24 قتيلاً ضحايا الاحتجاجات في ليبيا




تفاقمت حصيلة عمليات الاحتجاج التي تهز ليبيا منذ الثلاثاء الماضي، لتبلغ 24 قتيلاً على الأقل، بحسب منظمة “هيومن رايتس ووتش” التي اتهمت السلطات بإطلاق الرصاص الحي على متظاهرين “مسالمين” في حين توعد النظام المتظاهرين بـ”رد صاعق”. غير أن مجموعات المعارضة ذكرت أن عدد القتلى بلغ 45 شخصاً في الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن التي جرت في ما سمي بـ”يوم الغضب” الذي نظمته المعارضة أمس الأول. وأكد مصدر طبي في بنغازي مقتل 14 شخصاً بالمناوشات والمواجهات التي شهدتها ثاني أكبر المدن الليبية، الأمر أكده رمضان البريكي رئيس تحرير صحيفة “قورينا” ومقرها بنغازي، موضحاً لفرانس برس أن صحيفته حاولت نشر هذه الحصيلة على موقعها إلا أن “خللاً فنياً” حال دون ذلك في إشارة إلى حجب المواقع الالكترونية. وذكر سكان بنغازي أمس، أن قوات الجيش حلت محل الشرطة في المدينة، ما ينذر بمزيد من أعمال العنف ضد المحتجين.
وأفاد مصدر ليبي أمس، أن 14 شخصاً على الأقل، لقوا مصرعهم منذ الأربعاء الماضي في تظاهرات مناهضة للنظام بمدينة البيضاء شرق ليبيا، وذلك في ارتفاع كبير للحصيلة السابقة التي تحدثت عن سقوط قتيلين فقط. وقالت جماعتان ليبيتان في المنفى أمس إن المحتجين المناهضين للنظام الزعيم سيطروا على البيضاء بعد أن انضم لهم بعض أفراد الشرطة المحلية.
وقال موقع المعارضة “ليبيا اليوم” والنشطاء على موقع تويتر إن الاشتباكات مع قوات الأمن وقعت في المدينتين الشماليتين على الساحل الليبي (بنغازي والبيضاء) حيث تحولت مراسم تشييع الجنازات إلى احتجاجات عقب صلاة الجمعة أمس. وبدورها، أعلنت الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا”المعارضة أمس، أن اثنين من المحتجين قتلا بالرصاص في مدينة القبة شمال البلاد. ونقل راديو هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” عن شاهد قوله إن محتجين على حكم الزعيم الليبي اشتبكوا مع قوات أمن كانت مسلحة بالبنادق . 
 
