«جوجل» تسعى لحماية حصتها في الأسواق الصينية

عينت جوجل عشرات من موظفي التقنية والتسويق لمواجهة تناقص حصصها في الأسواق الصينية على حساب المنافسين المحليين، وذلك بعد إغلاق محرك بحثها هناك قبل ستة اشهر في أعقاب الخلاف الذي نشأ بين الشركة والسلطات المحلية حول الرقابة الالكترونية.

ويمكن لمستخدمي الانترنت في الصين الدخول الى الشبكة عبر موقع باللغة الصينية في هونج كونج التي لا تفرض مثل هذا النوع من الرقابة على جوجل. وساعد ذلك جوجل على المحافظة على موقعها كثاني افضل محرك بحث في الصين بالرغم من إغلاقه أحيانا ما يضطر المستخدم الصيني اللجوء الى البديل المحلي “بايدو دوت كام”.

وتحتفظ جوجل في الصين بمكاتب للبحوث والتطوير ومبيعات الإعلان بالإضافة الى تطويرها لنظام تشغيل اندرويد للهواتف المحمولة. كما أطلقت حملة توظيفية كبيرة لتعيين 40 موظفا هذا الصيف في مواقع تتراوح من مدير وطني للمبيعات الى مصمم برامج.


ونشرت الشركة في بيانها إجابة على بعض الأسئلة قائلة “تواصل الفرق الهندسية العاملة في بكين وشنغهاي في التركيز على خلق موجة من الابتكارات المستمرة في الخدمات التي يتم تقديمها في الصين”.

وبعث برنامج التوظيف آمال المؤيدين في أن يعود محرك بحث جوجل مرة اخرى بالرغم من أن الشركة لم تعط أي إشارة تفيد بذلك. كما انه لم يتطرق اي من اعلانات التوظيف الى مسالة عودة عمل محرك البحث جوجل دوت سي أن Google.cn.

ويقول إدوارد يو مدير مؤسسة أناليست إنترناشونال البحثية في بكين “ربما يشير نشاط التوظيف التي تقوم به جوجل الى بداية خجولة في المفاوضات مع الحكومة”. كما أن جوجل لم تجب مباشرة على الأسئلة المتعلقة باتصالاتها مع الحكومة وبمدى رغبتها في إعادة فتح محرك بحثها الصيني.

ونتج عن اعلان جوجل في يناير الماضي عدم رغبتها في التعاون مع قوانين الرقابة الالكترونية الصينية واحتمال مغادرتها للأراضي الصينية، احتجاج واسع من قبل المستخدمين المحليين. وبما ان الحكومة اخجلها وفاجاها ما أعلنته جوجل، إلا أنها لم تتراجع عن قرارها ما أفضى الى إغلاق محرك البحث في 22 مارس من العام الحالي. وعمل القادة الشيوعيون على ترقية استخدامات الانترنت في حقول مثل التعليم والتجارة مع إغلاق المواد التي يرونها غير لائقة من ناحية أدبية كانت ام سياسية. وعارضت جوجل طلب الصين بحذف نتائج بحث المواقع المحظورة.

وتعتبر الصين وبمستخدميها الذين يربو عددهم على 420 مليونا، من اكبر أسواق الانترنت في العالم، لكن جوجل لم تفصح عن الكثير من خططها الخاصة بتلك البلاد مما جعل المستخدمين والمحللين المحليين، يختلفون في تخميناتهم.

ومن المعلوم أن بعض منتجات جوجل مثل البريد الالكتروني ومميزات خدمة إيجاد الأصدقاء، ليست لها نظير في الصين. وتتدفق العائدات من شركات الإعلان الصينية التي ترغب في الوصول الى عملائها في الخارج عبر موقع الشركة في اميركا، او الى مستخدمي الموقع في هونج كونج.

وحصلت جوجل على 24% من عائدات محرك البحث في الصين في الربع الثاني من العام الحالي بالرغم من انخفاض هذه النسبة مقارنة مع الربع السابق عند 30.9%. ويجدر بالذكر أن كل هذه الفرص التي تفقدها جوجل تذهب في صالح موقع بايدو الذي ارتفعت حصته السوقية من 64.2 الى 70%.

ورفضت جوجل الإفصاح عن أرقام مبيعاتها، حيث أصبحت الصين تشكل نسبة صغيرة من عائدات الشركة والتي لم تتجاوز 500 الى 600 مليون دولار حتى الآن من جملة العائدات المتوقعة لهذا العام لتبلغ 28 مليار دولار. لكن من المتوقع أن تزداد أهمية اقتصاد الصين بوصفه اصبح ثاني اكبر اقتصاد في العالم مما ينتج عنه زيادة عدد زوار الانترنت.

ويقول بيان الشركة “نحن متفائلون من الجانب الإعلاني حيث تمثل مبيعاتنا حضورا قويا في الصين وسنستمر في التزامنا بدعم نمو القطاع التجاري على الانترنت بالإضافة الى استجابتنا لاحتياجيات شركات الإعلان الصينية”.

ويشير إدوارد يو الى أن المستفيدين من خدمات جوجل هم من الذين يحظون بقدر اوفر من التعليم والثراء الذين تستهدفهم شركات الإعلان ما يجعل عائداتها عن كل مستخدم أعلى من المتوسط.

ومع ذلك، فإن اغلاق موقع الشركة في الصين لا يصب في مصلحتها وهي تتنافس مع بايدو ومنافسين آخرين مثل سوجو دوت كام وعلي بابا موقع التجارة الالكترونية العملاق الذي قام مؤخرا بإضافة خدمات بحث. ومن المؤكد أن العائدات آخذة في الانخفاض بسبب الانقطاع المتكرر في خدمة موقع هونج كونج، ما حدى بالمستخدمين غير المخلصين لجوجل التحول الى مواقع اخرى مثل بايدو وغيرها. واطلق موقع بايدو هذا الشهر المعروف بمحاكاته لنهج جوجل والذي مرت عشر سنوات على تشغيله، منصة لتشغيل الألعاب والكتب الالكترونية وتطبيقات اخرى، متفوقا على الخدمات الشبيهة التي تعتزم جوجل إطلاقها.

وذكر ديفيد وولف المستشار في التسويق الالكتروني في بكين انه يتوقع انخفاض حصة جوجل السوقية لما بين 7 الى 12% في غضون عامين الى ثلاثة أعوام بالرغم من أنها ستظل متقدمة على منافسين اخرين لكنها متخلفة كثيرا عن بايدو.

وتحتاج جوجل الى إذن رسمي للاستمرار في النشاطات الإعلانية والبحثية في الصين كما انه ليس من الواضح بعد ما اذا توصلت الى إصلاح ما توتر من علاقات. ويقول وولف “بغض النظر عن التغييرات التي أجرتها جوجل، إلا أنها لا تزال تواجه تحديا حقيقيا في علاقتها بالحكومة، ولا علم لي بما قاموا به في هذا الصدد”.


0 مشاركات:

إرسال تعليق