الأوقاف تعترف ب‍ 300 متطرف.. فماذا فعلت لعلاجهم؟

الخطاب الديني يدور في فلك «التقليدية» والروتين
الأوقاف تعترف ب‍ 300 متطرف.. فماذا فعلت لعلاجهم؟
حمد السلامة
مما لا شك فيه ان المساجد منارة للتوعية بأسس الدين وقواعده السليمة وتنقية أفكار العوام مما يعتريها من شوائب وأمور مغلوطة بشأن المعتقدات والسلوكيات.
ومن ثم يعتبر دور المساجد أكبر وأعم من مجرد أماكن لأداء الصلوات وسماع الخطب والمواعظ بصورة روتينية، فالمساجد ملتقيات إسلامية تستلزم الضرورة استغلالها في تكريس قيم الوسطية والاعتدال الى جانب الاخلاق القويمة والقيم الحياتية.
وفي الوقت الذي اعترفت فيه وزارة الاوقاف بوجود اكثر من 300 متطرف في البلاد وفق ما اعلنه مسؤولوها قبل فترة، يطرح تساؤل نفسه «ماذا فعلت الوزارة تجاه أصحاب الفكر المتطرف، ولماذا لم تبادر بإقامة برامج توعوية وأنشطة دينية لتكريس الاعتدال، ومن المسؤول عن هذه الخطب الروتينية المكررة البعيدة عن واقع الناس، التي يلقيها الخطباء والأئمة على المنابر ايام الجمع؟ وبعد ان يؤدي المصلون الصلاة المفروضة يصبح ما سمعوه في واد وسلوكاتهم الشخصية في واد آخر.
كثير من المتابعين للشأن الديني في البلاد أشادوا بجهود وزارة الأوقاف في انشاء مراكز رمضانية زاخرة بالدروس والوعظ والإرشاد، متسائلين: لماذا لا نرى هذه المراكز مستمرة ولو بشكل أسبوعي أو شهري، ليستفيد منها المجتمع بجميع فئاته، ولتعالج الكثير من القضايا، أو تخصيص مسجد في كل محافظة للقيام بهذه المهام التي ستخلق جواً إيمانياً وثقافياً لمناهضة الطائفية والقبلية والغش في الأسواق والطلاق والمخدرات، وغيرها الكثير من القضايا التي تحتاج إلى وقفة، والتي يجب أن تتمحور حولها الدروس والمواعظ والبرامج الدعوية؟

توعية وتثقيف
ومما لا شك فيه أن المساجد من أهم المراكز التي توعي وتثقف المجتمع، الأمر الذي نفتقده في الكثير منها، والسبب في ذلك أن أغلب الأئمة والمؤذنين يؤدون عملهم بشكل روتيني وشبه مكرر.
وإذا كانت المراكز الدعوية تحتاج إلى دعم فلماذا لا تفتح الوزارة أبوابها للمتبرعين؟ فأهل الكويت جبلوا على عمل الخير، فلقد حان الوقت لتحويل المساجد إلى منارات حضارية واجتماعية وثقافية، وأن يتم فيها حفظ القرآن الكريم وغرس القيم القرآنية والأخلاق المحمدية التي تنبذ الطائفية والقبلية والكثير من الأمور الأخرى السلبية.
القبس رصدت آراء الكثير من المصلين في بعض المساجد في البلاد، حيث أكد العديد منهم أن خطب الجمعة أصبحت روتينية وتفتقد التجديد، والسبب هو عدم وجود خطة لتطوير الخطاب الديني من قبل الأوقاف.
وأكد المصلون «أنهم يصلون في أحد المساجد وأحيانا لا يجدون إلا مؤذناً آسيويا يصلي بهم، وحدث ولا حرج عن مخارج الحروف، ناهيك عن افتقاد الدروس التي يخرج بعدها المصلون بفائدة كبيرة، مشيرين إلى أن أغلبها مكرر، مطالبين بوجود خطب للجمعة تكون على مستوى ما يحدث في المجتمع أسبوعياً، وترك المساحة للأئمة كي يستطيعوا إيصال ما يهم الجميع من دون قيود، مشيرين إلى أن بعض الدروس أصبحت طاردة وليست جاذبة للناس.
وعن تحويل المساجد إلى مراكز رمضانية بشكل أسبوعي أو شهري، رحب أغلبهم بهذه الفكرة، فهي تعد فرصة لتوعية الكثير من المواطنين والمقيمين، مشيرين إلى أن هذا التوجه على قدر كبير من الأهمية، لأنه سيعيد الدور المهم للمساجد ويعمم الفائدة على جميع الفئات في المجتمع.
إلى ذلك، أكد الوكيل المساعد لقطاع المساجد د. وليد الشعيب أن هدف وزارة الأوقاف من تخصيص مراكز رمضانية في كل محافظة هو استقطاب المصلين في شهر رمضان للتخفيف ع‍لى مسجد الدولة الكبير وآلية هذه المراكز مختلفة اختلافاً كبيراً عن عمل المساجد ودورها اليومي.
وقال الشعيب لــ القبس إن عدم إنشاء مراكز دائمة هو استحالة استقطاب المصلين بشكل يومي، فالكثيرون يفضلون الصلاة في المساجد القريبة من منازلهم.
وأوضح أن الوزارة تحرص على استضافة العديد من شيوخ الدين فضلاً عن الدروس المستمرة لتكريس الوسطية ومناهضة التطرف والانحراف.

0 مشاركات:

إرسال تعليق