بايدن: إيران تعرض نفسها «لعزلة متزايدة» بسبب برنامجها النووي

لاريجاني: تهنئة أوباما بالنوروز «شوكولاته مسمومة»
بروكسل - فيينا - طهران: «الشرق الأوسط»
حذر نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن أمس أن إيران يجب أن توافق على طلبات الأسرة الدولية بشأن برنامجها النووي وإلا ستواجه «عواقب» رفضها وتعرض نفسها «لعزلة متزايدة»، ويأتي ذلك فيما وصف رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني التهنئة التي أرسلها الرئيس الأميركي باراك أوباما للإيرانيين بمناسبة عيد النوروز بأنها «شوكولاته مسمومة»، كما قال إن «الشعبين الإيراني والعراقي هما فقط من وقف في ساحة المواجهة ضد الدكتاتورية الأميركية الحديثة».
وقال بايدن في خطاب أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل إن «إيران تواجه خيارا واضحا جدا يقوم على احترام القواعد الدولية والالتحاق بمجموعة الدول المسؤولة وهذا ما نأمله أو توقع عواقب جديدة وعزلة متزايدة». وأضاف أن «إيران ببرنامجها النووي انتهكت كل الالتزامات» و«تهدد بإطلاق سباق للتسلح النووي في الشرق الأوسط».
ورأى أنه سيكون من «المفارقة» بدء سباق كهذا في المنطقة «التي تعد واحدة من المناطق الأكثر اضطرابا في العالم»، بينما انتهت أوروبا من هذا السباق مع سقوط الستار الحديدي.
وأضاف «سيكون ذلك أمرا مأساويا لن يسامحنا عليه أولادنا ولا أحفادنا ولا الأجيال الصاعدة».
وحذرت الأسرة الدولية هذا الأسبوع إيران من فرض عقوبات جديدة ستقضي في نظر الجميع على أي فرصة لتحسين العلاقات بين طهران والولايات المتحدة. وتبنى مجلس الأمن الدولي 3 قرارات بفرض عقوبات على إيران لإرغامها على تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم. ووصلت المفاوضات حول اقتراح إيراني لتبادل الوقود النووي عرض عن طريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طريق مسدود، لأن الولايات المتحدة تطالب مع حلفائها بتبني قرار رابع لفرض عقوبات جديدة.
والاتحاد الأوروبي مستعد إذا ما دعت الحاجة لفرض عقوبات أحادية مع الولايات المتحدة على إيران في حال عدم التوصل إلى اتفاق في مجلس الأمن. وقد تطال العقوبات الجديدة القطاع المالي الإيراني وأيضا واردات البنزين لإيران التي لا تملك مصافي تكرير. وتستورد إيران ثلث استهلاكها اليومي من البنزين والبالغ نحو 65 مليون لتر.
من ناحيته قال يوكيا أمانو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال مقابلة نشرت أمس إن إيران لم تسمح بإجراء عمليات الإشراف المناسبة لمفاعل التخصيب النووي الجديد في ناتانز، خلال الشهور الثلاثة الأخيرة. وقال أمانو لصحيفة «واشنطن بوست» إنه على الرغم من أن وكالته تراقب مستويات التخصيب التي ارتفعت لعشرين في المائة في مفاعل ناتانز «فإن ترتيباتنا (لعملية الرقابة) لم تعد ملائمة اعتبارا من اليوم». وقال المدير العام للوكالة الدولية «إذا استمر هذا (الوضع) لفترة طويلة.. فقد تواجهنا مشكلة» فيما لم يصرح بإحراز تقدم في المحادثات الجارية مع المسؤولين الإيرانيين. كما قال أمانو إن على إيران الإجابة على أسئلة الوكالة بشأن معلومات مخابرات غربية تشير إلى أنها ربما عملت على تطوير صاروخ يحمل شحنة نووية. وتقول إيران إن أنشطتها النووية مخصصة لاستخدامات سلمية فقط. وقال أمانو «إذا أزيلت المخاوف سيكون هذا شيئا جيدا جدا. إن لم يحدث هذا سنحتاج إلى أن نطلب إجراءات لمعالجة الوضع».
