بيل وبوب.. والــ 12 خطوة

بيل وبوب.. والــ 12 خطوة
 
بيل وبوب جمعهما ادمانهما على الكحول واخذا يفكران معا في حل لمشكلتهما، وقضيا ساعات طوالا يتناقشان حولها، وخلال تلك الفترة لاحظا أنهما لم يكفرا في احتساء الكحول، فكانت هذه الجلسة بداية الطريق لهما للنجاة مما هما فيه، وتعاهدا على تكرار اجتماعهما عند شعورهما بالحاجة الى احتساء الكحول، مع دعوة من يعانون مشكلتهما نفسها، ثم وضعا خطوات وصل عددها الى 12 خطوة لتساعدهم جميعا على الثبات ولتبعدهم عن الكحول والمخدرات او اي مؤثرات عقلية اخرى كانوا قد ادمنوا تعاطيها، وألزما من يشاركهما حضور تلك الاجتماعات بالتقيد بالخطوات الموضوعة من قبلهما من دون تقاعس، وها قد مضت حوالي 63 سنة منذ بداية العمل بتلك الاجتماعات وما زالت مستمرة الى وقتنا الحاضر وباقبال كبير عليها بعد ان استطاع المشاركون فيها معايشة حياتهم بشكل طبيعي وتقديم يد العون بعضهم لبعض، ساعدتهم على تحمل المصاعب والمحن التي يواجهونها.
قصة بيل وبوب هذه كانت نواة لتأسيس ما أُطلق عليها «زمالة المدمنين المجهولين» في اميركا، التي ان عجزت الادوية والعقاقير الطبية عن علاجهم، فإن بمساندتهم بعضهم لبعض، مما ساعدهم على العيش بسلام من دون الحاجة الى التعاطي، بعد ان خطوا الخطوة الاولى، لذلك باعترافهم بمشكلتهم ورغبتهم الصادقة في حلها بالاستفادة من تجارب آخرين تشابهت ظروفهم فطلبوا مساعدتهم للوصول الى حلول ترجموها الى مجموعة من خطوات ساروا عليها ومضوا قدما فيها حتى انضم عشرات الآلاف من جميع انحاء العالم.
لا استطيع هنا ان اخفي دهشتي واعجابي معا بعمل تلك المؤسسة منذ ان تعرفت عليها وعلى بعض الافراد المنضمين اليها في الكويت من خلال وجودي بقربهم ومساهمتي ببعض انشطة فريق اهالي المدمنين في اللجنة الكويتية للوعي النفسي (أكون) فبحثت عن السر الكامن داخل كل منهم، والذي يمنحهم القوة والايمان والارادة والتحدي، فاكتشفت أنها تتمحور حول تحصين انفسهم بروحانيات ومبادئ، حثنا عليها ديننا الاسلامي الحنيف، تركناها نحن حين لم نعترف بمعاناتنا النفسية وتجاهلناها بصفة اننا اناس طبيعيون، وما اثر في شخصيا ما يقال تعسفا عن هذه الفئة من الناس بأنهم غير اسوياء، في الوقت الذي نحاول فيه نحن البشر الذين ندّعي بأننا اصحاء نفسيا وجسديا ان نختلق المصائب وتدمير بعضنا لبعض بطرق واساليب ماكرة، من دون الاعتراف بأننا بحاجة الى علاج.
فهلا اعترف كل صاحب مشكلة نفسية واخلاقية منا بمشكلته، وخاض تحديا مع نفسه؟! واتعظ من تجارب من سبقونا في هذا المجال، وهلا خلق كل منا لنفسه شخصية شبيهة ببيل وبوب تخط لنا 12 خطوة اخرى بها تستقيم امورنا ونهنأ معها بالعيش بسلام مع انفسنا ومع الآخرين؟!

غنيمة حبيب
¶ المحررة:
«أكون أو لا أكون»، ليته شعار حملة بدلا من بيل وبوب.. والاستفادة من تجارب الآخرين لا تعني بالضرورة ان نطبقها علينا، يمكن ان نبتدع اشياء تتناسب ومجتمعاتنا العربية المسلمة.

0 مشاركات:

إرسال تعليق