دراسة للباحث بعنوان : دور المراكز الثقافية

تتكاثف جهود جميع المؤسسات التربوية ، التعليمية ، الاقتصادية ، الاجتماعية والثقافية الرسمية وغير الرسمية – وفي مقدمتها المراكز الثقافية – على إحداث التغيير و التحديث ، فان دور المراكز الثقافية في إطار بناء وتنمية المجتمع ، يمكن حصره في ثلاثة أبعاد رئيسية :
-1 إن المراكز الثقافية تلعب دوراً أساسياً في تزويد الشاب بمعلومات حول ضرورة الحاجة إلى التغيير ، هذه المعلومات تتعلق بالتغيرات التي يمكن إحداثها ومعلومات أخرى حول البدائل المتاحة ، ومعلومات حول الأساليب ، الوسائل والفوائد من تبني أفكار وطرق جديدة للعمل والإنجاز في كافة المجالات والنشاطات الاقتصادية والتنموية (1)
-2 اتخاذ القرار لقبول التغـيـير الذي تـتطلبه التـنمية حيث تلـعب دوراً هامـاً وضرورياً لأحـداث تـقـبل لمـثل هـذه التغـيير عنـد الشـباب في حياتهم ، كما تلعب دوراً في اتخاذ القرار من قبلهم والتي ترمي إلى أن تقود تجربة جديدة نحو التقدم والتحضر.(2)
-3 إتاحة الإمكانيات الثقافية التعليمية والتدريبية لتنفيذ برامج التنمية حيث تقوم المراكز الثقافية عادة بجعل هذا التغيير يلقى تقبلا من قبل الشباب حقيقة ، فلا يكفي في عملية التنمية إدراك الحاجة إلى التغيير واتخاذ القرار بقبوله بل لا بد من إتاحة إمكانيات التغيير عن طريق نشر الوعي العلمي ، تعميم المعرفة ، التعليم ، التدريب و التثقيف .

و من العوامل التي تزيد من فاعلية وتأثير هذه المراكز في العملية التنموية وفي إحداث التغيير ، باعتبارها مؤسسة رسمية ، نجد :
-1 العوامل التي تؤثر على جـذب الشـبـاب واسـتـمراره فـي الانخراط والتـردد على
المركز الثقافي ،
-2 العوامل التي تؤثر على مدى تزويد واكتساب المعارف العلمية ،
-3 العوامل التي تزود على حمل الشباب وحثهم على العمل والسلوك باتجاه معين يخدم التغيير والنمو وعملية التقدم بأشكالها المختلفة ،(3)
إن تزويد الشاب بزاد علمي معرفي ، ثقافي فني اجتماعي وفكري يساهم بصورة واضحة في تشكيل الملامح الحضارية للمجتمع عن طريق تقديم المعارف وتفسيرها والتعليق عليها ، وفي تغيير العادات السلوكية وتعديل القيم الأخلاقية ، وتحقيق التكامل الثقافي ، بحيث تصبح المراكز الثقافية تشكل تألقاً ثقافياً أكبر ، لتوسع نطاق تجاربنا المعرفية وتزيد رصيد العلمي للشباب ، وتؤثـر على آرائـهم ، اتجـاهاتـهم وخصائص شخصياتهم وتصقـل طموحاتهم .
إن ما يقدم بالمركز لا ينبغي أن ينظر إليه على أنه عمل مستقل عن السياسة الثقافية العامة للدولة ، وانما هي بمثابة مشروع ثقافي متداخل الجوانب ، فالمركز لم يعد مجرد أداة للترويح والترفيه الشبابي ، وانما اصبح من المؤسسات المؤثرة في اتجاهات الشباب وتكوين مواقفهم الفكرية والاجتماعية - إذا استخدم بشكل يتماشى وما تفرضه المتطلبات العصرية للتنمية والتحديث(4)- فضلا عن ما لدى المركز من قدرات في تطوير العمليات التثقيفية والمعرفية ، والمساهمة نشر الوعي المعرفي ، واثراء أوجه النشاط المتنوعة .
والى جانب ذلك نجد أن المركز يسعى إلى لعب أدوار يمكن التطرق إلى أهمها فيما يأتي :

