صنعاء تبدأ التحقيق مع صومالي أميركي بتهمة الانتماء لـ«القاعدة»

لجنة حرف سفيان تعلق عملها للمرة الثالثة.. وقتيل في مصادمات بالجنوب
صنعاء: عرفات مدابش
علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف الحرب بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين، في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، علقت للمرة الثالثة خلال أقل من شهرين، عملها. وقالت المصادر إن هذا الإجراء يرجع إلى استمرار خروقات الحوثيين في المنطقة، والمتمثلة في إطلاق النار وقتل جرح بعض المواطنين والاستمرار في التمركز في بعض المواقع العسكرية وعدم إخلائها وتسليمها للجنة.
غير أن الحوثيين ينفون هذه الاتهامات، وقال بلاغ صحافي صادر عن مندوب الحوثيين للتعامل مع اللجنة، إن سبب تعليق اللجنة لعملها يرجع إلى «استفزازات الجيش في المنطقة والتي لم تنته»، مشيرا إلى «ازدياد خروقات الجيش عندما توجد اللجنة». واتهم المصدر الحوثي «أطرافا نافذة في المنطقة» بالسعي إلى إبقاء المنطقة «بؤرة للصراع لاستغلالها على أكثر من صعيد، وهذا أمر طبيعي يقوم به تجار الحروب في كل منطقة»، حسب قوله.
وتوقفت النسخة السادسة من الحرب بين الطرفين مطلع فبراير (شباط) الماضي، في ضوء وساطة محلية، بعد أن التزم الحوثيون بتنفيذ النقاط الست التي وضعتها الحكومة اليمنية كشروط لوقف الحرب، غير أنه ومنذ ذلك الحين وصنعاء تتهم المتمردين بالاستمرار في «التلكؤ» في تنفيذ نقاط الاتفاق.
في موضوع آخر، بدأت نيابة أمن الدولة والإرهاب في صنعاء، أمس، التحقيق مع المواطن الأميركي من أصل صومالي، شريف موبايلي، بتهمتي الانتماء لتنظيم القاعدة وقتل ضابط وجرح آخر.
واكتفى مصدر قضائي يمني بالإعلان أن موبايلي يخضع حاليا للتحقيق أمام النيابة، واعتقل موبايلي البالغ من العمر 16 عاما مطلع مارس (آذار) الماضي في إطار حملة أمنية لتعقب عناصر تنظيم القاعدة وضمنهم الأجانب، غير أنه نقل في السابع من الشهر نفسه إلى المستشفى الجمهوري بصنعاء لتلقي العلاج، وبعد 5 أيام حاول الفرار بعد أن انتزع سلاح أحد مرافقيه وأطلق النار على الحراس فقتل ضابطا وجرح آخر، قبل أن تتمكن فرقة من القوات الخاصة من اعتقاله ونقله إلى مستشفى آخر لتلقي العلاج جراء الإصابة التي تعرض لها أثناء محاولته الفرار.
وكشفت السلطات اليمنية، حينها، أن شريف موبايلي مواطن أميركي من أصل صومالي، وأنه سبق له أن عمل في مفاعلات نووية بولاية نيوجيرسي الأميركية، ومن المتوقع أن يواجه المواطن الأميركي تهمة الانتماء لتنظيم القاعدة، وتهمة القتل العمد ومقاومة السلطات، وغيرها من التهم التي يحكم فيها بالإعدام، حسب القانون اليمني.
على صعيد أخر، شهدت مناطق يمنية جنوبية، أمس، مصادمات بين قوات الأمن ومتظاهرين من قوى الحراك الجنوبي، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن مواطنا قتل برصاص الشرطة في محافظة الضالع، وذلك أثناء محاولته رفع علم دولة «جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية» السابقة، فوق أحد الأعمدة، وتظاهر الآلاف من أنصار الحراك في مدن وبلدات في محافظات الضالع ولحج وأبين، وقال شهود العيان إن المتظاهرين الذين اعتادوا الخروج إلى الشارع كل يوم خميس بمناسبة ما يسمونه «يوم الأسير الجنوبي» أو «يوم المعتقل»، رفعوا شعارات شطرية وصورا لقادة وزعماء جنوبيين سابقين بينهم الرئيس السابق علي سالم البيض، وطالبوا بإطلاق سراح المعتقلين على ذمة المشاركة في احتجاجات سابقة أو بتهمة «المساس بالوحدة الوطنية».
إلى ذلك، قللت وزارة الداخلية اليمنية من التحذيرات التي أطلقتها السفارة الأميركية في صنعاء، لمواطنيها، والتي طالبتهم فيها بعدم ارتياد أحد أكبر فنادق العاصمة. وقال مصدر مسؤول في الوزارة إن هذه «الإجراءات التي تتخذها، أحيانا، السفارات، روتينية وتكون دوافعها غالبا احترازية». وأضاف أن وصول «رسالة SMS عبر الهاتف من معتوه يهدد فيها بفعل شيء ويتبين بعد ذلك أنها مزحة ثقيلة أو لمجرد الإزعاج ليس إلا، قد يؤدي إلى إطلاق مثل تلك التحذيرات من بعض السفارات، وليس بناء على توافر معلومات مؤكدة عن وجود تهديدات حقيقية».
وأكدت الداخلية اليمنية أنه «ليس هناك أي تهديدات ضد أي سفارة بالتليفون يرسلها أي معتوه، والإجراءات الأمنية المتخذة حول المنشآت والمرافق المختلفة ومنها الفنادق مشددة ولا تسمح بأي اختراق، وأن العناصر التخريبية والإرهابية يهمها بقدر كبير إحداث فرقعات إعلامية مربكة لا أكثر، ويعكس ذلك عدم قدرتها على فعل شيء»، مستطردا أن «الهدف الذي تسعى إليه تلك العناصر هو إرباك الأوضاع وإحداث الفزع لدى الآخرين من خلال مثل هذه الزوابع والفرقعات الإعلامية، لإلحاق الضرر بالاقتصاد الوطني وبالاستثمار والسياحة وجهود التنمية»

0 مشاركات:

إرسال تعليق