مايكروسوفت تقتحم سوق الهواتف الذكية



بشير سليمان
هي نقطة تحول رئيسية بالنسبة لشركة مايكروسوفت العملاقة، التي لم تتردد في استثمار مئات الملايين من الدولارات في اطلاق «ويندوز 7»، نظام التشغيل الجديد للهواتف الذكية.
ولأيام خلت اغتنم الرئيس التنفيذي لــ «مايكروسوفت ستيف بالمر، فرصة وجوده في باريس للاجتماع مع المشغلين. وعرض رؤيته المستقبلية واستراتيجية الشركة، ووجد تأييداً كبيراً لاطلاق «ويندوز 7» لا يقل عن التأييد الذي لاقته «اكس بوكس» بحسب رئيس قسم التسويق في فرنسا نيقولا بوتي.
المخاطرة كبيرة، وعلى «مايكروسوفت» ان تلحق بشركتي «ابل» و«غوغل» التي تمكنت من احتلال المركز الثاني عالمياً في غضون 3 سنوات.
وبالاضافة الى ذلك فان سرعة الانترنت عبر «الموبايل» ستتجاوز سرعة الانترنت الثابت. وقد اجتذب الهاتف المحمول اكثر من 5 مليارات مستخدم حول العالم في حين حصل جهاز الكمبيوتر على 1.5 مليار من المستخدمين.
ستيف بالمر، اكد بأن «ويندوز 7» سيمثل ثورة في عالم مستخدمي الهواتف الذكية منذ لحظة اطلاقه. وسيستخدم «ويندوز 7» في خمس الى ست انواع من الهواتف الذكية ابرزها: سامسونغ، اتش تي سي، ال جي، دل. ويقول نيقولا بوتي: عشرات الاجهزة ستكون متاحة بحلول نهاية 2010.
ويذكر ان شركة «ال جي» الكورية الجنوبية عرضت في سبتمبر الفائت هاتفها الاول ويندوز 7. كذلك فعلت نوكيا الشركة الاولى عالمياً في عالم الهواتف الجوالة. ولابد من الاشارة الى ان رئيس العمليات التجارية في مايكروسوفت ستيفن الوب عاد رئيسياً تنفيذياً لشركة نوكيا.
يقول بعض المحللين الهواتف الذكية تمثل آخر فرصة امام مايكروسوفت في سوق الهاتف المحمول، للحاق بمنافسين تخطوها في السنوات القليلة الماضية. وقال الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت ستيف بالمر، وهو يعرض تسعة طرازات من الهواتف الجديدة في حفل في نيويورك، ان «شركته فاتها جيل بسبب هواتفها غير الجذابة»، مضيفا ان الهواتف الجديدة ستكون متاحة من 60 شركة لخدمات الهاتف المحمول في 30 دولة.

توحيد الشبكات الاجتماعية
يشكل هاتف «ويندوز 7» ثورة بكل ما للكلمة من معنى، فالشاشة تعمل باللمس مثل شاشة «الايفون»، لكنها اكبر حجما - كما اظهر العرض التقديمي - تستخدم ازرار لمس كبيرة لاجراء المكالمات، والقيام بالاتصال وكذلك لتصفح الانترنت او لشراء المحتوى (الالعاب، الموسيقى، والفيديو) والبريد الالكتروني وتوحيد استخدام الشبكات الاجتماعية.
ويمكن عبر ويندوز 7 ضم وجمع عدة خدمات مثل ويندو لايف، فيسبوك، تويتر، فليكر. دون الحاجة الى تنزيل التطبيقات. كما ان جميع الخدمات الاخرى التي تقدمها مايكروسوفت متوفرة مثل بينغ، اوفيس، اكس بوكس، مسنجر، زون. وشركات تصنيع الهواتف ملزمة بهذه المواصفات، كما ان البرمجيات ستكون نفسها في كل هواتف «ويندوز» وسوف تساعد على ضمان التجربة نفسها للمستخدمين. وبذلك سوف تتجنب الوقوع في تطبيقات مختلفة من جهاز الى آخر.
ويختلف «ويندوز 7» عن «آي فون» و«اندرويد» في انه يركز وظائف الهاتف المحمول حول محاور محددة بدلا من مجرد عرض قوائم بالتطبيقات امام المستخدم فقط. كما يتميز الهاتف الجديد بالاعتماد على «المربعات او البلاطات» وليس الرموز، وهو ما يتيح للمستخدم رؤية المعلومات المهمة وما يطرأ عليها من تحديث باستمرار دون الحاجة الى تشغيل برامج محددة.
ويأتي الاعلان عن الهواتف الجديدة بعد يومين فقط من اقامة مايكروسوفت دعوى قضائية ضد شركة موتورولا لانتاج الهواتف المحمولة التي تعمل بنظام اندرويد بدعوى انتهاك حقوق الملكية الفكرية، وهي الخطوة التي تؤكد حجم المنافسة الضارية بين «مايكروسوفت» و«غوغل» و «آبل» في سوق انظمة تشغيل الهواتف المحمولة.
وفي مقابلة سابقة مع صحيفة وول ستريت جورنال، قال بالمر ان الشركة «خرجت من احدى دورات» الهاتف المحمول، لكن «ويندوز فون 7» سيمكنها استعادة حصتها من هذه السوق.

التحدي
التحدي الذي تواجهه «مايكروسوفت» واضح، فحصتها السوقية وصلت الى %29 من أنظمة تشغيل الهواتف المحمولة في جميع انحاء العالم في عام 2008، وهي حاليا بالكاد تتعدى %5. لقد عانت «مايكروسوفت» كثيرا بعد ظهور موجة «الايفون» و«اندرويد فون»، وفي هذا الشأن يقول المحلل المالي نيل ماوستون: «ويندوز 7 ينبغي أن يساعد مايكروسوفت على زيادة حصتها السوقية في عام 2011. لكن لم يتمكن من القضاء على الايفون».
وينقسم الخبراء حول فرص نجاح «مايكروسوفت» في طرحها الجديد في مجال الهواتف الذكية ووفقا لكارولينا ميلانيسي المحللة في شركة غارتنر: مايكروسوفت بحاجة الى بناء نموذج اقتصادي لاجتذاب الأفراد، وكذلك المصنعين. فهذه الأخيرة عمدت الى بيع المصنعين نظام التشغيل، في حين ان اندرويد وغوغل وسيمبيان من نوكيا، قدمت نظام التشغيل للمصنعين من دون مقابل، لكن بعد ذلك مايكروسوفت ستتولى بنفسها ادارة جميع اصدارات نظام التشغيل الجديد، وهو ما يشكل فورة كبيرة لمصنعي الهواتف النقالة.
طوال تاريخها لم تكن مايكروسوفت رائدة «الثورات الكبرى»، لكنها بعد ذلك تمكنت من ان تسيطر وتسود في مجال الانترنت والالعاب، وهي تعمل ايضا على اللحاق بمحرك البحث غوغل عبر محركها الخاص (بينغ).

0 مشاركات:

إرسال تعليق