المجلس الأعلى للآثار: اكتشاف مقابر بناة هرم خوفو ينفي بناء الأهرام بالسخرة

- القاهرة - (رويترز)

 أعلن المجلس الأعلى للآثار بمصر اكتشاف مجموعة مقابر للعمال المشاركين في بناء الهرم الأكبر المعروف بهرم خوفو وأنها تنفي "أن الأهرامات بنيت بالسخرة" قبل أكثر من 450 عام.

وقال زاهي حواس الأمين العام للمجلس اليوم الأحد في بيان إن بعثة أثرية مصرية عثرت على مجموعة مقابر جديدة ترجع إلى الأسرة الرابعة (نحو 2613-2494 قبل الميلاد) وتخص العمال الذين بنوا الهرم الأكبر "وهذه أول مرة يتم فيها الكشف عن مقابر خاصة بالملك خوفو" ثاني ملوك هذه الأسرة.

وأضاف أن هذا الكشف "من أهم الاكتشافات.. لأنها تلقي الضوء على الفترة المبكرة للأسرة الرابعة وترفض كل ما قيل إن الأهرامات قد بنيت بالسخرة لأن هذه المقابر تقع مباشرة إلي جوار الهرم بل وتطل عليه مباشرة ويؤكد الكشف أنهم لو كانوا عبيدا لما بنوا المقابر في هذه المنطقة."

وقال الأثري عادل عكاشة المشرف على الحفائر في البيان إن أبرز هذه المقابر مقبرة عبارة عن بناء مستطيل بها كثير من آبار الدفن المكسوة بالحجر الجيري المحلى كما كسيت جدرانها الخارجية بطبقة من الطوب اللبن وطليت بالملاط الأبيض بالإضافة إلى وجود كوات تواجه كل منها بئرا للدفن لتسهيل دخول وخروج روح المتوفى القابع في هذه البئر.

وأضاف أن السطح العلوي لهذه المقبرة يمثل الشكل المقبي أو المنحني ويشبه شكل الكومة التي ترمز إلى التل الأزلي "الذي بدأت منه الخليقة طبقا لمذهب مدينة منف لتفسير الوجود."

وقال إن البعثة اكتشفت أيضا مجموعة من المقابر والرفات المحيطة في الجهة الغربية لهذه المقبرة إذ اعتاد "المصريون القدماء التبرك والتيمن بالدفن حول الأهرامات" وإن هذه الدفنات صغيرة وبسيطة في تصميمها المعماري.

وأضاف أنه إلى الجنوب الغربي من المقبرة الرئيسية توجد مقبرة مستطيلة من الطوب اللبن بها آبار للدفن وعثر داخل كل بئر على هيكل عظمي في وضع القرفصاء إضافة إلى كسرات فخار ترجع للأسرة الرابعة.

وقال حواس في البيان إن هناك أدلة عثر عليها تشير إلى أن العائلات الكبيرة في جنوبي مصر والدلتا كانت ترسل يوميا عجولا وخرافا لإعاشة العمال بناة الأهرام وفى المقابل كانوا لا يدفعون الضرائب للدولة "وهذا يثبت أن الهرم كان المشروع القومي لمصر كلها وأن الشعب كله كان يشترك في بناء الهرم" وأن عدد العمال الذين اشتركوا في بناء الهرم الأكبر لا يزيد على عشرة آلاف عامل.

وأضاف أن هذا ينفي ما قاله المؤرخ هيرودوت إن عدد العمال وصل إلى 100 ألف عامل.

وتابع أن هذا الكشف "يؤكد للعالم كله أن هؤلاء العمال قد جاءوا من خلال العائلات الكبيرة وأن الذين دفنوا بالجبانة هم العمال الذين ماتوا فقط أثناء بناء الأهرامات" موضحا أن بناة الأهرام كان يتم تغيرهم كل ثلاثة شهور

0 مشاركات:

إرسال تعليق