كتاب جديد عن جرائم الحرب والطابور الخامس

صدر، في الآونة الأخيرة، عن دار Clarity Press للنشر في الولايات المتحدة كتاب جديد بعنوان 'جرائم الحرب في غزة والطابور الخامس الصهيوني في أميركا'. يقع الكتاب في 132 صفحة من القطع المتوسط، ويتكون من خمسة أقسام إضافة إلى المقدمة والخاتمة.

مؤلف الكتاب، جيمس بيتراس، أستاذ علم الاجتماع في جامعة بنغهامتون في نيويورك، وفي رصيده 64 كتابا في موضوعات مختلفة، تُرجم بعضها إلى 29 لغة، إضافة إلى مئات المقالات في كبريات الصحف والدوريات الأميركية.

نال بيتراس العديد من الجوائز تقديرا لأعماله. ومن بين أعماله التي نالت تصريحا من الناشر الأصلي للنشر باللغات اليابانية، والألمانية، والإيطالية، والاندونيسية، والتشيكية، والعربية، الكتب التالية: 'قوة إسرائيل في الولايات المتحدة'، 'الحكّام والمحكومون في الولايات المتحدة'، ومن بين كتبه الأخرى 'الصهيونية، والنـزعة العسكرية، وتدهور قوّة الولايات المتحدة'، و'كساد عالمي وحروب إقليمية'.

في كتابه الجديد يقدّم بيتراس مُلخصا لتقرير غولدستون، لأن التقرير يمثل في نظره: أهم دراسة منهجية ومفصّلة لانتهاكات إسرائيل للقانون الدولي في حربها ضد الشعب الفلسطيني، وكذلك نجاح التقرير في لفت أنظار قطاعات واسعة من الرأي العام العالمي، علاوة على ما أثاره من استنكار في أوساط معظم قادة الدول في العالم.

ومع ذلك وقفت المنظمات اليهودية الرئيسة في الولايات المتحدة ضد التقرير، وهذا يدل في نظر بيتراس على تجاهلها الصارخ لموضوع حقوق الإنسان، ويدل من ناحية ثانية على حجم ما تمارسه من نفوذ على سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. فالكونغرس الأميركي أدان التقرير، وكذلك فعل البيت الأبيض.

عزز بيتراس موجز التقرير بشهادات وأمثلة وصور تفسّر وتبرر ردة الفعل التي أثارتها أعمال إسرائيل في العالم، ومن بينها حملة تدعو للمقاطعة وفرض عقوبات نظمها نشطاء في مجال حقوق الإنسان، ونقابيون، وجماعات أخرى، بما فيها شخصيات وجمعيات يهودية في إسرائيل والولايات المتحدة.

من ناحية أخرى، يشير بيتراس إلى أن ما جاء في تقرير غولدستون يحيل إلى تاريخ طويل من الجرائم التي تم تجاهلها، والتي تجدر العودة إليها، والتذكير بها، خاصة في الرد على الليبراليين الصهاينة في أميركا، الذين يتهمون الآخرين 'باستهداف' إسرائيل.

ففي أوساط اليسار الأميركي غالبا ما تتم إدانة كافة أعمال الحرب والتعذيب أينما وقعت، وهذا الموقف، في نظر بيتراس، محاولة للتغطية على الفظائع التي ارتكبها الإسرائيليون، خاصة في زمن إنشاء الدولة.

وفي هذا السياق، فإن إسرائيل هي صاحبة أعلى رصيد في العالم من حيث عدد البلدات والقرى التي أخضعتها للتطهير العرقي، وعدد الأشخاص الذين طردتهم وحوّلتهم إلى لاجئين، وعدد البيوت التي هدمتها، والمدنيين الذين وضعتهم في السجون.

علاوة على ذلك، فهي صاحبة أعلى رصيد من حيث عدد المرّات التي مارست فيها الولايات المتحدة حق النقض في مجلس الأمن لحمايتها (يزيد العدد عن مائة مرّة).

وفي فصول لاحقة يحلل بيتراس القوة الاقتصادية والسياسية والثقافية لكبريات المنظمات اليهودية الأميركية، بما فيها لوبي الضغط المسمى إيباك. ولكن، وعلى الرغم من قوّة النفوذ وحجم التأثير، يخلص إلى أن تقرير غولدستون فتح أعين العديد من اليهود الشباب في الولايات المتحدة، الذين ترددوا من قبل في انتقاد السياسة الإسرائيلية، وفي الوقت نفسه دفع مناصري إسرائيل إلى التصرف بنوع من العصبية والطيش للنيل من الرئيس أوباما لمجرد أنه اختلف مع نتنياهو بشأن مصادرة الأراضي في القدس العربية.

ــ

0 مشاركات:

إرسال تعليق