مصادر يهودية أميركية: أوباما اقتنع بضرورة تأجيل «القدس» للمرحلة النهائية

مصادر يهودية أميركية: أوباما اقتنع بضرورة تأجيل «القدس» للمرحلة النهائية
تل أبيب - لندن: «الشرق الأوسط»
مع بدء المبعوث الرئاسي الأميركي إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، لقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين بغية استئناف المفاوضات غير المباشرة بينهما حول التسوية الدائمة للصراع، ذكرت مصادر يهودية أميركية أن الجهود التي بذلتها مع الإدارة الأميركية، أثمرت وأن الرئيس باراك أوباما اقتنع بتأجيل البحث في موضوع مستقبل القدس إلى المرحلة الأخيرة من المفاوضات.
وفي المقابل، يؤكد الفلسطينيون أن موضوع القدس سيكون من أوائل الموضوعات التي ستطرح على طاولة البحث. وأن السلطة الفلسطينية ستنسحب من المفاوضات في حالة إقدام إسرائيل على استفزاز لها في الاستيطان. ويلتقي ميتشل اليوم مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الذي يعود إلى مدينة رام الله بعد جولة شملت الصين ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والأردن. وسيطلع أبو مازن ميتشل على نتائج اجتماع لجنة المتابعة العربية الذي وافق على إعطاء المفاوضات فرصة أخرى.
غير أن أبو مازن، كما قال عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح لـ«الشرق الأوسط»، لن يعطي ميتشل الرد النهائي على استئناف المفاوضات إلا بعد اجتماعات اللجنتين؛ المركزية لحركة فتح والتنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، غدا.
وقرر ميتشل أن يبقى في المنطقة حتى بعد غد، على أن يعود إليها بعد أسبوعين. ويجتمع ميتشل مع نتنياهو مرتين على الأقل، خلال هذه الفترة. وسيمضي نهاية الأسبوع مع القادة الفلسطينيين في رام الله. وكان البروفسور إيلي فيزيل، الشخصية اليهودية المعروفة في الغرب بفضل نشاطه في ملاحقة ضباط الجيش النازي الألماني الهاربين من العدالة، قد تناول طعام الغداء على مائدة الرئيس أوباما في البيت الأبيض، أول من أمس، وقال لصحيفة «هآرتس» إنه تكلم في الموضوع وقال إنه شرح للرئيس أهمية القدس بالنسبة لإسرائيل والشعب اليهودي وصعوبة بدء المفاوضات بها قبل الاطمئنان لقضايا الأمن والحدود. وأضاف فيزل، أن الانطباع الذي خرج به من هذا اللقاء هو أن أوباما اقتنع برأيه بضرورة تأجيل القدس إلى مرحلة لاحقة من المفاوضات.
وذكرت الصحف اليهودية الأميركية أن المستشار السياسي للرئيس أوباما، ديفيد إكسلرود، قال خلال لقاء مع مراسليها، الليلة قبل الماضية، إن «الرئيس يعتبر أنه من غير المعقول أن تبدأ المفاوضات بموضوع شائك كالقدس، وإنه سيكون آخر الموضوعات المطروحة». وقالت «العصبة ضد التحريض»، وهي منظمة يهودية دولية تحارب مظاهر اللاسامية والعداء لإسرائيل، إن نائب ميتشل، داني شبيرو، الذي التقى قادتها في واشنطن، أمس، قال هو الآخر إن موضوع القدس سيطرح في المفاوضات ولكن ليس كأول الموضوعات.
يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وقبل لقائه مع ميتشل أمس، عقد لقاء مع أعضاء المجلس الوزاري الأمني المصغر، بحضور طاقم المفاوضات الإسرائيلي، وأعدوا برنامج المفاوضات مع ميتشل لهذه الجولة. وقرروا الاصرار على بدء المفاوضات غير المباشرة بطرح موضوع الأمن، وفقط بعد ذلك التوجه لموضوع الحدود ثم القدس واللاجئين. وأكدوا ضرورة الاسراع في إنهاء المفاوضات غير المباشرة، التي يكرس لها ميتشل أربعة أشهر، والانتقال إلى المفاوضات المباشرة في أقرب وقت ممكن. وفي حديث مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، قال مسؤول سياسي كبير في إسرائيل، أمس، إن نتنياهو مستعد لمفاوضات جدية وعميقة تفضي لاتفاق سلام. وفي الوقت الذي يرى فيه العالم أجمع، بمن في ذلك المسؤولون في البيت الأبيض، أن إسرائيل هي التي تماطل في استئناف المفاوضات وعطلتها بسبب مشروعاتها الاستيطانية، وجد هذا المسؤول مناسبا أن يتهم الطرف الفلسطيني بذلك، فقال إن نتنياهو يحذر من المماطلة في المفاوضات. ويرى أنه «بسبب الموقف الفلسطيني الرفضي، أضيعت أشهر طويلة ولا يجوز إضاعة المزيد». من جانب آخر، قال أبو مازن للشبكة الإخبارية الأميركية «سي إن إن»، إنه سيوقف المفاوضات وينسحب منها إذا أقدمت إسرائيل على مزيد من المشروعات الاستيطانية في القدس أو غيرها من الأراضي الفلسطينية. وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية هي حكومة يمينية متطرفة ذات أجندة بعيدة بل مناقضة لعملية السلام، ومع ذلك، فلا مفر من التعامل معها، حيث إنها الحكومة المنتخبة في إسرائيل

0 مشاركات:

إرسال تعليق