خدمة احتياجات التنمية
إن المراكز الثقافية تقوم في الأساس التنمية الشاملة وان اقتصرت على تبني برامج و نشاطات تصاغ وفق دراسات واقعية و ميدانية للمجتمع تأخذ بعين الاعتبار حاجات المجتمع التنموية بحيث يصبح المركز جزءاً متكاملاً وأساسياً من بين بيئة المجتمع فينخرط الشاب في مختلف نشاطاته ونواديه ، ويعمل المركز على تأهيلهم لرفع دعامة المجتمع ودعم مؤسساته بالخبرات الضرورية والكفاءات اللازمة لاستمرار مسيرة التنمية حتى لا يعمل المركز على تفريغ عشرات العاطلين عن العمل – وبذلك لا تخفف من الضغط التي تعانيه المؤسسات التعليمية التي تواجه هذه المشكلة وبحدة .
إن انتقال الشاب الجزائري إلى الألفية الثالثة بقوة واقتدار ، يتطلب منه أن يكون مسلحا بعقلية علمية منهجية ناقدة وإبداعية ، ولايتم ذلك إلا إذا كانت النشاطات والبرامج التي يتلقاها أو يمارسها معدة جيداً ، وتشمل مناهجها على مهارات التفكير العلمي وثقافة الإبداع والمعارف العلمية الحديثة ، مبتعدة عن الأسلوب الترفيهي والترويحي اللامبالي .
حيث أن واجبها أن تعمل على إعداد جيل الشباب للعمل والاجتهاد ، وليس للهو واللعب أو لمساعدتهم على اجتياز اختبارات المدارس فقط ، أن البرامج والنشاطات التي تعد بالمراكز يجب أن تعتني بتلقين الشاب العديد من المهارات الفكرية العلمية والتقنية و التي تعتبر من الأمور الأساسية التي يجب أن يتسلح بها ، وهي :
-1 مهارات حل المشكلات على اختلافها .
-2 أسس الاتصال ( الاجتماعي والثقافي )
-3 المعرفة العلمية بكل أشكالها ، وحتى يكون المركز فاعلاً في عملية التنمية ينبغي أن يتفاعل مع المجتمع المحلي ، بما له من متطلبات واحتياجات.
وإذا تم التواصل بين المراكز الثقافية والمؤسسات الصناعية والاقتصادية والكليات والجامعات لتحقيق الشراكة في مجال تنمية الموارد البشرية ، والتواصل بين تلك المؤسسات الإنتاجية والخدماتية ، فأن نكون قد ملكنا مقومات النجاح ، انطلاقا من أن خصائص التنمية التي تقوم على تنمية الفرد من أجل زيادة رفاهيته.

تنمية الشباب
من الأمور الثابتة أن الاستغلال الكفء لقدرات الشباب يسهم في تنمية شخصيته بصفة متكاملة ، فتلك الشخصية هي التي تتعدد اهتماماتها وقدراتها ، وتعرف كيف توازن بين متطلبات المعرفة وبين الحاجة إليها كما تستفيد من مواهب الشاب ، و بما يعود عليها بالنفع من النواحي الجسمية ، النفسية والتعبيرية الجمالية ، وإذا كانت نتائج الدراسة قد أشارت ألي نقص واضح في تنمية مشاركة الشباب في ألوان النشاط المختلفة ، فأنها كشفت عن رغبتهم الأكيدة في ضرورة توجيههم اجتماعياً نحو مجالات مفيدة لاستثمار أوقات فراغهم هذا أمر أكيد كما برز لديهم إحساس عميق للمسؤولية الاجتماعية و رغبة في السعي من أجل رفع مستوياتهم الفكرية والمعرفية من جهة والإسهام في تنمية المجتمع من جهة أخرى (5).
وحينما يتبين للشاب الجزائري مثلاً قيمة العمل ويبحث عنها ، فإن ذلك يعكس وعيه المعرفي من جهة ، كما يعبر عن سمة عامة من سمات الشباب أولاً وهي رغبة الشباب في اكتشاف ذواتهم وتأكيد شخصياتهم وتميزهم عن مجتمع الصغار ، والسعي نحو قبولهم اجتماعياً ، ولذلك فأن الأنشطة التي يقوم بها الشاب بالمركز لا تقوم على مجرد التلقين وانما تهتم بحقيقة وجوهر معنى هذا النشاط أو ذاك ، والذي تقدمه كفرصة من فرص الحصول على العلم والمعرفة ، إذ يجب أن تتاح في هذه النشاطات كل إمكانيات التعبير عن ذواتهم وإبراز مواهبهم وقدراتهم وأغلب الضن أن المسابقات والبرامج الحالية لم توضع على أسس علمية دقـيـقـة تعكــس فـهـم حقـيقياً لطبيعة مرحلة الشباب ومتطلبات إقامة مجتمع المعرفة ، وبما يفسر ذلك من انخفاض معدل المشاركة والإقبال على هذه البرامج من جانـب الشـبـاب ، ويـجـب فـي الـوقــت نـفـسـه تـشـجــيـع و تـحـفـيـز الـشـبـاب عـلـى الإبداع وإبراز المواهب في مختلف المجالات ، فذلك من شأنه أن يكسب النشاطات الممارسة مزيداً من القيم الإيجابية في نظر الشباب ، كما يجعل هذه الفئة نماذج يتطلع الشباب إلى تقليدها (6)، وهكذا تكون نشاطات المركز ذات وظيفة هامة في تغيير المواقف السلبية من الإهمال واللامبالاة والمادية البراغماتية والصراع وغيرها من القيم السلبية السائدة في المجتمع ، وبهذا يمكن أن تسعى الأنشطة والبرامج لتحقيق أهداف أسمى تقوم على تحقيق الذات إن الشعور بالانتماء والإحساس بالمسؤولية من القيم الأساسية التي يسعى إليها الشاب في هذه الفترة العمرية الحرجة ، و يجدون فيها تعبيراً عن رغباتهم ، ويمكن وضع البرامج الاجتماعية ، الترويحية التعلمية لدعم هاتين القيمتين ومن ثم يكون للمركز دوره البنائي في المجتمع

