مسؤولو استخبارات: الملا برادر قدم معلومات هامة عن كيفية إدارة طالبان

بينها معلومات عن استراتيجية الملا عمر للتفاوض مع كرزاي
واشنطن: إريك سكيمت*
ذكر مسؤولون بارزون في وكالة الاستخبارات والجيش الأميركي أن الملا عبد الغني برادر، وكبار قادة حركة طالبان الأفغانية المعتقلين في السجون الباكستانية، قدموا معلومات هامة للمسؤولين الأميركيين تتعلق بكيفية إدارة حركة طالبان، في الوقت الذي تتطلع فيه الولايات المتحدة إلى التفاوض مع طالبان لإنهاء الحرب في أفغانستان. كان الملا برادر، الرجل الثاني في حركة طالبان قد اعتقل في يناير (كانون الثاني) خارج مدينة كراتشي الباكستانية، في عملية مشتركة بين عملاء المخابرات الأميركية والباكستانية. وقد فرضت القوات الباكستانية في البداية قيودا على وصول المحققين الأميركيين له، لكن المسؤولين الأميركيين يقولون إنهم أجروا اتصالات منتظمة ومباشرة مع برادر لأسابيع.
حتى الآن لم يكشف الملا برادر، ومعظم كبار قادة حركة طالبان الأفغانية في الحجز عن تفاصيل عمليات حركة طالبان القتالية، حيث يجري القادة الأميركيون استعداداتهم للقيام بعملية عسكرية حول قندهار، القاعدة الروحية لطالبان وثاني أكبر مدينة في أفغانستان.
لكن المسؤولين قالوا إنه قدم للمحققين الأميركيين فهم أكثر دقة للاستراتيجية التي يتبناها زعيم حركة طالبان، الملا محمد عمر، لإجراء مفاوضات مع حكومة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الذي يزور واشنطن الأسبوع المقبل. وقال مسؤولون، الملا برادر وصف بالتفصيل كيفية تواصل وتنسيق أعضاء مجلس قيادة حركة طالبان الأفغانية، أو مجلس شورى الجماعة المقيمين في باكستان مع كبار أعضاء القيادة الأوسع نطاقا للحركة.
كما قدم برادر صورة مفصلة حول السبب وراء إصدار الملا عمر لائحة سلوك جديدة للميليشيات العام الماضي أمر فيها المقاتلين بتجنب المدنيين. وقال المسؤولون الأميركيون إن القانون الجديد يهدف إلى ترويج صورة أكثر دقة للحركة أمام الشعب الأفغاني.
وقال مسؤول أميركي في قوة مكافحة الإرهاب يوم الأربعاء: «قدم برادر معلومات قيمة جدا لكنها لم تكن حاسمة».
وقد قدم أربعة مسؤولين أميركيين في الجيش والاستخبارات والخارجية، تحدثوا شريطة عدم ذكر أسمائهم لأنهم لا يحملون تفويضا بالحديث بصورة علنية حول التحقيقات السرية، تفاصيل حول تعاون برادر. ويقول غالبية المسؤولين إن برادر، الذي ينتمي إلى قبيلة بوبلزاي (قبيلة الرئيس كرزاي) يعتبر واحدا من قادة طالبان الذين يتصلون بصورة دورية بالملا عمر قائد الحركة.
أعقب اعتقال الملا برادر، القبض على اثنين من حكام «الظل» التابعين لطالبان داخل باكستان. وعلى الرغم من التعاون الذي تظهره الاعتقالات بين وكالة الاستخبارات المركزية وجهاز الاستخبارات الباكستاني، بين أجهزة المخابرات، أو المخابرات، فإنها توضح أيضا كيفية اعتماد قيادة حركة طالبان الأفغانية على باكستان كقاعدة خلفية. ولا تزال هناك الكثير من الأسئلة حول اعتقال الملا برادر والدوافع الباكستانية، منها، على سبيل المثال، أن السلطات الباكستانية لم تدرك في البداية أهمية المعتقل، ولكنهم حاولوا فيما بعد استغلال عملية اعتقاله لصالحهم، واستخدامه كورقة في المساومة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان. والتدخل كمفاوض.
ويقول مسؤول بارز في الاستخبارات الباكستانية: «القضية الرئيسية في هذا السياق هو أن علينا أن نعمل معا للاستفادة من وجوده. وعندما نتفق حول كيفية استغلاله في محادثات السلام في أفغانستان عندئذ لن نتردد ثانية واحدة، لكن هناك بعض المفاوضات».
نظريات المؤامرة تتعاظم حول الشخص الذي أبلغ عملاء الاستخبارات الباكستانية والأميركية بمكان الملا برادر في منزل خارج كراتشي. إحدى هذه النظريات تتحدث عن الصراع مع بعض العناصر المتشددة في طالبان. النظرية الأخرى هي أن الجيش الباكستاني اعتقله لأنه كان يجري مفاوضات مستقلة مع مسؤولين أفغان، وهي نظرية يرفضها القادة الباكستانيون والأميركيون.
ويرى المسؤولون الأميركيون أن إبعاد برادر عن ساحة المعركة والمعلومات التي قدمها يمكن أن تشكل ضربة قاصمة لقدرات طالبان العسكرية.
لكن الملا عمر عين مكانه نائبه البارز الملا عبد القيوم ذاكر، المعتقل السابق في غوانتانامو، يعتقد أنه في منتصف الثلاثينات من العمر، الذي يوصف بأنه مقاتل شرس لا يملك الكثير من المهارات السياسية.
ويقول مارفن وينبايوم، محلل سابق لاستخبارات جنوب آسيا في وزارة الخارجية الأميركية: «العمليات في الجنوب، عدا ربما عمليات بعينها، لا تحتاج إلى الكثير من التوجيهات الخارجية».
من جانبهم سعى مسؤولو طالبان إلى التهوين من اعتقال الملا برادر في موقفهم التفاوضي. فيقول أحد قادة طالبان الأفغانية البارزين في مقابلة: «ستكون طالبان مستعدة للتفاوض وفق شروطها الخاصة. والاعتقاد بأنهم باتوا اليد العليا باعتقال الملا برادر لا يشغلنا على الإطلاق».
- شاركت سعاد ميخنت في الإعداد لهذا التقرير من فرانكفورت

0 مشاركات:

إرسال تعليق