كتاب جديد عن الاستثناء الإسرائيلي

Tweet

ـ صدر في أواسط أيلول/ سبتمبر الجاري كتاب جديد بعنوان 'الاستثناء الإسرائيلي: الصهيونية ومنطق زعزعة الاستقرار'.

يقع الكتاب في 272 صفحة من القطع المتوسط، وقد صدر عن دار النشر Palgrave Macmillan وهي دار مرموقة للنشر، خاصة في مجال نشر الأعمال الأكاديمية، وتنتشر فروعها في بريطانيا والولايات المتحدة، وكافة الدول الأوروبية.

الكتاب من تأليف شهيد علاّم، وهو اقتصادي ومؤرخ وشاعر، يشغل في الوقت الحاضر منصب أستاذ الاقتصاد في جامعة نورث ويسترن في بوسطن في الولايات المتحدة. وللمؤلف اهتمامات متنوّعة تشمل الاقتصاد وقضايا الفقر، كما أصدر في الآونة الأخيرة كتابا بعنوان 'الوقوف في وجه الاستشراق الجديد'، وتُنشر مقالاته في كبريات الجرائد والمجلاّت المتخصصة الأميركية والبريطانية.

وفي كتابه الجديد عمّا يطلق عليه تسمية الاستثناء الإسرائيلي، يحاول علاّم فهم وتفسير لماذا تُعتبر إسرائيل حالة استثنائية في العالم، وهذا يقوده إلى تأمل الصهيونية نفسها كتاريخ، وأيديولوجيا، إضافة إلى كونها مشروعا في السياسة.

يتكوّن الكتاب من ثلاثة أقسام تضم بدورها فصولا مختلفة. في القسم الأوّل يفسّر معنى الاستثناء الإسرائيلي، ويعالج التنويعات المختلفة لحالة الاستثناء، ومصادرها. ويحلل في القسم الثاني الجانب المزعزع للاستقرار في منطق الصهيونية، وتاريخها العنيف، إضافة إلى هويتها كحركة خلاصية علمانية.

وفي القسم الثالث، يعالج العلاقة الخاصة بالغرب، وكيف تحوّلت إسرائيل من عبء إلى مصلحة، وحرب حزيران (يونيو) وما تلاها، إضافة إلى النفوذ الكبير لجماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل. وفي الختام يقدّم خلاصة عامة لكل ما سبق.

نقطة الانطلاق لديه تتمثل في تحليل وفهم كيف أن جماعة من الصهاينة اليهود في أوروبا أواخر القرن التاسع عشر، وضعوا نصب أعينهم مهمة إنشاء دولة يهودية في فلسطين، لحل مشكلة اليهود في أوروبا، رغم أن هؤلاء لم يكونوا أمة بالمعنى الحديث للكلمة. وفي هذا السياق كان عليهم السيطرة على فلسطين عن طريق الاستيطان، وإقناع الدول الغربية بتبني مشروعهم الكولونيالي.

ويلاحظ علاّم أن نجاح الصهيونية كان مشروطا بوجود أعداء لها، لذلك كان المعادون للسامية في الغرب هم الطرف الذي يمد الصهيونية بأسباب النجاح. والمأساة، في نظر علاّم، أن محاولة حل مشكلة الوجود الإشكالي ليهود أوروبا في الشرق الأوسط، خلقت حقلا جديدا للصراع بين الشرق والغرب.

وهذا ما لفت انتباه الكاتب والصحافي المعروف جون بيلغر في معرض تعليقه على الكتاب، 'فهذا الكتاب جدير بالقراءة لأنه يصف بحاسة تاريخية عالية لماذا تنطوي حملة الغرب والصهاينة في الوقت الحالي على أخطار نحتاج جميعنا لفهمها، وبأسرع ما يمكن'.

أما مجلة السياسة الخارجية الأميركية فعقّبت على الكتاب بالقول 'يكتب علاّم مدفوعا بالتصميم الحاد ووجهة نظر أخلاقية تعارض الظلم الناجم عن الصهيونية ومنطقها، ووجهة النظر هذا ما تزال، للأسف، عرضة للتهميش في أميركا الشمالية'.