نضال حسن ضابط قاعدة «فورت هود» يرفض الفحص النفسي

وسط نقاش ما إذا كانت دوافعه دينية أم نفسية

نضال حسن (رويترز)
واشنطن: محمد علي صالح
أكد أمس محامي الأميركي – الفلسطيني، الضابط العسكري نضال حسن، الذي أطلق النار داخل قاعدة «فورت هود» العسكرية في تكساس، وقتل 13 شخصا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أن موكله رفض «اختبار سلامته العقلية»، كما كان طلب ممثل الادعاء.

وقال المحامي جون غاليغان لتلفزيون «سي إن إن» إن ثلاثة أطباء من القسم النفسي العسكري حضروا إلى السجن الذي فيه نضال، لكن رفض نضال التعاون معهم. واضطروا لأن يغادروا من دون الكشف عليه.

وكانت «سي إن إن» حصلت على نسخة من مذكرة من الضابط المشرف على قضية حسن وتقديمه للفحص الطبي «دون أي تأخير». وقال غاليغان، محامي حسن، إنه طلب من موكله عدم التحدث إلى أي جهة قد تخضعه لاختبار من هذا النوع. واعتبر أن هذه الدعوة هدفها «التشويش» على جهوده للتحضير لمرافعته الدفاعية.

وتتناقض المذكرة مع ما سبق أن أعلنه الضابط المشرف على صحة حسن عندما أكد عدم رغبته في إجراء فحوصات لحسن.

وكان حسن نفسه يعمل طبيبا نفسيا في قاعدة «فورت هود» قبل أن يقوم بإطلاق النار على الجنود داخل القاعدة، مما أدى لمقتل 13 شخصا وإصابة 31 آخرين بجراح.

وقال مراقبون في واشنطن إن للفحص النفسي المطلوب صلة بجدل قانوني وديني وسط القانونيين العسكريين حول دوافع حسن عندما ارتكب جريمته. وبينما قال قانونيون عسكريون في تقرير إلى الكونغرس إن دوافع حسن نفسية، اعترض آخرون داخل وخارج القوات المسلحة وقالوا إن دوافعه دينية.

وأشار الأخيرون إلى أن حسن كان طلب استشارة قانونية وشرعية من أحد رجال الدين، عبر البريد الإلكتروني، وهو أنور العولقي اليمني الأصل، الذي وضعته واشنطن على قائمة المطلوبين. وأن العولقي أقر لاحقا بأن حسن «كان يسأل عن قتل الجنود الأميركيين، وما إذا كان ذلك شرعيا أم لا». وأن العولقي أكد أنه أيد العملية لأنها استهدفت جنودا قال إنهم كانوا مجهزين ويتهيأون للانطلاق «لقتال وقتل المسلمين المستضعفين وارتكاب جرائم في أفغانستان»، مشيرا إلى أنه عمل عسكري «داخل أميركا ولا خلاف عليه». غير أن آخرين قالوا إن شهادة العولقي «نظرية» حتى إذا كانت دينية، وأن العولقي نفسه قال ما معناه أنه قام بما سماه «التوجيه الفكري»، وليس تحريضا على القتل. وقال هؤلاء إن هذا يعني أن حسن، نفسيا، قرر أن يقوم بما قام به. ولهذا، لا بد من فحصه نفسيا.

وكتبت أمس صحيفة «دالاس مورننغ نيوز» أن الأطباء النفسيين كانوا يعملون وفق تقرير رفعوه إلى وزير الدفاع وإلى الكونغرس.

ورغم أن حسن رفض الفحص الطبي، قالت الصحيفة إن متحدثا باسم قاعدة فورت هود كرر أن الأوامر العسكرية هي «المضي قدما من دون تأخير». وقال مراقبون في واشنطن إن كلمة «الله أكبر» ستكون جزءا مهما في هذه المداولات، وذلك لأن شهودا شهدوا بأن حسن كان يصيح «الله أكبر» قبل فتح النار على زملائه الجنود. وقال بعض الزملاء وغيرهم ممن عرفوا حسن إنه «مسلم متدين بشكل مكثف». وإنه يفسر القرآن «تفسيرا حرفيا». وإنه كان يؤمن بأن العمليات العسكرية الأميركية في العراق وأفغانستان هي «حرب على الإسلام».

0 مشاركات:

إرسال تعليق