قوى الجهل ومستقبل الثقافة

قوى الجهل ومستقبل الثقافة
 
هناك نكتة مصرية تقول ان سائق تاكسي أركب راكبا اجنبيا وراح يجوب الشوارع، وفوجىء الأجنبي بأن السائق يطوف الاشارات المرورية الحمراء، فقال له قف قف، فرد عليه السائق: ما تخفش يا خواجة انا بروفشنال، وفي كل مرة يكرر السائق فعلته ويرد على الخواجة بالرد نفسه، الا انه في مرة من المرات وقف عند اشارة من اشارات المرور كانت خضراء فاستغرب الخواجة وقال له لماذا لا تتحرك؟ فرد عليه السائق وهو في قمة الاستغراب: اعدي ازاي مش يمكن حد من الناس البروفشنال يعدي؟
الثقافة في الكويت تعاني كما يعاني هذا الخواجة الأجنبي، فبسبب تغلغل الحركات المتأسلمة وسيطرتها على وزارات الدولة وانشاء حكومات الظل التي تحكم بالخفاء وفي احيان على المكشوف، ولها صحف وقنوات تمثل الصوت الناطق لها، ولها من يمثلها في كل مجلس وكل دائرة وكل حدب وصوب، وقد كانت وزارة الاعلام هي الحلم الجميل الذي تحلم بالسيطرة عليه هذه الحركات، فبعد ان كانت رائدة الثقافة في الوطن العربي وتنشر مجلة العربي وعالم الفكر والمسرح الدولي والثقافة العالمية والخ.. من المجلات والدوريات والنشرات والكتب وتحتضن كل مفكر او كاتب او ناقد هارب من الحكومات المتخلفة ليجد الحضن الدافىء في الكويت ومنهم ناجي العلي على ما يحضرني، وفجأة تمنع الكويت 35 كاتبا من كتاب مصر وبعضهم لاناقة له ولا جمل في السياسة او الدين او الجنس، وتبتسم قوى الظلام لما وصلت اليه سمعة الكويت خصوصا في اتحادات الكتاب والأدباء في الدول العربية.
فالكويت صارت «تورا بورا» من الناحية الفكرية ولا نجد في معارض كتابها سوى كتب الطبخ والفلك والتكفير، وهذا ما تريده قوى الظلام لأن انتشار الجهل والخرافة يقوي نفوذها ويرسخه، بينما يبدد النور وجودهم، لذلك يجب أن يحاربوا أي كتاب يجعل الناس يفكرون في واقعهم، فيما يبرزون الكتب التي تتكلم عن بطولاتهم في إخراج الجن أو تخويف الناس من عذاب القبر وجهنم وأهوال القيامة ليقولوا للناس اننا نحن الذين سوف ننقذكم من عذاب القبر وأهوال القيامة، وسوف نخرج الجن من أجسادكم ونعالجكم من السحر، فقط نحن نحن البروفشنال، وغيرنا خواجات لا يعرفون الدين ولا التنوير.

أحمد مصطفى يعقوب
¶ المحررة:
أصبت.. قوى الجهل أجمل مصطلح يمكن أن تطلقه على أولياء أمورنا الجدد والمسؤولين عن تصرفاتنا وما نقرأ، حتى.. نسوا أو تناسوا أن العالم قرية صغيرة وب‍‍ Click ندخل إلى كل مناطق المحرمات لقوى الجهل!

0 مشاركات:

إرسال تعليق