تواصل العنف بقرغيزستان رغم الطوارئ





آلية عسكرية قرغيزية في شوارع أوش سعيا لوقف الصدامات العرقية (الفرنسية)

ارتفع عدد ضحايا الصدامات العرقية بين القرغيز والأوزبك جنوبي قرغيزستان إلى 45 قتيلا ونحو 646 جريحا، وسط سعي الحكومة الانتقالية للسيطرة على الموقف.

وقال متحدث باسم وزارة الصحة في هذه الجمهورية الواقعة بآسيا الوسطى إن 646 أصيبوا خلال الصدامات أدخل 419 منهم إلى المستشفيات، في حين أشارت مصادر متطابقة إلى أن عدد القتلى ارتفع إلى 45.

وكانت الصدامات قد اندلعت في أوش -ثاني مدن البلاد- مساء الخميس إثر خلاف بين شخصين في ملهى ليلي، تبعه ظهور عصابات مسلحة بالهري والقضبان أقامت حواجز على الطرق وأضرمت النار بسوق ومطاعم في حي الأوزبك بالمدينة.

وأقرت الرئيسة الانتقالية روزا أوتونباييفا في بيان بعدم احتواء الموقف بعد إرسال الجيش لقمع العصابات المسلحة في أوش وضواحيها، حيث تم فرض حالة الطوارئ.

بين عرقيتين
وأعربت أوتونباييفا في تصريحات للصحفيين عن أسفها لأن ما يجري هو مواجهة بين عرقيتين، مضيفة أن الحكومة التي أتت إلى السلطة قبل شهرين بانتفاضة ضد نظام الرئيس قرمان بيك باكاييف تعمل ما بوسعها، بينما يستمر أشخاص "مريبون" بالتدفق على أوش.

ويبلغ عدد سكان هذه الجمهورية السوفياتية السابقة 5.3 ملايين نسمة يمثل القرغيز بينهم 69% مقابل 8.1% من الروس و14.5% من الأوزبك، مع العلم بأن الفئة الأخيرة تتمركز في محافظات الجنوب حيث يمثلون 40% من سكان جلال آباد ونصف سكان أوش.

وناشدت أوتونباييفا في خطاب متلفز الجمعة سكان الجنوب العودة إلى الهدوء، وخصت النساء بدعوة أشقائهن وأزواجهن إلى الابتعاد عن مشاعر الغضب والثأر.

آثار التخريب على محل تجاري في أوش(الفرنسية)
حرائق ليلية
وبينما أشار بعض الشهود إلى أن التوتر انتقل إلى العاصمة بشكيك (300 كلم عن أوش) نفسها عبر ظهور رجال عصابات ثملون ومسلحون بالهري، قال عضو في تحالف الديمقراطية والمجتمع المدني إن قوات الشرطة لم تتمكن من السيطرة على الوضع بأوش، وإن النار أضرمت بعدد من المباني مع حلول الليل.

وقال مراسل الجزيرة في كزاخستان زاور شاوج إن جيش قرغيزستان أضعف من أن يسيطر على الوضع، وإن حكومة هذا البلد تتوقع لإخماد الصدامات تدخل قوة الأمن الجماعي التي شكلتها العام الماضي روسيا وبعض دول الاتحاد السوفياتي السابق. وأضاف أن الرئيس الروسي نفى نيته التدخل.

وأشار المراسل إلى أن الصراعات القومية ليست جديدة على قرغيزستان -التي تضم قاعدة عسكرية أميركية وأخرى روسية- لا سيما في جنوبها.

وقال إن هناك من يرى أن أنصار الرئيس المخلوع باكاييف -وخصوصا شقيقه- قد يكونون المحرك وراء محاولة إفشال الاستفتاء على مشروع الدستور -الذي سيجري يوم 27 يونيو/حزيران الجاري- باستخدام ورقة التوترات القومية.

وأشار إلى أن هناك مشاكل عالقة بين القرغيز والأوزبك منذ الصدامات العرقية بينهما عام 1990، مضيفا أن الأوزبك يشعرون بأنهم فئة مهمشة لا تملك حقوقا مثل تعليم لغتهم القومية في المدارس.

رئيسا روسيا والصين علقا على أحداث أوش خلال مشاركتهما بقمة طشقند (الفرنسية)
وأثارت أسوأ أعمال عنف تشهدها قرغيزستان منذ الإطاحة بنظام باكاييف قبل شهرين، ردود فعل زعيمي روسيا والصين خلال مشاركتهما في مؤتمر أمني بطشقند عاصمة أوزبكستان المجاورة.

ميدفيديف وهو جنتاو
وقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إن موسكو تريد نهاية سريعة للاضطرابات في قرغيزستان، وردد الرئيس الصيني هو جينتاو تصريحات مماثلة قائلا إن "الصين ستواصل مساعدة قرغيزستان بقدر ما يمكن".

وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قلقه البالغ بسبب تجدد العنف في قرغيزستان، ودعا إلى استعادة الهدوء واحترام حكم القانون وحل كافة المشاكل عبر الحوار.

بدورها دعت المفوضية العليا للأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون حكومة أوتونباييفا إلى "استعادة النظام بالوسائل القانونية

0 مشاركات:

إرسال تعليق