تنمية التفكير
تعمل المراكز الثقافية من أجل تنمية مناهج و أساليب التفكير التي يستخدمها الشاب في حياته العلمية و التعلمية واليومية بصفة عامة ، ذلك ضمن أربعة مجالات رئيسية هي :
-1 تكوين مهارات عند الشاب واستعمالها كعملية ادراكية ينبغي أن ترتكز على كيفية تعلم الشاب وإكسابه مختلف المعارف والعلوم ،
-2 إن تعليم كيفية التفكير تتجاوب مع الطموحات الشخصية ومع ذلك فأن نجاح الشاب في اكتساب مهارات التفكير الجيدة ، يتوقف على مدى الواقعية لدى الشباب ،
-3 التفكير المتضمن في البرامج عملية ديناميكية تدعو الشباب إلى التفاعل والمشاركة مع أقرانه ،
-4 إن التفكير بأسلوب علمي يأتي بعد القهم والاستيعاب لمختلف المفاهيم التي تشكل النشاط سواء أكان ثقافي ، علمي ، معرفي أو توعوي ،
لذلك فأن هنالك أبعاد رئيسية في تعليم التفكير منها على سبيل المثال لا الحصر ، إن تصميم ندوة أو لقاء ثقافي شبابي ، يراعى تناوله عدداً محدوداً من المواضيع وذلك لضمان حدوث دراسة عميقة له وبعد ذلك يتم عرضه بطريقة منطقية مترابطة وبأسلوب متناسق ومن ثم يمنح الطالب الفرصة المواتية لممارسة التفكير قبل الإجابة عن الأسئلة ، ويحرص المنشط على توجيه أسئلة تتحدى تفكير الشاب المتعلم والمثقف بحيث تتناسب ومستواه و قدراته وتتجاوب مع اهتماماته ولمعرفة قدرة النشاطات والبرامج التي يقدمها المركز من أجل تطوير مناهج التفكير العلمي عند الشباب انطلاقاً مما يقدمه، فهل تؤدي البرامج المعتمدة من قبل المركز الثقافي محمد بوضياف دورها في تزويد المنخرطين فيه بالمعارف العلمية الضرورية في حياة الشباب الخاصة والمهنية ، وهل تساهم في تطوير قدراته الفكرية والعلمية

