أوباما ينفي تغيير إستراتيجية أفغانستان

نفى الرئيس الأميركي باراك أوباما نيته إحداث تغيير في الإستراتيجية العسكرية الأميركية بأفغانستان، مشددا على الشروع الفوري في تنفيذها.
وتأتي هذه التأكيدات بعد يوم من قبول أوباما استقالة قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال وتعيينه الجنرال ديفد بتراوس قائد القيادة الوسطى خلفا له.
وقال أوباما في مؤتمر صحفي إن بتراوس يتفهم الإستراتيجية لأنه ساعد في صياغتها، مضيفا أن قراره بتغيير ماكريستال تغيير في الأفراد وليس في السياسة.
وفي السياق نفسه  أكد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس التزام الإدارة الأميركية بالإستراتيجية الخاصة بأفغانستان مع إمكانية تعديل بعض التكتيكات العسكرية.
وقال غيتس في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الأدميرال مايك مولن إن الجنرال بتراوس لديه صلاحية تعديل التكتيكات العسكرية في أفغانستان فور وصوله إلى كابل ليتسلم مهامه هناك.
وأقر غيتس بأن الحرب في أفغانستان تسير بشكل أبطأ وأصعب مما كان متوقعا، مؤكدا أنه يتم مع ذلك إحراز "بعض التقدم".
وفي نفس الوقت وصف غيتس تعيين بتراوس بأنه "أفضل نتيجة ممكنة لموقف فظيع".



غيتس (يمين) قال إن لبتراوس إمكانية تعديل التكتيكات العسكرية (الفرنسية) 
تحديات
ومن جهته قال مولن إنه يؤيد تماما قرار تغيير الجنرال ماكريستال، محذرا من أن الشهور القادمة حافلة بالتحديات.
وأكد مولن أن إستراتيجية الحرب في أفغانستان لن تتغير بهذا التعيين الجديد، معربا عن اعتقاده أن هذه الإستراتيجية تمضي في مسارها الصحيح.
وكان أوباما قد اعتبر أن قراره بقبول استقالة ماكريستال يصب في صالح الأمن القومي الأميركي، ولم يتخذه  بناء على خلافات في السياسات معه أو على أساس شخصي، وإنما لأن "الحرب أكبر من الجميع".
ودفع ماكريستال منصبه ثمنا لحديث لمجلة رولينغ ستون – تنشره الجمعة- سخر فيه من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية.
وكان ممن شملهم بتهكمه جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي، والسفير الأميركي في كابل كارل آيكنبري والمبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك.
وشارك مساعدوه في حفلة السخرية فتعرضوا للرئيس الأميركي ومستشاره للأمن القومي جيمس جونز -وهو جنرال متقاعد- الذي وصفه أحد مساعدي ماكريستال بأنه "مهرج ما زال عالقا في عام 1985".



ماكريستال ذهب ضحية تصريحاته
(الفرنسية-أرشيف)
اعتذار
وقدم ماكريستال "خالص اعتذاره" عن تصريحاته التي "تعكس حكما غير سديد، وما كان يجب أن تحدث". وقال إنه يحترم أوباما كثيرا، وهو معجب به وبفريق أمنه القومي.
لكن ذلك لم يخفف من غضب كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، حيث استدعي ماكريستال من أفغانستان إلى البيت الأبيض، ليعلن أوباما في خطابه بعد أن التقاه منفردا عن قبوله استقالة قائد القوات الأميركية في أفغانستان.
وفي خضم هذه التطورات توقع الممثل السياسي لحلف الناتو في أفغانستان السفير مارك سدول أن تشهد قوات الحلف أياما صعبة مع زيادة عددها والشروع في عمليات عسكرية ضد المسلحين.
وقال سدول في تصريحات للجزيرة إن خسائر في الأرواح متوقعة وهي "ثمن تحقيق الأهداف".

0 مشاركات:

إرسال تعليق