بيروت تمنع طائرة ليبية وطرابلس ترد بالمثل

الطيران اللبناني
بدأ ليبيون داخل البلاد وخارجها الجمعة محاولة لتشكيل إطار سياسي قادر على قيادة البلاد في مرحلة انتقالية، وفق ما أكدته مصادر على صلة بالملف لـCNN، مضيفة أن هذا الإطار سيتولى في الفترة المقبلة إدارة ما جرى وصفه بـ"المقاومة" الداخلية لنظام العقيد معمر القذافي، والإشراف الخارجي على التمثيل الدبلوماسي لطرابلس.
وبحسب المصدر الذي يتابع المشاورات الداخلية بين أطراف المعارضة الليبية، فإن الإطار سيشدد على الوحدة الوطنية بين كافة أطراف المجتمع الليبي.
وتابع المصدر: "هذا الإطار الوطني سيكون مخولاً التحدث إلى التحدث إلى العالم باسم ليبيا، وسيتولى التنسيق بين السفارات الليبية في الخارج."
وفي سياق متصل، قالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن طائرة تابعة لشركة "طيران الشرق الأوسط"، الناقل اللبناني الرسمي، ألغت رحلتها التي كان من المفترض أن تتوجه إلى ليبيا لاجلاء عدد من الرعايا اللبنانيين من هناك، وذلك بسبب "عدم إعطاء السلطات الليبية المختصة إذن الهبوط في ليبيا."
ويأتي القرار الليبي بعد يومين من إعلان بيروت عن رفضها لهبوط طائرة ليبية في مطارها، بعد أن امتنع الطيار عن كشف هوية الركاب لبرج المراقبة اللبناني.
وفي الأمم المتحدة، قالت البعثة الفرنسية إنها ستطالب مجلس الأمن في الجلسة التي سيعقدها لمتابعة الأوضاع في ليبيا الجمعة فرض حظر كامل على تصدير الأسلحة إلى طرابلس ووضع حزمة من العقوبات موضع التنفيذ ضد نظام القذافي.
كما ذكرت البعثة الفرنسية أنها ستدعو المحكمة الجنائية الدولية إلى النظر في الأحداث الجارية على الأراضي الليبية، وتحديد ما إذا كان العنف الجاري هناك على المدنيين يخضع لصلاحياتها باعتباره "جرائم ضد الإنسانية."
هذا وأكد أطباء عاملون في مستشفى ميداني أقامه المحتجون بميدان "الشهداء" في مدينة "الزاوية"، قرب العاصمة الليبية طرابلس، أن الهجمات التي شنتها قوات موالية للزعيم الليبي معمر القذافي، خلال الساعات القليلة الماضية بالمدينة، أسفرت عن سقوط 17 قتيلاً ونحو 150 جريحاً.
وتوقع الأطباء، في تصريحات لـCNN في وقت مبكر من صباح الجمعة، ارتفاع عدد الضحايا مع حلول ساعات الصباح، مشيرين إلى أن الأوضاع تبدو هادئة في مدينة "الزاوية"، التي تبعد حوالي 50 كيلومتراً إلى الغرب من طرابلس، والتي أفادت تقارير سابقة بأنها أصبحت تحت سيطرة المحتجين المناوئين لنظام القذافي.
وأفاد الأطباء، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، بأن المحتجين تمكنوا من اعتقال ستة جنود من أفراد الكتائب الموالية للحكومة الليبية، حيث ذكروا بأنهم تلقوا أوامر تفيد بأن "مدينة الزاوية سقطت في أيدي مليشيات عربية"، وأن وظيفتهم هي "تحرير" المدينة.
وكانت تقارير من قوى المعارضة وشهود عيان قد أشارت، في وقت سابق الخميس، إلى سيطرة المحتجين على مدينة "مصراتة"، ثالث أكبر مدن البلاد بعد طرابلس العاصمة وبنغازي، وإحدى أكبر التجمعات السكانية غربي البلاد، وهي المنطقة التي كانت حتى الأيام الماضية ما تزال خاضعة لسيطرة القذافي.
وبحسب قيادات من المعارضة تحدثوا لـCNN، فإن المحتجين "تمكنوا من طرد المرتزقة" وإخضاع المدينة، الواقعة على بعد 200 كيلومتر من طرابلس، إلى سيطرتهم.
وكانت مناطق غربي البلاد قد ظلت بشكل كبير في قبضة القذافي، الذي فقد منذ الأيام الأولى للاحتجاجات الشعبية، سيطرته على الأجزاء الشرقية من ليبيا.
ولا يمكن لـCNN تأكيد الأخبار بشكل مستقل في العديد من المناطق الليبية، خاصة وأن الحكومة الليبية لم ترد على طلب الشبكة لإدخال المراسلين إلى أراضيها، وقد تمكنت CNN خلال الأيام الماضية من التحدث إلى العديد من شهود العيان داخل البلاد.
من جهته، كرر الزعيم الليبي معمر القذافي اتهامه للمحتجين في ليبيا بتعاطي حبوب الهلوسة والمخدرات، وأن زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، يقف وراء الاضطرابات التي تشهدها الدولة العربية الواقعة في شمال أفريقيا، والتي أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى.
وشدد القذافي مجدداً، في كلمة عبر الهاتف للتلفزيون الليبي الرسمي الخميس، على أنه لن يتخلى عن السلطة، قائلاً، إنه لن يحدث أبداً في ليبيا ما حدث في كل من تونس ومصر، في إشارة إلى تخلي كل من الرئيسين زين العابدين بن علي، وحسني مبارك، عن السلطة، بعد احتجاجات شعبية حاشدة مناوئة لنظاميهما.
إلى ذلك، أعلن السفير الليبي لدى المملكة الأردنية، محمد حسن البرغثي، استقالته من منصبه، في مؤتمر صحفي نقلته وسائل الإعلام ومحطات التلفزة المختلفة مباشرةً.
وقال البرغثي، الذي كان يتحدث بالعاصمة الأردنية عمان، إنه يترك منصبه للعودة إلى "مكانه الطبيعي"، إلى جانب الشعب الليبي، في وجه نظام العقيد القذافي، الذي يحكم البلاد منذ ما يقرب من 42 عاماً.
وصرح السفير الليبي لـCNN بالعربية عبر الهاتف من عمان، قائلاً: "تقدمت باستقالتي احتجاجاً على الأوضاع المأساوية التي تحدث في ليبيا"، واصفاً الحالة في بلاده بأنها "أمر لا يصدقه عقل بشري، وشيء مأساوي جداً."
وبذلك ينضم السفير الليبي بالأردن إلى العشرات من السفراء والدبلوماسيين الذين أرسلوا خطابات استقالاتهم إلى وزارة الخارجية، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الأمنيين والعسكريين، الذين تركوا مناصبهم ووظائفهم وأعلنوا انضمامهم للثوار.

0 مشاركات:

إرسال تعليق