مهامها في ظل التغيرات العالمية الحديثة
إن من الوجهة الاجتماعية فان مراكزنا الثقافية يجب أن تتحول إلى مجتمع حقيقي يمارس فيه الشباب الحياة الاجتماعية الحقيقية وبالتالي يجب أن تقلع على أن تكون مجرد مكان للترفيه ، وبالتالي يجب أن تقلق من مهامها الترويحية والترفيهية لتتحول إلى مهام أكثر جدية وواقعية .
ويجب أن يكون المركز الثقافي فاعلاً ديناميكياً فلا بد أن نأخذ مبدأ المرونة لمواكبة التطورات المتسارعة التي انبثقت عن الثورة المعرفية في مختلف فروع الحياة وهنالك محددات لتلك النشاطات التي ينبغي الالتزام بها إذ أريد لها أن تحقق طموحات المجتمع والأفراد و منها : (7)
- الاهتمام بغرس أنماط سلوكية وقيميه مقبولة لدى المجتمع تحافظ على تماسكه في العقود القادمة المفعمة بمختلف ألوان التحدي ،
- القدرة على تلبية متطلبات المجتمع وحاجاته من العمالة الماهرة وباستمرارية التثقيف والنقل المعرفي للشباب ،
الاهتمام بالحاجات التي تقضيها المشكلات الطارئة وذلك لتوعية الأجيال القادمة من المخاطر التـي تعتري مسيرة المجتمع وتعترض نهوضه وتقدمه ، حرصاً على حماية المجتمع من المخاطر والأمراض الاجتماعية التي تحدق به ، فإن جماعات كثيرة ترى ضرورة أن تشمل النشاطات على مسافات تتعلق مثلا بالتوعية المرورية والتوعية بمضار المخدرات وإدمان الكحول وطرق الوقاية من الأمراض المختلفة مثل الإيدز SIDA .
- طرق حماية المستهلك والتوعية بمخاطر الأسلحة البيولوجية و النووية والدمار الشامل و ثقافة السلام وقبول الرأي الآخر (8)
إن مرونة النشاطات الممارسة بالمراكز الثقافي ومواكبتها التغيرات لا ينبغي لها أن تبتعد عن الثوابت إذ أن كثير من الدول ترى أن هنالك معارف مشتركة وبرامج يجب أن يخضع لها كافة الشباب بحيث يتم تزويد كل شاب بقاعدة معرفية واحدة بمعنى آخر أن يكون للنشاطات بعض المعايير والسمات القومية ، وهكذا تكون هنالك مواضيع مشتركة وفي نفس الوقت نتاج للمركز حرية اختيار بعض النشاطات أو خلق نشاطات جديدة التي تتلاءم والأوضاع الاقتصادية الحديثة والمستوى الفكري والعلمي للشباب القرن الواحد والعشرين .
إن نشاطات المركز الثقافي يجب أن تمتاز بدافعيه عالية وان تكون ذات صبغة أكثر تحدياً من التقليد ، نشاطات ترتكز في برامجها على النوع وليس الكم وتتصف بالدقة والتمييز على أن يتم اختبارها ميدانياً لضمان الجودة وقابلية التنفيذ وحتى تكون البرامج فاعلة ومتطورة ينبغي أن تواكب التطورات والتغيرات الحضارية من اسـتخدام للتـقنـيات و الوسـائل المتعددة ، البرمجيات واستخدام فعال للوسائط التفاعلية وكافة الوسائط السمعية البصرية.
وعلى ضوء هذا تجدد في السنوات الأخيرة ثمة مهام أخرى ضرورية أضيفت إلى قائمة المهام التي على المركز الثقافي أداءها فهي على صلة مباشرة بالبنية الذاتية لهذه المراكز هي :
- إن مهمة المراكز الثقافية هو توسيع أرضية الحوار والتلاقي بين طاقات الوطن الثقافية والفكرية والعـمل عـلى بلورة المشروع الـثقـافـي الوطني ، الـذي يـسـتـوعـب
ثمرات الجهود المختلفة التي يبذلها آهل الاختصاص في هذا المجال وأن التصور الأمثل لهذه المراكز هو أن تتحول إلى كيان ثقافي فعال يلبي متطلبات الشباب المتعلم و المثقف ، ويبلور حاجاتهم ومتطلباتهم في الحقول المعرفية والعلمية الهامة .(9)
- الإسهام في تطوير وتفعيل أهمية الثقافة , المعرفة والعلم وهو دور ووظيفة المؤسسات الثقافية الأساسي الذي من أجله توظف كل الإمكانات ، وهذا ما يميزها عن المؤسسات التعليمية والتربوية الأخرى ، لأنها تلامس مناطق الإبداع في ذوات مريديها فتتعهدها وتصقلها وتضفي على المادة رصانة البحث وهد فيته ، فتفي بوعدها لوطنها ومجتمعها وتحقق ذاتها في آن واحد ، ولهذا الإسهام صيغ وميادين تتعدد وتتنوع لكنها تتفق جميعا في كونها إضافة أصلية منفردة ، وبالتالي فان الحقول ، التي تعني بها المراكز الثقافية ليس ملء الذاكرة بل تثقيف ، تعليم وتدريب وتوعية الفرد، وهذا لا يأتي مصادفة إنما بعمل هادف ويترجم في وسائل وأدوات ومناهج تنبه في العقل طاقات ومواهب و توقظ الذات من سباتها السلبي وفي هذا الإطار يقوم إصرار المراكز الثقافية على تنمية روح البحث لدى الشباب والمترددين عليها ، والمقصود من البحث هو الفحص العلمي المنظم في سبيل التدقيق في فكرة ما ، أو لاكتشاف معرفة جديدة ، وبالإسهام النوعي في تطوير و تنمية المجتمع تعمل المراكز الثقافية ، إخلاصا لمبادئها و وفائها الكامل للقيم والأهداف التي تلتزم بها وهي إنما تؤكد في ذلك ارتباطها الديناميكي بمحيطها ومجتمعها .
وإذا كان اكتناز المشروع التنموي أمراً مطلوباً في البدء فما ذلك إلا في مقدمات تسمح لهذه المراكز أن تكون أكثر قدرة وفعلا وأثراً ، أما أن تكتفي هذه المراكز بالجانب الترويحي أو الترفيهي من مشروعها ، فهي تضع نفسها خارج الاهتمام الشبابي ، وعلى هامش حياتهم ، وتطلعاتهم ، فـتستحيل في أحـسـن الأحـوال إلى بيت لهو ومرح لا مراكز إشعاع ومصدرا للفكر والمعرفة .
لكن هذه المراكز ليست صومعة تأمل ترقب الحياة من عال وانما وعي الشباب في أكمل صوره الممكنة ، تعمق معنى وجودهم وتشددهم نحو الأفق الأرحب وللبحث