أيضا دعا أمانو خلال مقابلة أخرى مع مجموعة «ماكلاتشي» الإعلامية، الأمم المتحدة أيضا والدول المعنية، إلى إقناع إيران بتغيير سياسة عدم التعاون بشكل كامل مع الوكالة. وقال المدير العام للوكالة إن وكالته لا تستطيع استبعاد تحويل الأنشطة النووية الإيرانية لأغراض عسكرية كما يخشى الغرب. وأضاف «ليس الهدف الأساسي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية تغيير سياسة الدول الأعضاء. في هذا المجال هناك حاجة إلى الإقناع من قبل الدول المهتمة. هناك دور للأمم المتحدة لتلعبه». ومضى يقول إن هناك حاجة إلى «تضافر جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأمم المتحدة والدول المهتمة».
ودق أمانو على وتر إسرائيل أيضا في رسالة إلى وزراء خارجية الدول أعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية البالغ عددها 151 في السابع من أبريل (نيسان). وطلبت الرسالة التي اطلعت «رويترز» على نسخة منها آراء بشأن كيفية تطبيق قرار للوكالة الدولية للطاقة الذرية يعبر عن القلق بشأن «القدرات النووية الإسرائيلية» ويحثها على الانضمام لمعاهدة حظر الانتشار النووي. وقال أمانو إنه سيعلن ما توصل إليه من نتائج خلال اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت لاحق هذا العام.
وعلى غرار الهند وباكستان وكوريا الشمالية فإن إسرائيل ليست من الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي ويعتقد على نطاق واسع أنها تمتلك ترسانة نووية غير أنها لم تؤكد أو تنف هذا قط. وقال دبلوماسي غربي «هذه خطوة غير مألوفة من أمانو لكنني لا أعتقد أنه يجب أن ينظر إليها على أنها ضغط من جانبه على إسرائيل قبل المؤتمر.. يبدو أنه يريد فتح نقاش مع جميع الدول الأعضاء لا مجرد قلة منها».
ويأتي ذلك فيما أعلنت الدول الخمس النووية الرسمية أنها ستواصل الامتناع عن إجراء أي تجارب ذرية ودعت كل الدول للتصديق على معاهدة تحظر كل التفجيرات النووية.
وأصدرت الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا بيانها في مؤتمر يستمر شهرا بمقر الأمم المتحدة بنيويورك تشارك فيه 189 دولة موقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي لعام 1970. وجاء في البيان «نعيد تأكيد عزمنا على الالتزام بالحظر الذي تفرضه كل منا على تفجيرات التجارب النووية قبل أن تسري معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية وندعو كل الدول إلى الامتناع عن إجراء تفجيرات نووية». وفي طهران، انتقد رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني المواقف الأخيرة لأميرکا تجاه إيران، معتبرا رسالة التهنئة التي وجهها الرئيس الأميرکي باراك أوباما لإيران بمناسبة عيد النوروز بأنها «شوكولاته مسمومة». وأوضح لاريجاني لدى لقائه أمس 191 من المعلمين في البلاد أن «تناول کلمات الأميركيين من قبل البعض في الداخل لن يؤدي إلى حدوث شيء»، وقال في تصريحات نقلتها وكالة «إرنا» الرسمية: «إن الأميركيين تحدثوا في قضية إيران عن الحوار أيضا، حتى إنهم بعثوا رسالة لمناسبة عيد النوروز، ولكن هذا التصرف كان بمثابة الشوكولاته المسمومة».
وأكد «أن توجيهات ومواقف قائد الثورة الإسلامية قد غيرت ظروف المنطقة». وأشار إلى أن بوش: كان يعتقد بأن کل شيء يعود للأميركيين وأنهم هم الذين يجب أن يديروا العالم. وأضاف «أن قادة أميرکا كانوا يسعون وراء تنفيذ النظرية أحادية الجانب والإدارة العالمية الواحدة، وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية والشعب العراقي هما اللذان وقفا فقط في ساحة المواجهة ضد الدكتاتورية الأميركية الحديثة».
وأكد أن صمود إيران «أزال دكتاتورية أميرکا الدولية عن شعوب العالم». وأضاف: إذا كانت وزيرة الخارجية الأميركية تتحدث اليوم عن استراتيجية مشارکة جميع القوى فذلك يعود إلى فشل نظريتهم أحادية الجانب. وتابع لاريجاني «أن أميرکا مارست ظلما مضاعفا ضد الفلسطينيين، إذ إن تهويد القدس وتشريد عشرات الآلاف من الفلسطينيين يعتبر ظلما عظيما جدا يحدث الآن في العهد الأميرکي الجديد».

0 مشاركات:

إرسال تعليق