«القوات اللبنانية» تتهم عون بتحريض حزب الله على ضرب المناطق المسيحية

مؤسس التيار السلفي: لن نبقى متفرجين إذا تم الاعتداء على أهل السنة في لبنان

الرئيس اللبناني ميشال سليمان لدى استقباله وزير خارجية بيرو انطونيو غارسيا في قصر بعبدا أمس (أ.ف.ب)
بيروت: يوسف دياب
لا يزال القلق جاثما على صدور اللبنانيين في ظل ارتفاع منسوب التصريحات التي تنذر بحرب أهلية جديدة في لبنان إذا ما صدر القرار الظني في قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، وتزايد الحديث عن تسلح الكثير من المجموعات اللبنانية تحسبا للمواجهة المحتملة. ويبدو أن هذه المخاوف لم توفر أي منطقة أو طائفة أو مدينة باعتبار أن السيناريوهات المتداولة تأخذ في الحسبان انتشار رقعة الاشتباكات والمعارك في كل المناطق، باستثناء تلك التي تعتبر مقفلة بحكم وقوعها بالكامل تحت نفوذ وسيطرة قوى محددة، وبالتزامن مع الاتهامات المتبادلة بين مختلف القوى بالتسلح، لا سيما بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، التي اتهم نائبها أنطوان زهرا رئيس تكتل التغيير والإصلاح، النائب ميشال عون بـ«تحريض حزب الله على ضرب المناطق المسيحية»، بزعم أن «(القوات اللبنانية) تتسلح لملاقاة إسرائيل في لبنان»، وبرز موقف مستجد للحركة السلفية في لبنان عبر مؤسسها الشيخ داعي الإسلام الشهّال، الذي حض على التهدئة، لكنه حذر قائلا «لن نقف مكتوفي الأيدي ومتفرجين إذا تم الاعتداء على البلد وأهل السنة على وجه الخصوص».

ومع تزايد الخوف من أن تتحول المناطق الشمالية إلى مسرح للعنف المسلح بعد الحديث عن حركة تسلح لفريقي الأكثرية والمعارضة، نفى عضو كتلة المستقبل، النائب أحمد فتفت، ما تروجه بعض القوى التابعة لحزب الله عن استقدام سلاح من مصر وغيرها لصالح الموالاة. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا الكلام عار عن الصحة جملة وتفصيلا، لأننا ضد مبدأ استخدام السلاح، وحتى لو كان لدينا سلاح لا يمكن أن نستخدمه على الإطلاق». ولفت إلى أن «هناك الكثير من الأطراف المسلحة والتي تعزز تسلحها في الشمال بحجة مساندتها للمقاومة، مثل حركة التوحيد وجبهة العمل الإسلامي والحزب السوري القومي الاجتماعي وجماعة رفعت عيد، وهؤلاء برزوا بشكل علني في السابع من مايو (أيار) 2008، وربما يستعدون لجولة جديدة». وعما إذا كان ثمة تنسيق بين تيار المستقبل والجماعة السلفية في الشمال، قال فتفت «لا يوجد أي تواصل تنظيمي بيننا وبينهم باستثناء بعض العلاقات الاجتماعية»، وردا على سؤال أوضح أن «السلاح الموجود مع السلفيين لا يعدو كونه سلاحا فرديا موجودا في كل بيت لبناني»، وختم قائلا «لن نلجأ إلى الشارع ولا إلى السلاح، وسندافع عن حقنا بالسياسة والكلمة والموقف».