العوائق والمشاكل التي توجه المراكز الثقافية
تعاني المراكز الثقافية – في الوطن العربي وخاصة في الجزائر – قيودا على أداء أدوارها الفعالة ، وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي أحرزه ميدان تثقيف ، رعاية وخدمة الشباب و الرفع من مستواه المعرفي العلمي ، الثقافي و التعليمي ، إلا انه يبدو وان توسيع دور و وظيفة المركز على نطاق واسع ليكون مؤسسة ذات دلالة علمية تحول دون قيود مادية ، تقنية وفكرية سيطرة على هذا الميدان وشكلت معوقات في تحسين أداء ه لأدواره ، ومن أهم تلك المعوقات التي يمكن أن نلاحظها أو أن تبرز لنا في الدول النامية بصفة عامة و الجزائر بصفة خاصة ، مايلي :
- عدم توفر الإمكانات والوسائل المادية أو انعدامها ،
- عدم كفاية العاملين في النشاطات الموجهة للشباب ،
- قصور الموارد البشرية ،
- عدم استخدام التكنولوجيا التربوية ،(10)
- قلة المبالغ المخصصة للمراكز الثقافية وعدم توفقها مع حاجات المركز المادية والبشرية ،
- عــدم وجـود الـتـنـسـيـق الكـافـي بيـن مختـلف الوزارات مـن ناحيـة وبين الأجهزة الحكومية وغير الحكومية من الناحية الأخرى وذلك فيما يتعلق بتحسين أداء المركز الثقافي ،(11)
- افتقار لسياسة ثقافية نابعة من التحديات العالمية الحديثة أو عدم ملاءمتها للواقع الحديث الذي يطالب بإنشاء مجتمع المعرفة كأساس لهدف المؤسسات والسياسات الثقافية في مختلف بلدان العالم المتقدم ، دراسة غير كافية ومعرفة قاصرة بأدوار المراكز الثقافية كبدائل حقيقية تتيح فرصًا تعليمية أولى لأعداد كبيرة محتملة من الشباب ،(12)

المراجع و المصادر :

-1 محمود محفوظ : المؤسسات الثقافية والثقافة الوطنية ، رؤية و مهام ، مرجع سابق
-2 محمد سليمان : العرب و الوعي المستقبلي ، مرجع سابق
-3 جمعية اقرأ لدعم الطلاب العرب ، تقديم وارد على الموقع :
www.eqraa.com/htm/modules.php?name=news@filles=cate
-4 محمود محفوظ المؤسسات الثقافية والثقافة الوطنية ، مرجع سابق
-5 محمود محفوظ : المؤسسات الثقافية والثقافة الوطنية ، مرجع سابق
-6 قراءة في عالم الشباب ، كتاب ، الفصل السادس : رعاية الشباب ، مرجع سابق
-7 بيوشامي إدوارد : التعليم الياباني والتعليم الأمريكي ، دراسة مقارنة ، ترجمة ،أ محمد طه علي ، الرياض ، 1420هـ 2000 م ، ص 65
8 - محمد محفوظ : المؤسسات الثقافية والثقافة الوطنية ، مرجع سابق .
-9محمد سليمان : العرب و الوعي المستقبلي ، مرجع سابق
-10 د نادر فرجاني : تحدي اكتساب المعرفة في الوطن العربي ، مرجع سابق
-11 عبد الله تركماني مجتمع المعرفة و أبعاده في العالم العربي ، مرجع سابق

0 مشاركات:

إرسال تعليق