وذكر نشطاء المعارضة الليبية إن الاحتجاجات الجديدة أمس، في أنحاء ليبيا تحولت إلى المزيد من أعمال العنف في الوقت الذي تم فيه تنظيم جنازات للقتلى واكبتها مسيرات احتجاج. كما أفاد مصدر ليبي آخر رافضاً الكشف عن هويته “قتل 14 مدنياً في مدينة البيضاء”، مبيناً أن بين القتلى متظاهرين وكذلك أنصارا للنظام، وأكد أن موظفين في اللجان الثورية قتلوا في مقار هذه اللجان. وأشار أيضاً إلى أن عناصر من قوى الأمن قتلوا أيضاً دون التمكن من تحديد عددهم.
وقالت هيومن رايتس في بيان أمس، نقلاً عن شهود، إن 24 متظاهراً على الأقل قتلوا وأصيب عشرات آخرون إثر اطلاق قوات الأمن الليبية الرصاص الحي على “التظاهرات السلمية”. من ناحيتها، نقلت صحيفة “اويا” الليبية القريبة من سيف الإسلام القذافي، على موقعها الالكتروني أمس، أن متظاهرين شنقوا رجلي أمن في مدينة البيضاء الليبية الواقعة على بعد 200 كلم شرق بنغازي، بينما أفاد شهود عن قيام متظاهرين بحرق مقر الإذاعة في بنغازي نفسها.
ونقلت الصحيفة أنه “تم شنق رجلي أمن بعد أن تمكن المتظاهرون في البيضاء من القبض عليهما أثناء محاولة تفريق التظاهرات التي تشهدها المدينة منذ الأربعاء”
كما أفادت الصحيفة أيضاً أن “عدداً من المتظاهرين في بنغازي تمكنوا من الوصول إلى المدير الإداري لمستشفى الجلاء وسط المدينة حيث كان يعالج عقب إصابته في التظاهرات، فقاموا بقتله والتمثيل بجثته وتقطيعها”. ولم تحدد الصحيفة تاريخ وقوع الحادثين لكنها نقلت أنه تم ظهر أمس تشييع 20 قتيلاً في بنغازي لقوا حتفهم خلال تظاهرات جرت مساء أمس الأول، كما أعلنت أنه تم تشييع 5 قتلى في مدينة درنة شرق بنغازي في حين “تم التحفظ على جثتين” في المدينة نفسها. وهددت حركة اللجان الثورية معقل الحرس القديم في ليبيا، أمس، برد “عنيف وصاعق” على المتظاهرين “المغامرين” في ليبيا، وقالت إن المساس بالخطوط الحمراء “انتحار ولعب بالنار”.
وقالت الحركة في افتتاحية صحيفتها “الزحف الأخضر” أمس، “إن أي مغامرة من تلك الشراذم المنبطحة، فإن هذا الشعب الأبي والقوى الثورية الشريفة سيكون ردهم عليها عنيفاً وصاعقاً”.
وأضافت أن “سلطة الشعب والجماهيرية والثورة والقائد معمر القذافي جميعها خطوط حمراء، ومحاولة تجاوزها أو الاقتراب منها انتحار ولعب بالنار، وقد اعذر من انذر”، متوعدة المتظاهرين بأنه “عندها لن تنفعهم أميركا ولا الغرب ولا قناة الجزيرة المأجورة”.
من جهتها، اعتبرت المسؤولة عن قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس سارة واطسون أن “الاعتداءات الهمجية التي شنتها قوات الأمن على متظاهرين مسالمين تكشف حقيقة وحشية تعامل النظام مع أي حركة اعتراض داخلية”. وأضافت المنظمة التي تدافع عن حقوق الإنسان أن مئات “المتظاهرين السلميين” نزلوا إلى الشوارع في البيضاء وبنغازي ودرنة واجدابيا (شرق) وزنتان (غرب) أمس الأول، مؤكدة أنه “بحسب العديد من الشهود فقد أطلقت قوات الأمن الليبية النار على المتظاهرين وقتلتهم لتفريق التظاهرات”. وأوضحت أن أعنف الصدامات وقعت في مدينة البيضاء (1200 كلم شرق طرابلس)، مشيرة إلى أن الطاقم الطبي في مستشفى المدينة طلب الخميس نحو الساعة 13,00 المزيد من التجهيزات وقال إنه لم يعد قادراً على استيعاب المزيد من الجرحى بعد تدفق 70 مصاباً من المتظاهرين نصفهم في حالة حرجة بسبب إصابات بالرصاص.
وقال متظاهر مصاب في البيضاء لهيومن رايتس إنه اضطر لانتظار دوره في وحدة العناية المركزة، قائلاً إن قوات الأمن قتلت 16 شخصاً في هذه المدينة وأصابت عشرات آخرين. وبحسب هذا الشاهد، فإن قوات الأمن ورجالاً مسلحين باللباس المدني اطلقوا الرصاص الحي على المحتجين. وتجمع المتظاهرون في البيضاء لتشييع متظاهرين قتلوا الأربعاء الماضي، وتوجهوا إلى مبنى قوات الأمن على وقع هتاف “يسقط النظام” و”معمر القذافي ارحل”، وقد صور بعض المتظاهرين جانباً من التظاهرات بكاميرات هواتفهم الخلوية.
وفي بنغازي التي تعتبر معقلاً للمعارضة، أفاد متظاهر أن رجالاً باللباس المدني مسلحين بمديات انضموا إلى قوات الأمن لمهاجمة المتظاهرين الذين كان بينهم عدد كبير من المحامين المطالبين بوضع دستور للبلاد. كما جرت تظاهرات في طبرق قرب الحدود المصرية حيث احرق متظاهرون مقراً للجان الثورية العمود الفقري للنظام ودمروا نصباً يمثل “الكتاب الأخضر” الذي يتضمن الأفكار والأراء السياسية للعقيد القذافي ويعتبر بمثابة دستور الجماهيرية.
وفي طرابلس تجمع المئات من أنصار الزعيم القذافي مساء أمس الأول، في الساحة الخضراء وظلوا حتى ساعة متأخرة من الليل. وعلى وقع الأهازيج والأبواق وحلقات الرقص في الساحة التي أضاءت سماءها الألعاب النارية ظهر العقيد القذافي، وسط الجموع قرابة منتصف الليل، بحسب مشاهد بثها التلفزيون الرسمي.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن “الأخ قائد الثورة قام بجولة في مدينة طرابلس حيث تدافعت جموع الشعب الليبي العظيم الحر وشبابه للالتحام به ...وسط زغاريد العائلات من شرفات ونوافذ شقق عمارات شارع عمر المختار، الذي غص هو الآخر على امتداده بالجموع”.
مقتل 3 سجناء برصاص الأمن وفرار آخرين في معتقلين بليبيا
طرابلس (أ ف ب) - قتل 3 سجناء أمس، برصاص قوات الأمن الليبية أثناء محاولتهم الفرار من سجن الجديدة في العاصمة طرابلس، كما أفاد مصدر في الأجهزة الأمنية لوكالة فرانس برس. وقال المصدر طالباً عدم الكشف عن اسمه، إن «سجناء حاولوا الفرار من سجن الجديدة، لكن الحراس تدخلوا واضطروا إلى إطلاق النار على السجناء الذين لجأوا إلى العنف». وأضاف أن «المواجهات أسفرت عن مقتل 3 من السجناء»، مشيراً إلى أن الوضع الآن «تحت السيطرة» وقوات الأمن تحاصر السجن. وكان رئيس تحرير صحيفة «قورينا» التي تصدر في بنغازي وهي مقربة من سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي، أعلن لفرانس برس في وقت سابق، أن «العديد» من السجناء فروا أمس من سجن الكويفية في بنغازي إثر حركة تمرد وقعت في السجن. وقال رمضان البريكي رئيس تحرير صحيفة «قورينا» ومقرها بنغازي «حصل تمرد في سجن الكويفية وفر العديد من السجناء»، مضيفاً أن الفارين أضرموا النار في مكتب النائب العام المحلي وفي مصرف ومركز للشرطة. وقال البريكي إن أعطالاً في شبكة الإنترنت منعت الصحيفة القريبة من سيف الإسلام، نجل العقيد معمر القذافي، من تحديث أخبارها.

0 مشاركات:

إرسال تعليق