اجتماع بلدي الرياض الطارئ يدعو لسرعة تنفيذ مشاريع تصريف السيول

أمين المجلس البابطين لـ«الشرق الأوسط»: المناقشات أوصت بتوحيد جهة الإشراف على شبكات التصريف وإيكالها للأمانة
«بلدي الرياض» دعا إلى سرعة تنفيذ مشاريع تصريف مياه الأمطار (تصوير: مسفر الدوسري)
الرياض: يوسف الحمادي
أفضى اجتماع طارئ عقده مجلس بلدي الرياض، أمس، إلى الدعوة إلى سرعة تنفيذ مشاريع تصريف السيول وربطها بشبكات الأحياء المجاورة لها لكي تكون هناك عملية تكامل بين الشبكات وتصريف السيول على القنوات أو الأودية الموجهة إليها كما دعا إلى تنظيم عمليات صيانة دورية لشبكات الأحياء للتأكد من سلامتها وعدم انسدادها بأي عوالق. وأوصى الاجتماع الذي عقد برئاسة الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف أمين منطقة الرياض رئيس مجلس بلدي الرياض وبحضور أعضاء المجلس، بتوحيد جهة الإشراف لصيانة وتشغيل شبكة صرف السيول بما فيها من طرق وأنفاق وجسور، وإيكال المهمة لأمانة الرياض على اعتبار أنها الجهة المسؤولة، إلى جانب تأييده للمطالبة باعتماد مبالغ مالية كافية لتنفيذ شبكات صرف السيول.
وأوضح الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن أمين منطقة الرياض رئيس المجلس البلدي لمدينة الرياض، لدى ترأسه الاجتماع أن ما شهدته العاصمة السعودية خلال اليومين الماضيين من أمطار غزيرة أدى إلى ارتفاع منسوب المياه وجريان السيول وما نتج عنها من إغلاق بعض الأنفاق، كان بسبب عدم تكامل شبكات تصريف السيول. وقال الأمير عبد العزيز بن عياف إن ما اعتمد من وزارة المالية لمشاريع تصريف السيول في مدينة الرياض في السنوات الأخيرة لم يكن كافيا قياسا بحجم مدينة الرياض ووتيرة نموها السكاني والعمراني المتسارعة.
من جهته كشف المهندس عبد الله البابطين أمين عام مجلس بلدي الرياض لـ«الشرق الأوسط» أن مناقشات المجلس أمس تضمنت توصية بتوحيد جهة الإشراف لصيانة وتشغيل شبكة صرف السيول بما فيها من طرق وأنفاق وجسور، وإيكال المهمة لأمانة الرياض على اعتبار أنها الجهة المسؤولة، وذلك على خلفية اختلاف بعض الجهات مثل وزارة النقل وأمانة منطقة الرياض على مرجعية بعض الأنفاق والجسور. وأوضح البابطين لـ«الشرق الأوسط» أن النقاش الذي تم خلال الاجتماع سلط الضوء على مشكلة تصريف مياه السيول تحديدا، مبينا أن أهم ماخرج به الاجتماع تمثل في تأييد أمانة منطقة الرياض والمجلس البلدي المطالبة باعتماد مبالغ مالية كافية لتنفيذ شبكات صرف السيول في مدينة الرياض خلال فترة قصيرة، والسيطرة على شبكات صرف السيول أثناء توسع المدينة. وقال البابطين لـ«الشرق الأوسط إن الاجتماع ناقش الجهود التي بذلتها الأمانة والجهود التي ستبذل مستقبلا إضافة إلى مناقشة تصريف السيول، مشيرا إلى أن مدينة الرياض لم تكن جاهزة لكميات الأمطار الكبيرة لعدة أسباب، أولها أن الكثير من الأحياء الموجودة في مدينة الرياض غير مكتملة بشبكات صرف السيول ولا تتجاوز نسبة 28 في المائة، بينما نحو 72 في المائة من المدينة لم يغط بشبكات التصريف، ولا بد من ربطها بشبكات تصريف السيول. وبالعودة للأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف أمين الرياض قال إن هناك قصورا في شبكات تصريف السيول في الأحياء والطرق أسفر عنها تعطل حركة المرور واستنفار الدفاع المدني، مشيرا إلى أن الأزمة ستستمر طالما شبكات السيول ناقصة، وما لم تنفذ شبكة متكاملة فستظل السيول هاجس الأمانة. واعتبر رئيس المجلس البلدي بالرياض بن عياف أن ما شهدته العاصمة من نسب أمطار يوم الإثنين نسب عادية 57 ملم، وأنها متوقعة، مبينا أن ما اختلف في الأمر أن الأحياء التي لم تشملها شبكة تصريف سيول ازداد في محيطها السيول، مضيفا أنه في كل عام يختلف الأمر، حيث تزداد معاناة الأحياء من ارتفاع منسوب مياه الأمطار فيها. وزاد أمين منطقة الرياض أن العاصمة تشهد زيادة مطردة في النمو والتوسع لم يقابله زيادة في المشاريع بنفس النمو، ولذلك المشكلة تتفاقم بين الأحياء، والحلول تكمن في شبكات تصريف السيول.
وعن الإجراءات مع الجهات المختصة حيال شبكة متكاملة للسيول، أكد رئيس المجلس البلدي بن عياف أن الأمانة لديها إجراءات واعتمادات لمشاريع، مثل مخطط استراتيجي قائم ويعمل فيه، وبعض نتائجه جاهزة للتنفيذ.
وأشار الأمير بن عياف إلى أن الأمانة استنفرت كامل طاقتها في الأيام الماضية وأرسلت نحو 200 فرقة إلى المناطق والأحياء المتضررة وأنه تم توزيع أكثر من 100 مضخة لشفط المياه و800 صهريج للمساعدة في تصريف السيول، مضيفا أن الأمانة استعانت بجهود فرق من صحة البيئة لسرعة التعامل مع الحدث وأيضا لتفريغ أماكن تجمع المياه لتفادي توالد الحشرات الضارة فيها.
وزاد بن عياف أن الأمانة استعانت بفرق لرش وتطهير المواقع، بالإضافة لتعاونها مع الدفاع المدني، ووزارة النقل، والهلال الأحمر، والمرور، موضحا أن ذلك جهد وإنجاز سريع لتغطية مشكلة نعترف بوجودها، والدليل على نجاح شبكات تصريف السيول أن أحياء مثل الملز والمربع والشميسي لم تتأثر بالأمطار مثل باقي الأحياء.
وزاد بن عياف: «لدينا على سبيل المثال مخرج 13 الذي كان يعاني عند هطول الأمطار، حيث تم معالجته والحمد الله نحن نرى نتائجه ممتازة ولله الحمد، ولكن لا يعني أن الشبكات لا تتأثر، ولكن يتم متابعته عبر فرق صيانة للفتحات وتنظيفها من أي مخلفات تعيق دخول الماء إليها».
وعن حلول تسعى لها الأمانة، سواء مؤقتة أو دائمة لمشكلة امتلاء الأنفاق بالمياه، وتأثر الحركة المرورية، وخطورتها، بين الأمير بن عياف أن الأنفاق أحيانا تأتيها سيول فوق طاقتها، بعضها يأتيها من الأحياء المجاورة لها، مستشهدا بصورة لنفق يقع على تقاطع طريق العليا مع الدائري الشمالي، تظهر فيه الشلالات تنهمر داخل النفق، والصورة هذه معبرة لتؤكد أن الضخامة في السيول التي يتعذر فيها تعامل المضخات الموجودة في النفق مع الكميات الهائلة من الأمطار

0 مشاركات:

إرسال تعليق