريق آلاف
السوريين الذين كانوا يرددون هتافات مطالبة بالحرية بعدما تجمعوا بالقرب من المسجد الواقع في الحي القديم من المدينة قرب الحدود مع الأردن. واغلقت المحال التجارية في جميع ارجاء المدينة (85 الف نمسة) ذات الطابع الزراعي كما خلت الطرقات من المارة.

وشهدت سوريا يوم أمس فيما أسماه منظمو الاحتجاجات بـ "جمعة الصمود" مظاهرات احتجاجية في مختلف أنحاء البلاد امتدت من درعا وريفها وصولا إلى دمشق وريفها (حرستا ودوما والمعضمية وكفر بطنا) إضافة إلى حمص وحماة والسلمية واللاذقية وبانياس وجبلة ومحافظة الحسكة في القامشلي والدرباسية و عامودا والمالكية ورأس العين.
عشرات القتلى والجرحى 
تشييع ضحايا الاحتجاجات تتحول إلى مظاهرات غاضبة في سوريا للمطالية بالحرية
 وقمعت قوات الأمن تلك الاحتجاجات بقسوة فقتلت وجرحت عشرات المتظاهرين حسبما أشارت إليه منظمات حقوقية، وفي هذا السياق أكدت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في بيان لها مقتل 37 متظاهر، 30 منهم سقطوا في مدينة درعا وريفها، وسقوط 3 في حمص و4 آخرين خلال احتجاجات ريف دمشق.
وأشارت المنظمة في بيان لها إلى جرح وإصابة العشرات نتيجة استخدام قوات الأمن "الغاز المسيل للدموع وفتح الرصاص الحي على المدنيين العزّل الذي أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى ، كما نفذت السلطات السورية اعتقالات عشوائية في صفوف المتظاهرين".
في حين أشارت السلطات السورية إلى مقتل 19 عنصرا أمنيا وجرح 75 آخرين بإطلاق "مجموعات مسلحة" النار في درعا. في حين نفى عمار قربي، رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا، وجود جماعات مسلحة أو فلتان أمني، مشيراً إلى أن "هناك 17 جهاز أمني سخرت له جميع الإمكانيات المادية واللوجستية والعددية واغلب الميزانية مخصصة للدفاع".
وفي إطار تضييقها على وسائل الإعلام ومنع الصحافيين من تغطية المظاهرات والاحتجاجات التي تشهدها سوريا منذ ثلاثة أسابيع، اعتقلت السلطات الأمنية مراسل دويتشه فيله في سوريا، جورج بغدادي، أثناء تغطيته لمظاهرات مدينة اللاذقية، حيث اعتقل هناك وظل موقوفاً لدى إحدى الأجهزة الأمنية لعدة أيام تعرض خلال للتعذيب النفسي والجسدي، وأصيب بكدمات ورضوض مختلفة، أقعدته في الفراش وجعلته غير قادر على العمل.

إدانة دولية لقمع الاحتجاجات
كذلك أقالت السلطات السورية رئيسة تحرير صحيفة تشرين الحكومية سميرة المسالمة من منصبها على خلفية لقاء أجرته مع قناة الجزيرة الفضائية حول الأحداث الدامية التي شهدتها يوم أمس مدينة درعا.
وأكدت المسالمة اليوم في اتصال هاتفي مع فرانس برس نبأ الإقالة وقالت "تبلغت من أحد قادة الأمن قرار إقالتي". وكانت المسالمة أشارت في لقائها إلى أنه إذا "كان إطلاق النار قد بدا من الجهات الأمنية فعلينا فعلا أن نحاسب هذه الجهات".

وفي إطار ردود الفعل والإدانات الدولية انتقد الرئيس الأمريكي باراك اوباما بشدة سوريا لإفراطها في استخدام العنف وقتل المحتجين، وقال اوباما في بيان"أدين بقوة العنف البغيض الذي ارتكبته الحكومة السورية (الجمعة) وخلال الأسابيع القليلة الماضية ضد محتجين سلميين" وأضاف "أدعو السلطات السورية إلى الامتناع عن أي استخدام آخر للعنف ضد المحتجين المسالمين"، وطالب السلطات السورية بوقف الاعتقالات التعسفية واحتجاز وتعذيب السجناء.

من جهتها، دعت المفوضة الأوربية للشؤون الخارجية والأمن، كاثرين آشتون، سوريا إلى وقف أعمال العنف ضد المتظاهرين والشروع في إصلاحات فوراُ. وقالت اشتون في بيان "أندد بشدة بالعنف وسقوط القتلى في سوريا خلال تظاهرات مطالبة بالحرية والديمقراطية"،  وتابعت "أدعو السلطات السورية بحزم إلى وضع حد للعنف فورا" مشددة على "مسؤولية الدولة في حماية جميع مواطنيها واحترام التظاهرات السلمية وحرية التعبير".


0 مشاركات:

إرسال تعليق