المسار الصحيح

المسار الصحيح
 
(فقل لمن يدعي في العلم فلسفة حفظت شيئا وغابت عنك أشياء)، نعم بالطبع غابت أشياء ليست بالكثيرة الهائلة فحسب إنما أشياء كبيرة أساسية لا يستهان بها لمبعثري الديموقراطية، والحديث عن الديموقراطية لا ينتهي ولا يتوقف. لابد أن ندفع دفعا كبيرا ونبلي بلاء حسنا لتسير الديموقراطية إلى مسارها الصحيح. ولابد من اعطاء كل ذي حق حقه فلا تعلو كفة على أخرى، سؤال أزلي يطرح نفسه مرارا وتكرارا وبمعاناة دون جدوى.. ماذا تعني لك الديموقراطية؟! وماذا تعني لك الحرية؟! مزاعم البعض تقول: كفل لنا الدستور حرية الرأي نعم بلا شك هذا صحيح ولكن تذكر بعدها وبعمق أن تحمد الله حمدا كثيرا وتشكره على هذه النعمة بأن الدولة والدستور كفلا لك هذه الحرية. فبالحمد والشكر تدوم النعم.. ومن ثم تعرف وتدرك إدراكا كاملا ووعيا ناضجا بأن الديموقراطية ليست مجرد ادعاء أو مزاعم تخلو من فهمها وإدراكها. ما هذه الديموقراطية التي تدخلكم في دروب مظلمة ومتاهات وعرة تعتم أعينكم بغشاء عن رؤية الحقيقة؟! وما هذا الحال المزري الذي وصلنا اليه من جراء الفهم الخاطئ المتعثر والممارسة التعسفية للديموقراطية؟! منذ متى كانت الديموقراطية هي التدخل السافر في شؤون الآخرين والزحف على الصلاحيات دون وجه حق؟! من قال ان الديموقراطية هي أن تطلق العنان بسخاء وكرم لكل ما يدور بخلدك وكل ما تمليه عليك نفسك وأفكارك دون دراية وحدود؟! الديموقراطية لا أن تغرد خارج السرب دون ادلة ولا أن تطلق لسانك لتقذف وتجرح وتسب بما لذ وطاب من المفردات أي ديموقراطية هذه التي مبدأها التفرقة وإثارة النعرات والفتنة؟! ولا أن تتصرف وتفعل ما يحلو لك وما تسول لك نفسك تحت غطاء الحرية.. ولا بخلط الأوراق وحكايات من الخيال والأحلام المستحيل تحقيقها، أين عدالة الديموقراطية عندما يتساوى الحق والباطل؟! والصواب والخطأ؟! إذا أين موقع الديموقراطية من الاعراب من كل هذا؟!
لماذا أصبحت الديموقراطية معاول هدم شرسة لا معاول بناء ورقي وتعاون!! الديموقراطية هكذا لا تسير مسارها الصحيح.. كلا وألف كلا.. تأتي بعض الآراء أو التصريحات تشعرك وكأن الكويت صحراء قاحلة لا توجد بها سلطة تحكمها ولا قوانين تطبقها.. لسنا مغفلين أو نائمين نومة أهل الكهف، فقد بأتت كل الأمور واضحة! نأسف وبشدة لما آلت إليه الأحوال بسبب اشباه الديموقراطية المزيفة.. أما الديموقراطية الحقيقية البناءة فيعرفها من يحسن الغوص في بحرها وانتشال دررها ومعرفة مقاييسها دون غرق ودون الاقتراب من حدودها الخطرة.. نعم تلك هي الحرية والديموقراطية.
سلوى الحمود
¶ المحررة:
مقال جميل، ولا يمكن أن أزيد عليه شيئاً لأنه باختصار وصف دقيق للديموقراطية والمواطنة الحقة.

0 مشاركات:

إرسال تعليق