افتتاح مهرجان الإسماعيلية يثير الشكوك حول زواج بوش ورايس

في عدة صور متباينة وآراء متضادة أنهي المخرج البريطاني «سيباستيان دوجارت» فيلمه التسجيلي "فاوست الأمريكي: من كوندي إلي نيو كوندي" والذي سعي من خلاله لتشريح وتفسير شخصية وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس، طوال 89 دقيقة، هي مدة عرض الفيلم .

وفي مشاهد النهاية، مزج دوجارت بين صورة كوندي - وهي طفلة بريئة تضحك، وصورتها وهي متجهمة محمرة العينين بعدما دخلت البيت الأبيض - وفي تناقضات شريط الصوت نسمع الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن يقول: «إن أمريكا محظوظة لأنها نالت خدمات كوندي»، وفي المقابل يقول الممثل الأمريكي شون بين: «مكان هذه المرأة هو السجن».

الفيلم الذي يثير الجدل ويطرح الكثير من الأسئلة حول فترة من أهم فترات التحول في العالم، قاد فيها المحافظون الجدد البيت الأبيض ويفتح باب الإدانة أمام الكثير من الجرائم التي ارتكبت خلال تلك الفترة، يبدأ بمشاهد للطفلة «كوندي» ابنة القس «جون رايس»، ويكشف لنا عن نشأتها وتأثير والدها عليها حيث غرس فيها الثقة بالنفس وحاول أن يبعدها عن حركات النضال التي انخرط فيها السود للحصول علي حقوقهم المدنية، فيما كانت كوندي تتعلم العزف علي البيانو، لكنها توقفت بعد سنوات عندما اكتشفت أنها لن تحقق نجاحا كبيراً في هذا المجال، فتحولت إلي دراسة العلوم السياسية علي يد البروفيسر التشيكي جوزيف كوريل والد وزيرة الخارجية الأسبق منها مادلين أولبرايت، وعلمها كوريل مقولته المفضلة «القوة هي التي تصنع التاريخ»، ودلل المخرج علي تطبيقات هذه المقولة من خلال صور متتابعة لعناوين الصحف التي تتحدث عن دور أمريكا السياسي في العالم، مثل احتلال هايتي وإعادة شاه إيران للحكم.

وفي النصف الثاني من الفيلم ظهر نوع من الانشطار، وكأن الفيلم يتحدث عن شخصية اخري، فقد رصد تحولات «كوندي» من الطفلة البريئة، وعازفة البيانو المراهقة، والشابة التي أحبت لاعب كرة قدم أمريكي، إلي صورة أخري لإمرأة متعطشة للسلطة لا يقف أمامها شيء في سبيل تحقيق طموحها السياسي، ولهذا قررت الانفصال عن خطيبها وفضلت السلطة علي الحب، وذهبت إلي واشنطن للعمل في إدارة كارتر، دون التمسك بمبادئ معينة، فقد انضمت للحزب الديمقراطي، ثم تركته إلي الجمهوري، ثم عادت إليه مرة أخري في إدارة ريجان، فقد كان هدفها الوجود في مركز السلطة بصرف النظر عن السياسات التي تحكم عمل هذه السلطة.

يرصد الفيلم مراحل دخول كوندي البيت الأبيض في إدارة بوش الأب والذي عملت معه كمستشارة للشئون السوفيتية، ثم في إدارة بوش الابن والتي كانت مرشدته فيما يتعلق بالشئون الخارجية، وقد توطدت العلاقة بينهما حتي أنها في إحدي حفلات العشاء قالت أمام الحاضرين: «قولت لزوجي بوش» ثم عادت واستدركت الأمر وبررته بأنه «ذلة لسان»، لكن عدسات المصورين رصدت عبارة كتبها بوش الابن وهو جالس في أحد المؤتمرات أمامها يستأذنها في دخول الحمام، وهو ما يبين مدي سيطرتها عليه، فرئيس أكبر دولة في العالم لم يكن يستطيع دخول الحمام دون أن يستأذن من رايس.

ويكشف الفيلم أيضا الدور الذي لعبته في الحرب علي العراق وكيف أنها منعت العديد من التقارير التي كانت تقدمها المخابرات الأمريكية عن بوش الابن حول وجود مخططات للقيام بهجمات إرهابية داخل الولايات المتحدة، كذلك دورها في تكييف الأدلة التي تدين بها العراق لتبرر الحرب عليها تحت دعوي الحرب علي الإرهاب، وأنها أعادت تقريرا يؤكد أنه لا علاقة للعراق بالقاعدة وهجمات 11 سبتمبر، إلا أنها أعادت التقرير مرة أخري وقالت الجواب خاطئ، وطالبت إعادت كتابة التقرير مرة أخري.

يذكر أن عنوان الفيلم مستوحي من رواية الألماني الشهير جوته بعنوان "فاوست" والتي قدمت لها السينما العالمية العديد من المعالجات وقدمتها السينما المصرية في فيلم "المرأة التي غلبت الشيطان" وقامت ببطولته الراقصة المعتزلة نعيمة مختار، وفاوست في الرواية قرر أن يبيع روحه للشيطان في مقابل الحصول علي القوة والسلطة، وهو أحد الأسئلة التي يطرحها الفيلم الأمريكي: هل قامت كونداليزا بدور فاوست أم كانت الشيطان نفسه؟

0 مشاركات:

إرسال تعليق