الجيش اللبناني سيتصدى لمحاولات إثارة الفتنة

صورة منددة بزيارة الرئيس الايراني رفعت في مدينة طرابلس شمال لبنان (رويترز)
صورة منددة بزيارة الرئيس الايراني رفعت في مدينة طرابلس شمال لبنان (رويترز)
بيروت - نبيه البرجي
كل المواقف، والتصريحات، التي تصدر في نيويورك، وواشنطن، وباريس، ودمشق، والقاهرة، والرياض، وصولاً الى طهران، تصب في عنوان واحد: لبنان، هذا يثير الذعر في الأوساط اللبنانية عامة، فحينما يصبح الوضع حديث القوى الدولية، والاقليمية، والعربية، ومن دون أن يكون هناك أي افق لا بد من أن يستبد القلق باللبنانيين على اختلاف مشاربهم. عقارب الساعة تمضي سريعاً نحو ساعة الصفر، أي القرار الظني في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. دمشق أقفلت أبوابها في وجه رئيس الحكومة سعد الحريري ليزداد غضبها، بعد بيان أول أمس للأمانة العامة لقوى 14 آذار، والذي هاجمت فيه «القيادة السورية».
المراجع السياسية التي كانت بادية الارتياح في الأيام الأخيرة، باعتبار أن مساعي الخروج من عنق الزجاجة تنشط على أكثر من صعيد، بما في ذلك الصعيد الدولي، بدأت تبدي تخوفها من الأيام المقبلة. واللافت أيضاً أنه بعدما كان رئيس المجلس النيابي نبيه بري هو عرّاب المتفائلين، اذا به يدفع بوزيري حركة «أمل» علي عبدالله ومحمد جواد خليفة الى طرح ملف شهود الزور على جلسة مجلس الوزراء أول أمس، كما هددا بالانسحاب من الجلسة اذا لم يطرح الملف، مع تعليق مشاركتها في الجلسات.

ليس مسرحية
والأوساط السياسية التي اعتبرت أن مفاجأة الوزيرين هي حلقة من تمثيلية أو مسرحية تعد من أجل تأزيم الوضع السياسي أكثر فأكثر لفتح الباب أمام تسوية ما، ما لبثت أن أخذت علماً بأن بري، بخطوطه المفتوحة على دمشق، كان في منتهى الجدية عندما حذر من «خراب البلد»، رغم محاولات رئيس الجمهورية ميشال سليمان التخفيف من وطأة ما سمع.
وتقول مصادر مقربة من عين التينة، وحيث مقر رئيس المجلس النيابي، ان بري يعرف اكثر من غيره «بكثير» ما هي المفاعيل القصيرة المدى، والمتوسطة المدى، والبعيدة المدى، لصدور قرار ظني يتهم عناصر من «حزب الله» باغتيال الحريري.
والمصادر تعتبر ان قول الحريري في مجلس الوزراء ألا فتنة ما دام هو وبري والامين العام لــ «حزب الله» حسن نصرالله موجودين، يبقى كلاما اذا لم يقترن بمواقف حاسمة، فهناك غليان في اكثر من مكان، وهناك معلومات حول تفجيرات مفاجئة، والى حد القول ان مجموعات متطرفة دخلت على الخط، وهذه هي الفرصة التي تنتظرها.

الجيش سيتصدى
إلا ان ما يطمئن اللبنانيين بعض الشيء، جاء امس عبر قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي اكد ان «لا خوف على مسيرة الامن والاستقرار في البلاد مهما بلغت حدة التطورات، وان الجيش سيتصدى بكل حزم وقوة لمحاولات اثارة الفتنة، او التعرض لامن المواطنين في اي ظرف وتحت اي شعار».
وأضاف قهوجي خلال اجتماع عقده مع أركان القيادة وقادة الوحدات الكبرى والأفواج المستقلة «ان تباين مواقف اللبنانيين وآرائهم تجاه القضايا المطروحة هو في الاساس ظاهرة ديموقراطية خصوصا، إذا كان لا يمس الثوابت والمسلمات الوطنية. لكن ربط هذا التباين بمصطلحات الانقسام والتشرذم والفتنة هو الذي يشكل خطرا على البلد، ولن نسمح بحصوله على الاطلاق».
ورأى قهوجي «ان اقدام البعض على ضخ الاشاعات حول وحدة المؤسسة العسكرية والأمنية، وفي طليعتها الجيش، والتشكيك بمواقفها في المحطات المرتقبة هو دليل عجز هؤلاء عن تحقيق مكاسب سياسية على حساب طرف آخر ومحاولتهم النيل من المؤسسات الوطنية الأولى التي تشكل خطا أحمر بالنسبة إلى الجميع».
وطمأن «الغياري» بأن الجيش «الذي استطاع الحفاظ على وحدة الوطن، وسلامة مؤسساته خلال أوج حالات الانقسام السياسي في السنوات السابقة، هو اليوم أشد تماسكا عن ذي قبل بفضل يقظة أبنائهم ووعيهم لدورهم، ولصوابية مواقف قياداتهم..».

مصالحة وطنية
إلى ذلك، وفيما يتردد في الكواليس من أن الوسائل الدبلوماسية والسياسية لمعالجة موضوع القرار الظني قد استنفدت، وان الدول الكبرى ومعها دول عربية ترفض وقف عمل المحكمة الدولية، برز أمس موقف لافت للسفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري الذي اعتبر بعد لقائه رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية ان لبنان بحاجة، وأكثر من أي وقت مضى، إلى إيمان أبنائه به لأنه لا يحمي لبنان سوى أبنائه عبر تحقيقهم مصالحة وطنية أخوية شاملة وصادقة تمكنهم من معالجة الملفات كافة وتحقيق العدالة وتثبيت الاستقرار وطي صفحة الماضي وخلق أمل جديد للأجيال الصاعدة.

0 مشاركات:

إرسال تعليق