«مسيرة خضراء» جديدة في المغرب

«المغرب، السير قدماً ضد الصحراء»، هو عنوان حلقة اليوم من البرنامج البيئي «زمن قذر لكوكبنا» الذي تقدمه القناة الخامـسة الفرنـسـية. هذه الحلقة التي حققها مراد آيت حبوش وهرفيه كوربيار، تقدم صورة للأحوال البيئية في هذا البلد الممتد في محاذاة المحيط الأطلسي من ناحية، والبحر الأبيض المتوسط من ناحية أخرى، ويقدم عادة على أنه واحد من أكثر البيئات الأفريقية تنوعاً بالتالي، ابتعاداً عما تم التعارف على اعتباره «كوارث زمننا البيئية».
أبداً، يقول محقق الفيلم بالاستناد الى الصورة: ليس المغرب بعيداً من التصحر ولا من كوارثه. لكن المهم هنا هو ان المقاومة تبدو قوية تشارك فيها الجهود العلمية ونـشاطات المنظمات غير الحكومية. وهكذا، في وقت يقدم فيه هذا الفيلم صوراً لمناطق «تأكلها» الصحراء وتختفي منها نباتاتها وحيواناتها، لا سـيما تـلك المـناطق الـواقعة في مـحاذاة الأطلسي على امتداد رماله الذهبية، والمنـاطق الـواقعة عنـد تخوم الـصـحـراء المغربيـة، يقـدم أيضاً صوراً رائعة لضروب المقاومة: فهنا مثلاً - ثمة - كما يفيدنا الفيلم - آلية لزراعة أو اعـادة زراعـة الصبير بعدما كاد ينقرض.
وهناك برامج فاعلة ومتواصلة لحماية المساحات المزروعة، أو التي تعاد زراعتها. وفي كل مكان جهود ضخمة لحفر الآبار وإقامة السدود. وهذا كله يقدم هنا بوصفه جزءاً من «مسيرة خضراء» مغربية جديدة، همها التصدي للكوارث البيئية، وطبعاً لا علاقة لها بمسيرة سنوات السبعين الخضراء التي شارك فيها الشعب المغربي كله دفاعاً عن مغربية «الصحراء المغربية».
هناك كانت المسيرة سياسية، أما هنا عند نهاية العشرية الأولى من القرن الواحد والعشرين، فالمسيرة بيئية. والسؤال الآن هو التالي: لو بدأ المغرب مسيرته الخضراء، بيئياً في السبعينات حين راحت تعلو صرخات التحذير، وأجل مسيرته الخضراء السياسية، افما كان انتصاره في المسيرتين أكبر وأهم، وأنفع للإنسان؟

0 مشاركات:

إرسال تعليق