إدانة رسمية وشعبية عربية للهجوم الإسرائيلي على قافلة «أسطول الحرية»

الجامعة العربية تدعو لاجتماع طارئ اليوم.. وهنية يعلن أن الجريمة سيكون لها تداعياتها

تظاهرة تركية ضد إسرائيل في إسطنبول أمس (إ.ب.أ)
عواصم عربية: «الشرق الأوسط»
تواصلت ردود الفعل العربية الرسمية والشعبية، أمس، إزاء العدوان الإسرائيلي على قافلة «أسطول الحرية» الذي كان يحاول كسر الحصار على قطاع غزة.

وأعلنت سورية ولبنان شجبهما للجريمة النكراء التي ارتكبتها إسرائيل، وطالب الجانبان جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومجلس الأمن، والمجتمع الدولي بكل مكوناته بـ«التحرك الفوري من أجل اتخاذ خطوات عملية لوضع حد للجرائم التي ترتكبها إسرائيل».

وجاء الموقف السوري واللبناني في بيان مشترك صدر في ختام لقاء عقده قبل ظهر يوم أمس الرئيس السوري، بشار الأسد، مع رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، الذي زار دمشق بشكل مفاجئ.

ووجه الرئيس الأسد والحريري التحية لكل «الذين على متن (أسطول الحرية) والجهات التي تقف وراء إرسال هذا الأسطول لإغاثة أهالي غزة»، وأعربا عن «تعازيهما القلبية لأسر الشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الإسرائيلي الوحشي».وبدوره، ندد الرئيس اللبناني، العماد ميشال سليمان، بالهجوم الإسرائيلي. وقال بيان رئاسي إن سليمان ندد بشدة «بالعمل الإجرامي والمجزرة التي أضافتها إسرائيل اليوم إلى سجل إجرامها وإرهابها المنظم».

ومن جهته، أدان حزب الله الهجوم الإسرائيلي، ووصف النائب اللبناني حسن فضل الله، أمس، التصرف الإسرائيلي بأنه «جريمة ضد الإنسانية».

وتظاهر آلاف الفلسطينيين واللبنانيين في بيروت ومناطق أخرى من لبنان احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي.

وتجمع مئات الأشخاص قرب مقر الأمم المتحدة في وسط بيروت حاملين الأعلام الفلسطينية والتركية، ومنددين «بالإجرام الإسرائيلي»، وطالبوا بإقفال السفارات الإسرائيلية في الدول العربية. وأحرق المتظاهرون العلم الإسرائيلي. وقال ممثل حركة حماس لدى لبنان، أسامة حمدان، الذي شارك في التجمع، لوكالة الصحافة الفرنسية: «هو يوم أسود في تاريخ الكيان الإسرائيلي».

وفي رام الله، طلبت السلطة الفلسطينية عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لبحث الهجوم الإسرائيلي. ودعت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان لها، مجلس الأمن إلى «تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذا العمل الإجرامي، واتخاذ كل الإجراءات والقرارات الدولية الكفيلة بوضع حد لهذه القرصنة والممارسات الإجرامية».

وفي غزة، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني المقال، إسماعيل هنية، أمس، أن مهاجمة إسرائيل ناشطين ينقلون مساعدات إلى قطاع غزة «جريمة» سيكون لها «تداعياتها على الاحتلال» الإسرائيلي، داعيا إلى إضراب شامل في الأراضي الفلسطينية. وتظاهر آلاف الفلسطينيين، أمس، في مناطق مختلفة من القطاع للتنديد بالهجوم الإسرائيلي.

وانطلقت مسيرات حاشدة إلى موقع ميناء غزة، حيث كان من المقرر أن يصل الأسطول البحري، رافعين الأعلام الفلسطينية والتركية، بالإضافة إلى أعلام الدول المشاركة وصور الشيخ رائد صلاح، قبل أن تتوجه إلى مقر الأمم المتحدة في غزة.

وفي القدس الشرقية، عم إضراب شامل، أمس، المدينة احتجاجا على مهاجمة «أسطول الحرية». وأغلقت المحال التجارية أبوابها، وبدت القدس الشرقية مثل مدينة الأشباح.

وفي الناصرة، شارك مئات في مظاهرة عفوية جرت للتنديد بالهجوم الإسرائيلي، حسبما أفاد شهود عيان. وفي سياق ذلك، دعت لجنة المتابعة العربية العليا في إسرائيل في بيان، أمس، إلى التظاهر في كل القرى والمدن العربية في إسرائيل، كما دعت إلى الإضراب العام اليوم، الثلاثاء، احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي.