ودعا عضو كتلة المستقبل النائب محمد كبارة إلى «مزيد من اليقظة والحذر لكشف المتآمرين على طرابلس الذين يعملون لزرع الفتنة فيها وإحباط خطتهم»، مشددا على «ضرورة قيام القوى الأمنية بواجباتها في حماية المواطنين ومنع العابثين من تحقيق أهدافهم، والضرب بيد من حديد على يد كل من تخول له نفسه محاولة التلاعب بأمن طرابلس واستقرارها». وقال «نتابع منذ فترة ما يتردد في وسائل الإعلام ونقلا عن بعض السياسيين من تلك الأخبار المدسوسة، التي تتحدث عن حصول تسلح، وعن وضع أمني خطير في مدينة طرابلس والشمال، وهو ما ترك مخاوف بين الناس من أن تكون عاصمة الشمال عرضة لمشكلات أمنية تتكرر فيها المآسي التي تصيب المواطنين والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في المدينة». وأضاف «لقد دفعتنا تلك المخاوف إلى المبادرة لعقد اجتماعات مكثفة مع الكثير من قيادات المدينة ومع مسؤولي القوى السياسية من مختلف الاتجاهات، حتى تلك التي نختلف معها سياسيا، وشددنا على ضرورة حماية المدينة من أي اختراق أمني يهدد استقرارها وأمنها ووحدة أبنائها بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو الطائفية». وأشار كبارة إلى أن «الجيش اللبناني الذي اتخذ إجراءات مكثّفة في مختلف مناطق وأحياء المدينة معني بقمع أي عبث أمني ترجمة للتوجهات التي شدد عليها قائد الجيش العماد جان قهوجي، والتي تركت اطمئنانا إلى أن الجيش سيقوم بدوره في حماية السلم الأهلي».

من جهته، شدد مؤسس التيار السلفي في لبنان داعي الإسلام الشهال على أن «التيار السلفي في طرابلس ليس لديه أي حالة تسلح، ولديه كامل الاستعداد للرقابة والدعوة إلى التهدئة»، داعيا الأجهزة الأمنية المختصة إلى أن «تقوم بواجباتها في حفظ الأمن»، متمنيا أن «يوفق أصحاب القرار السياسي في حفظ الأمن والاستقرار». ولفت إلى أن «هناك من له مصلحة من (بعض الصغار) في توتير الأجواء من أجل تحسين الشروط أو تحقيق بعض المكاسب المهمة»، وقال «نأمل ألا تفلت الأمور إلى حد كبير، نحن من دعاة التهدئة لكن لا نستطيع أن نبقى متفرجين إذا حصل اعتداء على أمن البلد أو على طرابلس وعلى أهل السنة على وجه الخصوص».

أما في الجانب المسيحي فقد جدد عضو تكتل التغيير والإصلاح، النائب نبيل نقولا، التأكيد على وجود تسلح في لبنان، غامزا من قناة «القوات اللبنانية». وقال «نحن ضد التسلح، ومخابرات الجيش لديها معلومات حول من يتسلح، فنحن نطالب بانقلاب على الفساد وليس على المؤسسات، لأننا مع الدولة ومع المؤسسات». ورد أمس عضو كتلة القوات اللبنانية النائب أنطوان زهرا، على توصيف النائب ميشال عون لـ«القوات اللبنانية» بأنها ميليشيا، فلفت إلى أن «الميليشيا المسلحة الوحيدة في لبنان هي حزب الله»، وأبدى زهرا أسفه لـ«اعتبار رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال أن (القوات اللبنانية) تتسلح من أجل ملاقاة إسرائيل في لبنان». وأكد أن «الأجهزة الأمنية تعرف أن (القوات) تبتعد عن كل ما يولد النميمة والتسلح»، وقال «نحن في مرحلة، العماد عون يحرض فيها حزب الله على ضرب المناطق المسيحية، خصوصا (القوات اللبنانية)، لإعادة تعويمه». وشدد على أن «(القوات اللبنانية) أخذت خيار الطائف، وكل الناس يعرفون، والأجهزة الأمنية أيضا، أن (القوات) تمارس قناعتها الواقعية وهي بناء الدولة والمؤسسات»، مشيرا إلى أنه «في المقابل هناك متطوعون لتخريب الهيكل في محاولة ليعوموا مجددا». واعتبر «أن عون يعرف جيدا أن شعبيته في تراجع مستمر، وهذا ظاهر من خلال الجولات التي يقوم بها».

0 مشاركات:

إرسال تعليق