عجز الحكومات امام اجتياح الانترنت والإعلام الرقمي

عجز الحكومات امام اجتياح الانترنت والإعلام الرقمي
تأثير الأنترنت على عملية الإنتخابات
ترتب علي التطور الكبير والسريع في عالم الاتصالات والإعلام الرقمي الكثير من العوامل والتأثيرات المباشرة في حياة الإنسان عموما.
حيث تؤكد الدراسات ذات الصلة إن النظم الرقمية الحديثة كان لها دور فاعل في أكثر القطاعات الحيوية كالسياسة والاجتماع والاقتصاد والشؤون المصرفية والدولية.
فيما ذهب عدد من العلماء إلي ابعد من ذلك، فمن خلال التجارب الميدانية اثبت إن الانترنت والبرمجيات في عالم الحواسيب كمحركات البحث مثلا تنشط خلايا الذكاء في مخ الإنسان فضلا عن زيادة سرعة الفهم والإدراك لمن يتناوبون علي استخدام تلك الوسائل.
وتعكف بعض الشركات الالكترونية الرائدة في مجال تصنيع الحواسيب والأنظمة المعلوماتية علي تطوير هذا القطاع بشكل اكبر وأكثر فاعلية .
أن وسائل الإعلام الجديدة أثرت بشكل واضح علي إعادة تكوين السياسة العالمية، وهناك ترقب لحقبة جديدة للإنترنت والإعلام الرقمي.
وقال الباحث فيليب سيب، أستاذ الصحافة والعلاقات الدولية في جامعة كاليفورنيا الجنوبية، إن وسائل الإعلام الحديثة كالإنترنت والرسائل المتداولة عبر الهواتف الخلوية عملت علي اختراق القيود الموضوعة علي الإعلام من قبل حكومات بعض البلاد، وساعدت في الوصول إلي العالم بأخبار لم تكن قد وصلت لو تركت بأيدي المسؤولين في الحكومات.
وقال سيب إن وسائل الإعلام بدأت تفرض سيطرتها علي الأخبار الصادرة عن حكومات البلاد، مذكرا بحادثة مرض السارس الذي اجتاح الصين، حيث انتشر خبره عن طريق رسالة نصية، تم تداولها عالميا أكثر من 200 مليون مرة، قبل أن تجبر الحكومة الصينية بالتصريح رسميا عن انتشار المرض.
وأضاف أن حكومات البلاد لم يعد بمقدورها التحكم بالأخبار المنشورة أو وقف سيل المعلومات في العالم، مشيراً إلي أن محاولات فرض رقابة مشددة علي الصفحات علي الإنترنت، كتلك التي تقوم بها إيران وكوريا الشمالية، تعتبر "مسألة زمنية" قبل أن يتم انتشار الأخبار بطريقة أو أخري.
ويري سيب أن وسائل الإعلام الحديثة عملت علي إنشاء ما يسمي "بالدولة الافتراضية" التي جمعت ما بين أشخاص تجمعهم ديانة أو جنسية معينة علي الإنترنت، مشيرا إلي أن هذه الوسائل قد تكون بداية لتقوية الأقليات وجعلها أكثر تماسكا.
وقال إن التغيير الحاصل في نوعية وسائل الإعلام، إن كان سريعا أو بطيئا، سيعطي العالم حرية أكبر في التعبير عن أنفسهم، الأمر الذي قد يكون له تداعيات علي كيفية تعامل صانعي السياسة مع عامة الناس.
وذكر سيب أن الناس باتت أكثر انفتاحا علي ما يحصل في العالم، ما يعني أن إشراكهم في سياسات بلادهم أصبح متطلبا أساسيا للشعوب.
و تطرق سيب إلي مثال "كردستان"، فرغم عدم وجود حدود واضحة لدولة كردستان، إلا أنه باستطاعتنا العثور علي الآلاف من الصفحات الخاصة بالأكراد، حيث قاموا بالتعويض عن طريق إنشاء مجتمعاتهم الخاصة علي الإنترنت.
وبالتعليق علي الانتخابات الأمريكية، فقد ذكر سيب أن المدونات المنتشرة علي الإنترنت بكثرة اليوم، كان لها التأثير الأكبر علي نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة، وذلك بسبب تمكن الجميع من الدخول إلي هذه المواقع والأخذ برأي أي كان، وهو الأمر الذي قد يكون له أثر ولو بسيط علي عملية اختيار المرشح.

0 مشاركات:

إرسال تعليق