إلى ذلك، دعت نقابة الصحافيين الفلسطينيين، أمس، إلى حماية الصحافيين العرب والأجانب الموجودين على متن سفن «أسطول الحرية».

وفي القاهرة، ألقى العدوان الإسرائيلي بظلال كثيفة على التحركات الرسمية والشعبية على السواء، ودعت الجامعة العربية لاجتماع عاجل اليوم (الثلاثاء) على مستوى المندوبين الدائمين، واستنكر الرئيس المصري، حسني مبارك، في بيان رئاسي، لجوء إسرائيل إلى الاستخدام المفرط وغير المبرر للقوة ضد الأسطول، بينما استدعت الخارجية المصرية السفير الإسرائيلي في القاهرة لإبلاغه احتجاج مصر الشديد على التعامل الإسرائيلي مع القافلة.

ووجه عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، انتقادات لاذعة لإسرائيل على خلفية الاعتداء على «أسطول الحرية».

وتساءل موسى، في مداخلة له في المنتدى العاشر للدوحة، الذي بدأ أعماله أمس في الدوحة «لماذا حدث ذلك»، وأجاب في الوقت نفسه «لأن إسرائيل تشعر بأنها دولة فوق القانون، وأنها تستطيع أن تفعل أي شيء، ولا تكون تحت سلطة مجلس الأمن»، مضيفا: «إيران تحت سلطة مجلس الأمن والعقوبات أما إسرائيل فلا».

وقال موسى: «إن ما حدث، بصرف النظر عن أنه جريمة.. وجريمة شنعاء.. فهو مؤشر واضح على أن إسرائيل ليست على استعداد للسلام»، مضيفا: «إننا متوقعون، في صلب قرار الجامعة العربية الخاص باستئناف المفاوضات، أنه لا فائدة، إلا أننا نحاول منح السلام فرصة أخرى على الأقل بالتعاون، وثقة في أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، سوف يتخذ الموقف اللازم في هذا الخصوص». وعلى المستوى الشعبي، عمت المظاهرات مختلف المحافظات المصرية، حيث تظاهر المئات أمام وزارة الخارجية المصرية تقدمتهم قيادات المعارضة المصرية، وقدموا مذكرة احتجاج طالبوا فيها بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة، وضمان سلامة المصريين وجميع الركاب الذين كانوا على متن «أسطول الحرية»، كما طالبوا بالفتح الكامل للحدود بين مصر والقطاع.

وفي عمان، عبر الأردن عن «إدانته الشديدة للجريمة النكراء التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية. ووصف وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، نبيل الشريف، ما قامت به القوات البحرية الإسرائيلية «جريمة بشعة ومرفوضة ومدانة وخرقت كل المبادئ الإنسانية والشرائع والقوانين والأعراف الدولية». وبين الشريف أن «السفارة الأردنية في تل أبيب أبلغت الحكومة الإسرائيلية احتجاجها بأشد العبارات ضد هذه الجريمة المدانة والمستنكرة، كما قامت وزارة الخارجية باستدعاء القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في عمان وسلمته رسالة احتجاج شديدة اللهجة تؤكد رفض وإدانة الأردن واستنكاره الجريمة التي اقترفتها قوات البحرية الإسرائيلية».

وبدوره، أدان المغرب بشدة الهجوم الذي تعرضت له، أمس، قافلة «أسطول الحرية». وقال الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي: «إن المغرب ملكا وحكومة وشعبا، يدين بشدة الاعتداء الإسرائيلي الهمجي على القافلة الإنسانية». وأضاف الفاسي، في تصريح للصحافة من مدينة نيس الفرنسية، أن «هذا الهجوم ليس له أي أساس أو مبرر، وهو غير مقبول على المستوى الإنساني، ومرفوض على المستوى السياسي والدبلوماسي».

وفي الدوحة، أدان أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الاعتداء الإسرائيلي.

ووصف أمير قطر، في كلمته في افتتاح منتدى الدوحة العاشر ومؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط، الهجوم الإسرائيلي بأنه «أعمال قرصنة ضد متضامنين عرب وأجانب حاولوا كسر حصار غير إنساني وغير عادل».

وفي أبوظبي، دعت دولة الإمارات العربية المتحدة مجلس الأمن إلى عقد اجتماع طارئ للبحث في الهجوم الإسرائيلي.

ودعا وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى إجراء «تحقيق دولي في هذا الاعتداء».

وناشد الشيخ عبد الله بن زايد مجلس الأمن «لعقد جلسة طارئة للنظر في إدانة هذه العملية، واتخاذ الخطوات الكفيلة ضد مرتكبيها».

0 مشاركات:

إرسال تعليق